مرت قبل يومين الذكرى السادسة والسبعون لتأسيس الجيش العربي السوري الذي شكل منذ ولادته علامة فارقة في تاريخ سورية المعاصر وسطر عبر أكثر من سبعة عقود ملاحم كبرى في الدفاع عن أرض الوطن وقضايا الأمة وكان ومازال مثالاً في البذل والتضحية والفداء وأثبت في كل المعارك التي خاضها أنه الحصن الحصين والحارس الأمين لبلاده وتراب وطنه والحامي المخلص لعزة الشعب ومجده.
عشر سنوات عجاف من الحرب الإرهابية الوحشية والجيش البطل يقدم التضحيات وشلالات الدم بلا تردد وبلا توقف وملأت قوافله من الشهداء الأبرار جنبات الوطن من أقصاه إلى أقصاه فاستحق أن يكون أكثر جيوش العالم عطاء وتضحية ليبقى وطنه عزيزاً حراً وعصياً على الأعداء والمتآمرين جميعاً.
لقد استهدفت الحرب الإرهابية العدوانية على سورية أول ما استهدفت مؤسسة الجيش العربي السوري بالتحريض عليه ومحاولات النيل منه، ونزع تلاحمه مع الشعب، وشراء بعض ضعاف النفوس من صفوفه ظناً من رعاة هذه الحرب القذرة أن هذا هو الطريق الأضمن والأقصر لتقويض الدولة السورية وانهيارها وحددوا أسابيع أو أشهر قليلة لتحقيق هذا الهدف وكانت المفاجأة الصادمة لأصحاب المشروعات الإرهابية أن مؤسسة الجيش ازدادت تماسكاً وأن الشعب ازداد التفافاً حولها وزاد المواطن حبه لجيشه ودولته وتعلقه بمؤسساتها والدفاع عنها لتبقى ملاذه الآمن في الأوقات الصعبة.
وها هي الأسابيع والأشهر بل السنوات قد مرت والجيش يواصل دحر الإرهابيين وقد حرر معظم الأرض السورية، ومني المشروع الإرهابي الذي رعته أقوى دول العالم في الغرب وحلف “ناتو” أيضاً في المقدمة بالفشل الذريع بفضل تضحيات الجيش وبطولات أبطاله الغر الميامين في حرب عاتية وفي مواجهة عصابات متوحشة لم يعرف تاريخ العالم الحديث وحوشاً مثلها.
لا ينكر إلا حاقد أو عميل ما قدمه الجيش العربي السوري للعالم من مساهمة كبرى في معركة القضاء على الإرهاب كأخطر آفة عانت منها البشرية لسنوات ولازالت تهدد مجتمعات ودولاً عديدة وستبقى تجربة القوات المسلحة السورية رائدة في مجال مكافحة الظاهرة الإرهابية ولن يحصد رعاة الإرهابيين إلا الخيبة والخذلان مهما تفننوا في أساليبهم الجديدة في حصارهم اللئيم للدولة السورية والشعب السوري الصامد
Views: 1