رهام ماجد قنبر
هل تساءلتم يوما ماهي عقلية (الندرة / الوفرة) المالية ، ومن هم اصحابها يا ترى ؟!
اصحاب عقلية الندرة المالية غالبا ما يعيشون حياة مالية مشتتة ، ينفقون كل ما يملكون على أشياء عشوائية مثل الملابس الفاخرة واقتناء أحدث الأجهزة الالكترونية أو قد يقومون أيضا بالسفر والاستجمام المتعدد.
فبدلاً من أن يكون لديهم توازن مالي، كان لديهم نفقات و ديون كثيرة تطاردهم في كل مكان.
غالبًا غافلين او جاهلين عن تعلم أهمية محو الأمية المالية لتحقيق الأستقرار المالي والنمو الاقتصادي الشخصي ،
تكمن أهمية محو الامية المالية في فهم كيفية إنشاء ميزانية شخصية وإدارة الديون والاستهلاك بحكمة مما يؤدي إلى تحقيق التوازن المالي وتجنب الديون المرتفعة، بالإضافة إلى ذلك فإنها تعلِم الأفراد كيفية تطوير مهارات الادخار والاستثمار، مما يمكنهم من بناء رأس المال وتحقيق النمو المالي على المدى الطويل.
فمحو الأمية المالية لا يتعلق فقط بجني المال، ولكن أيضًا بفهم كيفية عمل الأموال وكيفية جعلها تعمل لأجلك من خلال الاستثمار في الأصول التي تولِّد دخلاً سلبيًا، يمكنك من إنشاء تدفق للدخل سيستمر في النمو بمرور الوقت. هذا هو المفتاح لتحقيق الحرية المالية والاستقلال.
بجانب ذلك، يعتبر فهم قوة الاستثمار في الأصول أمراً بالغ الأهمية ،إذ أن الأصل هو الشيء الذي يضع المال في جيبك وهذا ما يركز الأغنياء على زيادته بعكس الخصم الذي يركز عليه الفقراء والذي يتطلب نفقات مستمرة ، فمعرفة الاستثمار في الأصول كالعقارات والأسهم والسندات والأعمال التجارية تساعد الأفراد على اتخاذ قرارات استثمارية مناسبة وتحقيق عوائد مالية جيدة. وعندما يتم توجيه المال نحو الاستثمارات الصحيحة فإن الأفراد يتمكنون من بناء ثروة مستدامة وتحقيق أهدافهم المالية بفعالية.
يعتبر التحول من عقلية الندرة إلى عقلية الوفرة تحدٍ هام وذلك بدلاً من الاعتقاد بمحدودية الموارد في العالم والحاجة للقتال من أجل الحصول على الحصص يجب علينا التوقف عن التفكير بعقلية الموظف والبدء في التفكير بعقلية رائد الأعمال و المستثمر . نعم نحن بحاجة إلى التوقف عن تداول وقتنا مقابل المال وبدلاً من ذلك إيجاد طرق لجعل أموالنا تعمل من أجلنا. وهذا يعني الاستثمار في الأصول التي تولِّد الدخل السلبي وهذا دور التعليم المالي الذي يمكِّن الأفراد من اعتماد عقلية الازدهار والفهم العميق للفرص المالية المتاحة والقدرة على تحمل مسؤولية المخاطرة المحسوبة ومواجهة مخاوفنا ، فالخوف من الفشل هو أحد أكبر العقبات التي تحول دون النجاح المالي. فمجرد قدرتنا على فهم ذلك والاقتناع بأن الازدهار والثروة ليست أمورًا نادرة نكون قد تحولنا الى عقلية الوفرة..فبالنهاية الأمر لا يتعلق بكمية الأموال التي نجنيها، ولكن بمقدار الأموال التي نحتفظ بها ومدى جودة استثمارها علاوة على ذلك أن التعليم المالي ليس للأثرياء فقط، وان الافتقار إلى التعليم المالي هو ما يبقي الفقراء فقراء. نحن بحاجة إلى تحمل مسؤولية تعليمنا المالي والبحث عن فرص للتعلم للوصول الى الحرية المالية .
Views: 13