قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله “في ملف الترسيم نحن امام ساعات حاسمة ونحن كشعب لبناني ننتظر اعلان الموقف الرسمي من فخامة الرئيس العماد ميشال عون وننتظر الموقف الرسمي من قبل حكومة العدو وإن كان قيل ان رئيس حكومة العدو اعلن عن موافقته ولكن المهم ماذا سيجري غدا لانه قيل ان هناك اجتماعا للحكومة”.
واضاف السيد نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال الذي أقيم مساء الثلاثاء بمناسبة ولادة الرسول الاكرم محمد بن عبد الله(ص) وحفيده الامام جعفر الصادق(ع) وأسبوع الوحدة الاسلامية “بالنسبة لنا نحن سننتظر المواقف الرسمية واقول لكم انه في اللحظة التي تذهب فيها الوفود لتوقع في الناقورة بعد ان يحصل هذا التوقيع نستطيع ان نقول هناك تفاهم حصل”، وتابع “كلنا تابعنا خلال الاشهر والاسابيع الماضية التصريحات المتناقضة في كيان العدو والانقسامات الحادة والاهانات المتبادلة نحن لا نعلم ماذا يجري غدا وبعد غد”.
واوضح السيد نصر الله “نحن يجب ان نحتاط لان هناك من يمكن ان يغير رأيه في كل لحظة وكانت مفاوضات صعبة وعسيرة”، ولفت الى ان “من البداية قلنا نقف خلف الدولة في موضوع المطالب اللبنانية ودائما كنت اقول نحن بدنا ناكل عنب واستخراج النفط”، وأكد “عندما يقول المسؤولون اللبنانيون ويعلن فخامة الرئيس الموقف الرسمي المؤيد للتفاهم، بالنسبة للمقاومة تكون الامور قد انجزت والى ذلك الحين يجب ان نبقى يقظين”.
وقال السيد نصر الله “دعوتي أنه بعد نشر النص النهائي أن تكون مقاربة هذا التفاهم بروح المسؤولية الوطنية المطلوبة ليحكم عليه ايجابا وسلبا وأن ينطلق من روح وطنية وليس من تصفية حسابات”.
وتابع “هناك من يحمّلنا مسؤولية الخطوط ونحن لا علاقة لنا بخطوط، واذا بتسألني بحرنا وين؟ بقلك: بحرنا يمتد الى غزة ونحن والشعب الفلسطيني مش قاسمين”، واضاف “البيئة الحاضنة للمقـاومة دعمت هذا الخيار ودافعت عن هذا الخيار رغم أنها هي من ستتحمل نتائج الحـرب لو حصلت”، ولفت الى انه “بالتضامن الرسمي والوطني وبوقفة الدولة والمقاومة والشعب والجيش بموقف صعب من هذا النوع في ظل ظروف اقليمية ودولية لا أحد في الكرة الأرضية سائل عن لبنان، سيتمكن لبنان من الحصول على هذا الانجاز الكبير”.
وأكد السيد نصر الله “يجب أن أذكر مجاهدي المقـاومة فخلال هذه المرحلة كلها بعد موضوع المسيّرات لم نكن بحاجة لا لارسال مسيرات ولا قطع بحرية لأن الهدف منذ البداية كان افهام العدو أن المقاومة جادة فيما قالت”، وتابع “أنا أريد أن استعجل شكر هؤلاء الأخوة المقـاومين وأقول لهم ستبقون على جهوزيتكم ويقظتكم وتدابيركم الى أن نرى بأم العين أن التفاهم قد وقع وبعد التفاهم يوم آخر”.
وشدد السيد نصر الله على ان “هذه ثروة وطنية لا تملكها طائفة او جهة سياسية معينة او منطقة معينة وهي ملك الشعب اللبناني كله ويجب ان يقارب هذا الموضوع بروح المسؤولية”، وتابع “أعدكم بالتعاون مع كل أركان الدولة يجب ان نتحمل جميعا مسؤولية تحصين هذا المال الذي سينزل في صندوق لبناني وهو مال تبنى عليه آمال كبيرة”.
وحول الملف الداخلي اللبناني، قال السيد نصر الله “في ملف الرئاسة ليس لدي جديد وندعو المعنيين لتشكيل الحكومة وفي هذا الملف هناك هبة باردة وهبة سخنة ويجب أن لا نيأس”.
واعتبر سماحته في الموضوع الفلسطيني ان رسالة الضفة والقدس رسالة قوية جدا وان المقاومة في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة والقدس تحتاج التضامن والدعم والحماية ولديها القدرة ان شاء الله على تغيير المعادلات مشيرا الى ان “ما يجري في الضفة مهم جدا وهو صادم للعدو الاسرائيلي الذي اعتبر انه تم “تدجينها”، ولفت الى انه “اليوم في الضفة مقاومة حقيقية وانتفاضة حقيقية”.
وبارك الامين العام لحزب الله “القرار الذي اتخذته حركة حماس بتعزيز العلاقات مع سوريا”، ولفت الى ان “هذا القرار هو قرار شجاع وحكيم وصحيح وسليم لاننا اليوم في فسلطين والمنطقة وفي محور المقاومة احوج ما نكون الى اعادة جمع الصفوف والشمل”.
