عملت إدارة بايدن منذ وصولها إلى البيت الأبيض على تأجيج التوتر في مناطق العالم المختلفة فبعد أن نجحت في تحريض الدول الأوروبية على روسيا ومعاداتها إلى درجة الاقتراب من إعلان الحرب معها وأدى ذلك إلى قطع العلاقات وحرمان الأوروبيين من موارد الطاقة الروسية لأول مرة في تاريخ الطرفين وارتفاع أسعار السلع والمنتجات وجوانب الحياة المعيشية كلها قامت بحملات لا تتوقف لتخويف اوروبا من روسيا ونشر الكراهية والبغضاء للشعب الروسي إلى أقصى الحدود وان خطر الاحتلال قادم على كل دولة أوروبية بعد أوكرانيا وطورت ظواهر النازية الجديدة في عموم أوروبا لتأسيس عداء تاريخي لروسيا لم يسبق له مثيلاً.
هذه الاجواء التي افتعلتها ادارة بايدن قادت الى زيادة كبيرة في ميزانيات الدفاع والحرب لدى معظم الدول الأوروبية وبشكل غير متوقع وغير مسبوق خصصت الحكومة الألمانية ميزانية بعشرات مليارات اليوروهات للدفاع بعد ان كانت ألمانيا تلتزم الحياد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وزادت الصناعات الحربية في عموم الدول الأوروبية أضعاف ما كانت عليه فضلا عن مضاعفة مصانع السلاح الأميركي لمنتجاتها لتوريدها إلى الدول الأوروبية التي تقوم بدورها لمد أوكرانيا بشحنات هائلة من الأسلحة حتى غدت أوروبا ترسانة للأسلحة بعد ان كانت بعيدة عن التسليح منذ اكثر من سبعين عاماً لتكون بؤرة عسكرية شديدة التسليح في وجه روسيا.
وكانت البؤرة الثانية التي عسكرتها إدارة بايدن على مستوى العالم هي بؤرة المحيط الهادي في وجه الصين ولأول مرة ايضاً تعلن اليابان عن ميزانية عسكرية بمليارات الدولارات ولم يسبق لليابان ان خصصت ميزانية للتسليح بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وطبعاً هذا التسليح الضخم موجه بالدرجة الأولى ضد الصين وكوريا الديمقراطية في الوقت الذي قامت فيه الإدارة الأمريكية بإنشاء تحالف عسكري بينها وبين بريطانيا وأستراليا لتطويق الصين بعد سلسلة من الاستفزازات المتواصلة من خلال جزيرة تايوان وبات واضحا تحويل المحيط الهادي الى منطقة عسكرية بعد عشرات السنوات من الهدوء والاستقرار.
وإضافة إلى البؤرتين السابقتين هناك بؤر توتر في اميركا الجنوبية تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على إشعالها وصب الزيت على النار فيها على الدوام دون ان نغفل بؤرة التوتر المعروفة الدائمة ألا وهي بؤرة الشرق الأوسط والتي يشكلها الكيان الصهيوني المدعوم بالمطلق منذ قيامه من الولايات المتحدة الأمريكية والمستمر في اغتصاب الأرض العربية وسلب حقوق الشعب العربي الفلسطيني من هنا لا يستطيع أحد أن يجادل أن وراء عسكرة العالم من أقصاه إلى أقصاه هي الولايات المتحدة الامريكية التي زادت من عدوانيتها وعسكرتها حالياً في ظل إدار بايدن التي تدعي بلا خجل ولا حياء أنها تعمل من أجل الأمن والسلام العالمي.
tu.saqr@gmail.com
Views: 7