عدوان النظام التركي الجوي الواسع على شمال سورية والعراق، وتوعد أردوغان بأعمال عدوانية أخرى برية بذريعة الرد على تفجير شارع تقسيم في أنقرة، هذا العدوان خلّف عشرات الضحايا، واستهدف مجموعات «قسد» التي ارتمت في أحضان المحتل الأمريكي، وارتضت أن تكون أداة عميلة تعمل ضد سورية الجيش والشعب، وتساعد قوات الاحتلال الأمريكي في سرقة ونهب ثروات سورية من قمح ونفط، وحين ضرب نظام أردوغان هذه المجموعات وقفت واشنطن تتفرج على القصف التركي من دون أن تحرك ساكناً سوى بيانات على الورق لا تقدم ولا تؤخر.
ليس جديداً على الولايات المتحدة الأمريكية التخلي عن عملائها عندما تنتهي وظيفتهم أو تقترب من الانتهاء، وأين حجم حفنة عميلة من «قسد» تجاه عشرات الحالات بأحجام كبيرة على مستوى أنظمة ورؤساء، كما حدث في فيتنام وإيران وأفغانستان ومصر والعراق والعديد من الأنظمة والدول في إفريقيا وأمريكا الجنوبية، فقد تخلت عنهم الإدارات الأمريكية، وتركتهم لمصيرهم عندما وجدت عدم الحاجة لخدماتهم، أو انتهت فترة صلاحيتهم، وهل هناك غشاوة على أعين «قسد» وقيادتها حتى لا ترى هذه الحقائق، فتبيع نفسها وكل شيء من أجل أن يرضى عنها المحتل الأمريكي.
معروف أن العلاقات التركية – الأمريكية ليست على مايرام، وأن حجم الخلافات، ولو ظاهرياً على الأقل، كبير جداً، ومع ذلك لم تقف واشنطن في وجه تسعين ضربة جوية تركية ضد «قسد» ومن يلوذ بها، وذهب عشرات القتلى والجرحى على مقربة من القوات الأمريكية، التي وضعت قوات «قسد» نفسها في خدمة هذه القوات، ومنذ سنوات طويلة فقد فضلت الولايات المتحدة الأمريكية تركيا على هؤلاء، هذا إذا لم تكن قد أعطت الضوء الأخضر لأردوغان لتأديب «قسد» والجماعات الكردية وحزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
كم من المرات قلنا ودعونا «قسد» أن تعود إلى حضن الوطن، وأن تتخلى عن الارتباط بالاحتلال الأمريكي، وأن ملاذها الآمن ليس القوات الأمريكية، التي تستخدمها ضد بلدها وشعبها، وتلقي بها في قارعة الطريق عندما تنتهي هذه المهمة، وحان الوقت أن تستخلص «قسد» الدروس، وأن تعود قيادتها إلى رشدها، لكي تدرك أن واشنطن لن تحرك ساكناً ضد نظام أردوغان، لا اليوم ولا غداً، ولن توقفه عند حده أو تمنعه من الاستمرار في عدوانه الجوي والبري، ومصلحتها مع هذا النظام تتفوق على أي ارتباطات أخرى مع «قسد» أو غيرها أو مع هذه الجهة أو تلك.
tu.saqr@gmail.com
Views: 7