وعلى الرغم من أن القيادة الروسية نفت نفياً قاطعاً نيتها استخدام السلاح النووي ، وأنها ليست بحاجة إلى ذلك وأن لديها أسلحة تقليدية كافية، وأكدت مراراً أن عقيدتها النووية تتمثل في عدم استخدام السلاح النووي إلا في حالة الخطر الوجودي للدولة الروسية والشعب الروسي، على عكس العقيدة النووية الأمريكية التي تسمح باستخدام السلاح النووي بشكل استباقي.
إن وقائع التاريخ تظهر أن روسيا لم تستخدم الأسلحة النووية في أي معركة من المعارك أو في أي حرب من الحروب، فيما كانت الولايات المتحدة أول دولة استخدمت السلاح النووي في نهاية الحرب العالمية الثانية في هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين وأزهقت أرواح مئات آلاف الأشخاص إضافة إلى التدمير الشامل في جريمة وحشية هي الأولى من نوعها في التاريخ الإنساني.
لقد جاءت حملة واشنطن الهستيرية ضد روسيا بعد أن فشلت أمريكا والدول الأوروبية في اخضاع موسكو اقتصادياً عن طريق فرض عقوبات عليها ، تجاوزت العشرة آلاف عقوبة. وبعد أن فشل الدعم العسكري والمالي لنظام كييف الذي التهم ميزانيات معظم العواصم في أوروبا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث ارتفعت نسب التضخم على جانبي الأطلسي إلى مستويات غير مسبوقة ، وارتدت العقوبات وبالاً على من فرضها واجتاحت موجات الغلاء الأسواق الغربية جميعها والقادم أسوأ مع شتاء لا يرحم، تراجعت فيه إمدادات الغاز والنفط وذهبت وعود واشنطن بتأمين البديل الكافي أدراج الرياح .
تهدف إدارة بايدن من وراء إصرارها على “شيطنة “موسكو نووياً إلى تخويف الدول الأوروبية من الخطر الروسي الماثل على أبوابها واستمرار استنزافها بتقديم المساعدات لأوكرانيا دون تلكؤ مهما بلغت فهي تحارب روسيا حتى آخر أوكراني وبأموال أوروبا حتى آخر يورو وما التظاهرات التي اجتاحت المدن الفرنسية والألمانية وبعض العواصم الأوروبية احتجاجاً على الغلاء ومصاعب الحياة المعيشية إلا بداية الطريق لزعزعة الأنظمة التي استسلمت لسياسة البيت الأبيض بشكل أعمى دون اهتمام بمصالح شعوبها ومستقبل بلدانها .
tu.saqr@gmail.com
Views: 18