أكثر من مئة يوم وإيران تواجه أعمال شغب غير مسبوقة تم الأعداد لها منذ مدة على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني في حادثة جرى تضخيمها وتسخير مئات الوسائل الإعلامية والفضائيات لتحريض الشارع الإيراني ضد السلطات الإيرانية وتحولت الاحتجاجات من مطالب تتعلق بالأسعار والغلاء والأحوال المعيشية إلى اعمال عنف واستخدام السلاح وقتل لرجال الشرطة والأمن والمطالبة بإسقاط النظام.
لقد تزامنت هذه الأعمال التي شملت العاصمة طهران وعدداً من المدن الإيرانية وعلى مدى أكثر من ثلاثة أشهر مع توقف المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني بين إيران والدول الخمس زائد واحد بشكل مباشر وإيران والولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير مباشر، والتي زادت من مطالبها التعجيزية رغم كل المرونة التي أبدتها إيران ما أدى إلى توقفها، وما إن توقفت حتى اندلعت الاحتجاجات على الفور، الأمر الذي أثار الارتياب لهذا التزامن وكأن هناك مخططاً مبيتاً.
وعلى الرغم من الدعوات الإيرانية المتكررة للعودة إلى المفاوضات إلا أن حماس إدارة بايدن تراجع وركزت على التهويل وقدرة الاحتجاجات على التغيير في المواقف الإيرانية أي إنها تريد التفاوض تحت الضغوط وهو الأسلوب الذي تفضله واشنطن وما حماسها في البداية إلا نوع من الاختبار لمدى تمسك إيران بمواقفها وبانتظار تفجير الداخل الإيراني الذي كانت تعدّ له منذ وصولها إلى البيت الأبيض وكل المراوغات والضجيج الذي رافق مجيء بايدن إلى السلطة على أنه متحمس للعودة إلى الاتفاق النووي كانت مجرد دعاية كاذبة وتبين أن إدارته لا تختلف عن إدارة ترامب التي انسحبت من الاتفاق.
وواجهت القيادة الإيرانية التحريض الغربي والأمريكي بشجاعة وحكمة وفككت خيوط التآمر التي أخذت لبوس الاحتجاج على وضع المرأة الإيرانية وقضية الحجاب وتجاوزت خطر وقوع إيران في الفوضى وعرقلة التطور الكبير الذي حققته ووضعت يدها على معظم المجموعات المسلحة والعصابات التي حركتها الأيدي الخارجية في لندن وواشنطن بشكل خاص.
ومرة أخرى تُفشل القيادة الإيرانية التآمر الغربي وتحبط مفاعيله ولم تقدم أية تنازلات في الملف النووي كما حلمت إدارة بايدن وقد عادت إيران أقوى مما كانت عليه وستواصل مسيرة التطور والإنجازات دون توقف .
tu.saqr@gmail.com
Views: 10