هل ينوي “الناخب الكُردي” إسقاط أردوغان فماذا يعني عدم تقديم حزبه مُرشّحاً رئاسيّاً؟.. 4 مُرشّحين يتنافسون على حُكم تركيا فمن الأقوى؟.. “موسيقى” الحملات الانتخابيّة ممنوعة ومخاوف الاغتيالات مطروحة.. 54 بالمئة من “الشباب” لا يثقون بالنظام الحالي واستطلاعات تُظهر تقدّم كليتشدار أوغلو فعلى ماذا يُعوّل الحزب الحاكم للفوز؟
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
يبدو أن تحالف المُعارضة التركيّة “السّداسي” نجح في استمرار تحالفه مع زعيمة حزب “الجيد” ميرال أكشينار، والتي كانت اعترضت على ترشيح كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المُعارض، وقبلت به لاحقاً، ولكن أيضاً لم تنحصر المُنافسة الرئاسيّة على مُرشّحين فقط، وهُما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومُنافسه المُعارض كمال كليتشدار أوغلو، بل وصلوا إلى 4 مُرشّحين.
الجريدة الرسميّة في تركيا، نشرت القائمة النهائيّة للمُرشّحين المُتنافسين على عرش تركيا، وهُم مرشح حزب الجمهور أردوغان الرئيس الحالي، مرشح تحالف الأمّة كمال كليتشدار أوغلو، مرشح تحالف “أتا الأجداد” سنان أوغان، وزعيم حزب البلد محرم إنجة الذي بات مُرشّحاً بحُصوله على 114 ألف توقيع من الناخبين الأتراك.
المُنافسة على منصب الرئيس، ستنحصر نهاية الأمر بين التحالفين الأقوى، وهُما حزب الجمهور بقيادة أردوغان، وحزب الأمة بقيادة كليتشدار أوغلو، لكن كان على الطرفين الأقوى إقناع المُرشّحين سنان أوغان، ومحرم إنجة، الانضمام لأحدهما، لتذهب أصوات ناخبيهم لأحد الطرفين الأقوى.
يُعوّل حزب العدالة والتنمية الحاكم على مسألة تعدّد المُرشّحين المُنافسين لأردوغان، فأنصار محرم غنجة وسنان أوغان سيحصلان على أصوات الناخبين من حزبي الجيد، والشعب الجمهوري المُعارض أكبر حزبين في تحالف المُعارضة، وهذا يُفترض وفق تصوّر الحزب الحاكم، أن يُقلّل من أصوات ناخبي كمال كليتشدار أوغلو المُنافس الأقوى لأردوغان.
هذه الانتخابات الرئاسيّة والبرلمانيّة (أقل من شهرين) 14 أيّار/ مايو المُقبل، ليست مضمونة الفوز للحزب الحاكم، بل ينظر لها الأخير على أنها أصعب تحدّي، خاصةً في ظل الأزمة الاقتصاديّة، والتجاوب مع ما بعد الزلزال، في حين ترى وجهة النظر المُقابلة، أن طاولة التحالف السداسي المُعارضة، لم تتوافق بالشكل الذي يُقنع الناخب التركي لاختياره، حيث جدل حول مُقترح النائبين للرئيس حال فوزه كمال كليتشدار أوغلو، وإن كان سيُطبّقه باختياره كُل من رئيس بلديّة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ورئيس بلديّة أنقرة منصور ياواش نائبين له، وجدل آخر حول قدرة المُعارضة على التوافق وقيادة تركيا بوجود 6 قادة، في حين يبدو أردوغان قادرًا على حكم تركيا لوحده.
ومن المُفترض أن تزداد حدّة الحملات الانتخابيّة بعد نهاية شهر رمضان، حيث تتركّز الحملات الانتخابيّة فيه خلال وقت الإفطار فقط، وكان لافتاً بتلك الحملات أنه جرى حظر استخدام الموسيقى فيها احتراماً لشهر رمضان، فيما يُنتظر أن تبدأ الحملات المُكثّفة التي تشمل الولايات التركيّة في عيد الفطر وتستمر حتى 13 أيّار/ مايو أي قبل يوم واحد من موعد الانتخابات، ويبدو أن حسم الفوز من الجولة الأولى ليس سهلاً على المُتنافسين، وفي حالة عدم الحسم من الجولة الأولى تجرى الدعاية الانتخابيّة بالفترة من 15 إلى 27 أيّار/ مايو، وتُجرى الجولة الثانية في 28 من الشهر ذاته.
