لا أحد يستطيع أن ينكر أن هناك في الأفق ثمة بوادر تغيرات عربية ودولية إيجابية حول العلاقة مع سورية وإن كانت خجولة وتسير ببطء ولكن القطار تحرك بعد حصار خانق وعقوبات قسرية طالت أغلب مناحي الحياة السورية, وألحقت أذى بالغاً بالسوريين وأريد لها أن تكون حرباً ثانية على سورية وتحجب عن أبنائها فرحتهم بالانتصار على الإرهاب وقطف ثماره ومنعهم من الانتقال إلى مرحلة التعافي بعد عشر سنوات من الحرب العدوانية المدمرة.
أولى البوادر سبقت دورة اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة الثالثة والسبعين في أيلول الماضي حيث أمت دمشق وفود لبنانية تقدمها وفد رسمي لمد لبنان بالغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية وكانت الاستجابة تامة وبعدها شهدت أروقة الأمم المتحدة لقاءات وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بعدد كبير من وزراء الخارجية من مختلف دول العالم منهم وزراء سبع دول عربية في مقدمتهم وزير الخارجية المصري سامح شكري لأول مرة منذ عشر سنوات وجرت محادثات اقتصادية سورية- إماراتية على مستوى الوزراء على هامش معرض اكسبو دبي 2020 الذي شاركت فيه سورية ضمن أكثر من 180 دولة ويكمل وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد هذه الانطلاقة السورية في مؤتمر عدم الانحياز في بلغراد لمناسبة الذكرى الستين لتأسيس الحركة.
وبعيداً عن الجدل الدائر أنه لولا الضوء الأخضر الأمريكي لما كان هذا الانفتاح على سورية وأن مسيرة الانفتاح في بدايتها وأن هناك مفاجآت عديدة قادمة نقول: إن من فرض هذه المتغيرات وقلب المشهد رأساً على عقب هو النجاحات التي حققها الجيش العربي السوري وبطولاته المدهشة في دحر الإرهاب وما من شك أن هذا كله سيكون عاملاً مهماً في مواجهة الضغوط الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها سورية وسوف يساعد في معالجة الهموم المعيشية المريرة للمواطنين بعد أن طال أمدها وزادت قساوتها.. نعم يمكن القول إن الأجواء بدأت في التغيير ونأمل ترجمتها على أرض الواقع قريباً.
Views: 5