من جهة ثانية، قال السيد نصر الله “نوجه التحية ونعبر عن تقديرنا واجلالنا للشعب اليمني المؤمن والمحب لان الاحياء الذي شهدناه قبل ايام في مختلف المحافظات اليمنية الحرة وفي عشرات الساحات والملايين الذين حضروا واستمعوا لخطاب القائد العزيز والشجاع السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وعبروا بكل الوسائل عن حبهم للرسول وهذا حال العالم العربي والعالم الاسلامي، الشعب الذي فرضت عليه الحرب والذي يعاني الكثير من الازمات يحتشد بمشهد ليس له مثيل وهذا جدير ان ننحني امام هذا الشعب بكل احترام وتقدير”.
ونوه السيد نصر الله ان “إحياء المولد النبوي في العالمين العربي والاسلامي تتطور وأبناء هذه الامة ان يعتزوا بولادة نبيهم”، وتابع “نحن سنحاول ان نفرح لان في الحقيقة في القرن الماضي والسنوات الماضية وما يعانيه عالمنا العربي والاسلامي وشعبنا الفلسطيني وشعوبنا جراء العدو الاسرائيلي الذي لم يترك مكانا للفرح”.
وعن المناسبة التي يتم الاحتفال بها، قال السيد نصر الله “نحن الليلة نحيي المناسبات التالية: ذكرى ولادة رسول الله الاعظم وولادة حفيده الامام الصادق ومناسبة اسبوع الوحدة الاسلامية”، وتابع “أرحب بكم في هذا الحفل المبارك الذي نعبر فيه عن حبنا وولائنا وعشقنا لسيد الرسل وخاتم النبيين محمد (ص)”.
وحول أسبوع الوحدة الاسلامية وولادة الرسول (ص)، قال السيد نصر الله “الامام الخميني حوّل نقطة الخلاف حول ولادة الرسول(ص) الى نقطة اجتماع وأقام جسرا بين 12 و17 ربيع الاول وبات اسمه أسبوع الوحدة الاسلامية”، وأوضح ان “التعاطي مع نقاط الاختلاف بحجم نقطة الاختلاف دون تعظيم لها، اذا كانت محكومة بارادة التلاقي والتوحّد، نستطيع أن نجد حلولا”، واكد “يجب أن نركز على نقاط الاتفاق والتفاهم”، واوضح انه “على المستوى الوطني هناك الكثير من المشتركات في كل بلد وعندما نكون في بلد ما ولدينا تنوع هذا التنوع انطلاقا من ارادتنا يمكن ان نحوله من تهديد الى فرصة ويمكن ان نجعله تهديدا”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “ولادة النبي محمد هي ولادة الانسان الذي كان بوجوده المبارك سببا للخير والرحمة والبركات وتحول حصل في هذا الوجود بعد اليوم الذي ولد فيه لأنها ولادة الانسان الذي كان سببا لتحولات كبرى في تاريخ البشرية والخير والرحمة والبركات اللامتناهية للبشرية في الدنيا والآخرة”، واضاف ان “ولادة النبي(ص) هي بداية كل خير وكل رحمة ونعمة وتحوّل في هذا الوجود بعد يوم الولادة”، وقال “بعد وفاة الرسول ورحيله (ص) بقي ذكره وسيبقى الى قيام الساعة حاضرا قويا ببركة انجازاته الكبيرة”، وتابع “سنشهد الحضور الحقيقي والأقوى لهذه الشخصية والاسم يوم القيامة يوم يبعث الناس ويحشر الناس كلهم في صحراء واحدة”، واضاف “هذا الدين الذي جاء به (محمد) هو دين كل الأنبياء الذين مضوا قبله أما الشريعة نعم هي شريعة محمد(ص)”، وأشار الى ان “هذه الرسالة الخاتمة الكاملة الشاملة عنوانها الحقيقي وماهيتها الحقيقية هي الرحمة”.
ورأى السيد نصر الله ان “من أهم القواعد في شريعة محمد(ص) نفي الحرج ونفي العسر، الأصل في هذه الشريعة أن لا يُكلَف الانسان بما لا يطيق وان لا يطالَب بما لا يستطيع عليه”، وتابع “عندما أخرج الناس من عبادة الأوثان والأصنام الى عبادة الله الواحد الأحد الخالق الجبار كان رسول الله رحمة لهم في الدنيا والآخرة، جاء رسول الله (ص) وحكم بحرمة الدماء والأموال والأعراض وكان رحمة”، وأشار الى ان “الاصرار على مؤسسة الزواج وتسهيل بناء العائلة والحفاظ على بناء العائلة وتماسكها كان من أهم مظاهر الرحمة”، واعتبر ان “العقوبات الاسلامية ظاهرها القسوة لكن باطنها الرحمة لأنها تمنع الاعـتداء على كرامات الناس”، واكد “مسؤوليتنا جميعا كمسلمين وبالخصوص مسؤولية العلماء والمثقفين والنخب أن ندافع عن هذا النبي(ص)”.
Views: 3