وتسود مخاوف بين أنصار المُعارضة، بأن يلجأ الحزب الحاكم إلى خيار الاغتيالات ضد زعماء المُعارضة، وبالفعل تعرّض الجمعة المقر الرئيسي لحزب “الجيّد” في إسطنبول (ثاني أكبر أحزاب المُعارضة) والدّاعم للمُرشّح كمال كليتشدار أوغلو، لإطلاق نار من قبل مجهولين، وتعرّض ذاته كليتشدار أوغلو لمُحاولات اغتيال، وتعليقاً على هذه المخاوف قال تورهان كوميز كبير مُستشاري ميرال أكشينار: “حزب العدالة والتنمية مُندهش، وفي حالة من الذعر الشديد، إنه يضغط على جميع الأزرار، في نفس الوقت”.
بعض الاستطلاعات تُظهر تقدّم كليتشدار أوغلو، آخرها أجراه مركزا “إم إيه كيه” وتركيا رابورو أظهر تقدّم كليتشدار أوغلو، مُتقدّم بنسبة تتراوح بين 4 و9 نقاط مئؤيّة على أردوغان، فيما يُعوّل الأخير على قناعة ناخبيه السّابقة، بأنه لا يُمكن التعويل على وعود المُعارضة، بناءً على تجربة الأتراك له في سياق وعود المشاريع، والأهم وعوده للمُتضرّرين من كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا، وسورية.
الشباب عُنصر حيوي ومُهم في حسم الانتخابات الرئاسيّة، والبرلمانيّة، هؤلاء يظهرون في القنوات التركيّة خاصّةً مقابلات الشارع العشوائيّة أكثر دعماً لمن يمنح طموحاتهم مكاناً، خاصةً فيما يتعلّق بحريّة التعبير، وفرض الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي التي فرضها الحزب الحاكم، ليس بالأمر السّار لهم، مركز “غيزيجي” التركي للأبحاث، يرى مثلاً أن الشباب في تركيا يرون بأن النظام الحالي لا يأخذهم على محمل الجد، ولا يسمح لهم بالتعبير، ولا يُوفّر لهم فرص عمل، ولذلك قد يكون تحالف المُعارضة خيارًا جيّدًا يستحق التجربة، وبحسب ذات المركز، فإن الشباب التركي منهم 54 بالمئة لا يثقون بالنظام الرئاسي الحالي، والمُعارضة أساساً تريد عودة النظام البرلماني حال فوزها.
وفي حين يُعوّل الحزب الحاكم على تعدّد المُرشّحين في تشتّت الأصوات، ينظر أنصار تحالف المُعارضة التركيّة إلى عدم تأثير ذلك على الناخب التركي، حيث أكبر أحزاب التحالف السداسي يشمل الجمهوري المُعارض، والجيّد، كما أن حزب الشعوب الديمقراطي (الأكراد) وتحالف العمل والحريّة، أعلنا عدم تقديم مرشّح رئاسي، ما يعني ضمناً دعم كمال كليتشدار أوغلو للانتخابات، وبالتالي توجيه ناخبيه نحوه، وثقل حزب الشعوب الكردي (يملك 12 بالمئة من أصوات الناخبين)، قد يكون أقوى عمليّاً في الانتخابات من تأثير حزب الجيّد، وعليه قد يكون تحالف المُعارضة سباعيّاً، دون إعلان رسمي تجنّباً لإغضاب حزب الجيّد وزعيمته التي رفضت ضمّه للطاولة السداسيّة ولكنها أيضاً باركت لقاء كليتشدار أوغلو بحزب الشعوب الكردي، وهو الحزب الذي يتعامل معه الحزب الحاكم كونه بمثابة الإرهابي وتقول أدبيّات الحزب الحاكم في ذلك الخُصوص بأن من يتعامل مع الإرهابي (تحالف المُعارضة) فهو إرهابي أمام ناخبيه، الأمر الذي اضطر الأكراد لخوض الانتخابات البرلمانيّة القادمة باسم حزب “اليسار الأخضر” منعاً لحظره.
بكُل الأحوال، قد يكون من الصعب تنبؤ اسم الفائز في انتخابات تركيا الرئاسيّة القادمة، ولكنها انتخابات أقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصُعوبتها، ولن تكون نزهة بالنسبة لحزبه، وحال خسارته سيتغيّر معها الكثير في تركيا، والمنطقة، ونهاية آخر معقل “إسلامي” والعودة لأسس العلمانيّة المُنفتحة، والأهم عدم التدخّل بالدول المُحيطة، والانسحاب التركي الكامل من سورية
Views: 7