لحملة اغتيالات إسرائيلية وشيكة لقيادات لبنانية وفلسطينية في بيروت؟ ولماذا تجنب التعليق على عملية الجليل الأخيرة التي نفذها أحد كوادر الحزب في خطابه الأخير الحافل بالرسائل؟
خطابات السيد حسن نصر الله امين عام “حزب الله” اللبناني وزعيم المقاومة الإسلامية، تأتي دائما حافلة بالرسائل الموجهة الى أكثر من جهة، سواء داخل لبنان او في المنطقة برمتها، وخطابه الأخير الذي القاه اليوم الأربعاء في حفل تأبين حسين الشامي مؤسس مؤسسة “القرض الحسن” أحد أعمدة اقتصاد المقاومة، لم يكن استثناء، وسلط الأضواء على الكثير من الأحداث المتوقعة فيما هو قادم من أيام.
فعندما يقول السيد نصر الله، وفي الفقرة الأهم في هذا الخطاب، ونحن ننقل حرفيا “أي اعتداء على إنسان موجود على الأراضي اللبنانية سواء كان لبنانيا او فلسطينيا او من جنسية أخرى او على منطقة لبنانية، سنرد عليه ردا قاطعا وسريعا”، فان هذا يعني، وللوهلة الأولى، انه قد يملك معلومات بأن هناك مخططا اسرائيليا لشن حملة اغتيالات لشخصيات سواء من الحزب، او من حلفائه، خاصة في المقاومة الفلسطينية.
نشرح أكثر ونقول، أن حملة الاغتيالات هذه التي استهدفت قيادات فلسطينية وايرانية في دمشق قبل بضعة ايام، وكان آخرها اغتيال الشهيد علي رمزي الأسود أحد القادة العسكريين لحركة الجهاد الإسلامي، ربما تمتد الى بيروت والضاحية الجنوبية، والسيد زياد النخالة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الذي يحظى بحماية “حزب الله”، وعلمنا من مصادر وثيقة ان قيادة حزب الله نصحته بتقليص تحركاته في الفترة الأخيرة، وعدم مغادرة لبنان لقطع الطريق على هذه الحملة الإسرائيلية.
نتنياهو تباهى يوم الاحد الماضي بإغتيال الشهيد الأسود قبيل إنعقاد الجلسة الأسبوعية لحكومته، وهدد بقوله “نحن نصل الى الإرهابيين، ومهندس الإرهاب (في إشارة الى المهندس الأسود) في كل مكان فقواتنا تعمل على مدار الساعة لتصفية الحسابات مع الإرهابيين واحباط بناهم التحتية”.
السيد نصر الله عندما يوجه هذا التهديد الواضح والصريح، للحكومة الإسرائيلية الفاشية الحالية، فانه لا يطلقها، أي التهديدات جزافا، ويعني كل كلمة يقولها في هذا المضمار، ولعل إشارته الى عملية تسلل أحد كوادر “حزب الله” عبر الحدود اللبنانية الى منطقة الجليل المحتل “مزنرا” بحزام ناسف، وقام بزرع قنبلة في منطقة مجيدو ادى تفجيرها الى مقتل إسرائيلي، لعل هذه الإشارة هي تحذير اولي لاستراتيجية مواجهة قادمة ربما باتت جاهزة للتنفيذ.
فعلا نهاية دولة الاحتلال قد إقتربت، ولن تكمل الثمانين من عمرها، مثلما قال السيد نصر الله، ولا نستبعد ان تقدم حكومة نتنياهو المحاصرة من كل الجبهات، الداخلية والخارجية، بتعجيل هذه النهاية، اذا نفذت أي عدوان، او عملية اغتيال على الأرض اللبنانية.
“حزب الله” وعندما يؤسس “كتائب الرضوان” لتحرير الجليل، يرسل أحد فدائييه لإختراق الحدود، ويصل الى هدفه في الجليل، يؤكد للإسرائيليين، حكومة ومستوطنين، انه ليس خائفا من الذهاب الى الحرب، بل يتطلع اليها، وجاهزا لها، وهذا ما يمكن استخلاصه من بين سطور خطابه، خاصة انه، وبعد الانهيار الكامل الذي يعيشه لبنان (فقدان الليرة لقيمتها كليا) لم يعد هناك ما يمكن خسارته، فالموت في ميدان القتال والكرامة، أشرف كثيرا من الموت جوعا مثلما قال في أحد خطاباته الأخيرة.
لبنان يجلس حاليا فوق برميل بارود شديد الانفجار، وينتظر عود ثقاب التفجير، ومن غير المستغرب ان يأتي هذا “المُفجر” من بنيامين نتنياهو، ومتطرفي حكومته “المجانين” على حد وصف السيد نصر الله، ومع التأكيد بأن هذه الحرب لن تظل محصورة في لبنان او جنوبه وقد تمتد ألسنة لهيبها الى المنطقة كلها، واذا قال السيد نصر الله فاستمعوا له.. والله اعلم.
“راي اليوم
Views: 10