د.تركي صقر
في نظر معظم المراقبين والمتابعين تعتبر المحادثات التي ستجري بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب أردوغان في غضون اليومين القادمين في سوتشي مفصلية لجهة ملفات عديدة يتصدرها ملف إدلب في ضوء ثلاثة معطيات الأول: التصريحات المكثفة والمتواترة من كبار المسؤولين الروس وعلى رأسهم سيرغي لافروف وزير الخارجية وديمتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الكرملين وذلك بالتشديد على ضرورة إنهاء البؤرة الإرهابية الأخيرة في سورية المتمثلة بالتكدس الإرهابي الخطير في محافظة إدلب وعدم إمكانية الوصول إلى حل في سورية من دون التخلص من هذا الوضع الشاذ.
والمعطى الثاني: تكثيف العمليات العسكرية من الجيش العربي السوري والطائرات الحربية الروسية بقصف مواقع الإرهابيين في محافظة إدلب وأرياف حلب وحماه واللاذقية لتكون كلمة الميدان حاضرة بقوة في هذه المحادثات إضافة إلى تزامنها مع النتائج الإيجابية لعملية تحرير درعا وتنظيف الجنوب السوري من المجموعات المسلحة الإرهابية.
والمعطى الثالث: هو المتغيرات العديدة التي جرت منذ الاجتماع الأخير بين الرئيسين الروسي والتركي حيث لم يعد الأخير يملك الأوراق القوية التي كان يملكها سابقاً على صعيد علاقته المتوترة مع حلف شمال الأطلسي ” ناتو” وعلى صعيد علاقته بالإدارة الأمريكية في ظل رئاسة بايدن التي تراجعت كثيراً حسب تصريحات أردوغان ذاته التي وصفها بأنها أضعف علاقات مع أي إدارة أمريكية سابقة وإن الكيمياء مفقودة بين بايدن وأردوغان منذ ما قبل وصول الأول إلى البيت الأبيض.
هذه المعطيات إضافة إلى عوامل أخرى أهمها نفاد صبر الجانب الروسي من مناورات أردوغان ومماطلته المستمرة بعدم الالتزام بالاتفاقات التي تعهد بها سابقاً بشأن إدلب والحشد الإرهابي التابع له فيها وهذا يجعل من المحادثات القادمة مفصلية وربما حاسمة تجاه الوضع في إدلب. وفي مناورة بهلوانية جديدة لأردوغان واستباقاً لمحادثاته مع الرئيس بوتين أعلن أنه سيشتري دفعة جديدة من صواريخ اس 400 دون أن ينسى إرضاء واشنطن بتكرار تصريحاته برفضه ضم روسيا لجزيرة القرم وتطويره العلاقات مع أوكرانيا لكن هذه المناورات أصبحت مكشوفة لدى الجانب الروسي وبات أمام “السلطان ” خيارات محدودة وضيقة في المحادثات الوشيكة في روسيا لأنه غير قادر على حماية جماعاته الإرهابية في إدلب إلى ما لانهاية.
Views: 1