رسائل من نار توجهها الطائرات الحربية في «خفض التصعيد» … سخط وضغط روسي على النظام التركي لوضع جدول زمني لتنفيذ «اتفاق موسكو»
واصلت موسكو ضغوطها على أنقرة لتنفيذ بنود «اتفاق موسكو» الروسي التركي، الموقع في الـ٥ من آذار ٢٠٢٠، لفتح طريق عام حلب اللاذقية والمعروف بطريق «M4» أمام حركة المرور والترانزيت، ووجهت الطائرات الروسية أمس رسائل من نار عبر ضربات موجعة استهدفت مقار إرهابيي منطقة «خفض التصعيد»، في دلالة على حنق روسيا من النظام التركي الذي يماطل في وضع جدول زمني لتطبيق الاتفاق.
وأفادت مصادر محلية في ريف إدلب الغربي لـ«الوطن» أن القوات الجوية الروسية نفّذت ثلاث غارات استهدفت مناطق تمركز إرهابيي النظام التركي في منطقة الشيخ بكر، والتي سبق استهدافها أكثر من مرة خلال السنة الأخيرة، بينها مقر تحكم وسيطرة لـ«جبهة النصرة» الإرهابية المدرجة على قائمة العقوبات الأممية، وأدت إلى مقتل وجرح عدد كبير من الإرهابيين وتدمير المقار بشكل كامل.
كما دكت الطائرات الحربية الروسية أمس بغارتين جويتين مقرات لما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، العاملة في إدلب بقيادة «تحرير الشام» مظلة «النصرة»، في محيط بلدة البارة الواقعة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وتمكنت من تدمير المقار وقتل كل من فيها من الإرهابيين، وفق قول مصادر أهلية في جبل الزاوية لـ«الوطن».
وعزا مراقبون الوضع الميداني في «خفض التصعيد» بإدلب لـ«الوطن»، الهدف من الضربات الجوية الروسية ضد إرهابيي النظام التركي إلى توجيه رسائل استياء من النظام التركي لمماطلته وتعنته في تطبيق الاتفاقات المشتركة بين الجانبين، مثل اتفاقي موسكو وسوتشي عدا مخرجات مسار «أستانا» بجولاته الـ١٦.
وأوضح المراقبون أن الضربات الجوية الروسية لإرهابيي النظام التركي، تكثّفت في الآونة الأخيرة، على خلفية تملّص وتنكّر نظام رجب طيب أردوغان لاستحقاقات الاتفاقات الثنائية كضامن لتنفيذها، وإصراره على التلاعب بتفسير بنودها بما يتوافق مع أجندته العدوانية، وفي مقدمتها إقصاء الإرهابيين من المنطقة وفتح «M4»، بالإضافة إلى تماديه في حجم الخروقات لوقف إطلاق النار.
إلى ذلك، كشفت مصادر معارضة مقربة مما تسمى «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيا شكلها النظام التركي في إدلب، لـ«الوطن» أن التسريبات التي رشحت من اجتماع نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال مع الوفد الروسي برئاسة مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتييف في الرابع من الشهر الجاري في مقر وزارة الخارجية بأنقرة، كشفت عن عمق الخلاف بين الطرفين حول تفسير بنود «اتفاق موسكو»، والذي أصر الوفد الروسي على وضع جدول زمني لتنفيذه على الأرض لا أن يترك إلى أجل غير مسمى، ووفق أهواء النظام التركي، ومن أجل ذلك جاءت الضربات الجوية الروسية الأخيرة، والتي توقعت المصادر أن تتوالى خلال الفترة القادمة بفواصل زمنية أقل من سابقاتها.
بالتوازي مع هذه المعطيات، ردّ الجيش أمس على خروقات إرهابيي أنقرة لوقف إطلاق النار في ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب الشمالي الغربي غرب حماة، وأدت ضرباته المدفعية إلى قتل وجرح عدد كبير من الإرهابيين في محيط بلدات كنصفرة والفطيرة وسفوهن بجبل الزاوية جنوب إدلب في المناطق القريبة من خطوط التماس، وتلك الواقعة على خطوط التماس مع سهل الغاب.
الوطن
Views: 0