الفريق قاصد محمود: “المقاومة بعافية قتالية”.. آخر عرض لحماس.. لماذا إمتدحه كيري؟ ما هي “الضمانة” التي وفرها الوسيط القطري بعد 3 أسابيع؟: تنازلات “صفرية” بورقة المقاومة وباليد الأخرى “جاهزية لمعركة إستنزاف”
واشنطن – خاص بـ”رأي اليوم”:
بعد سلسلة من الإتصالات والمشاورات يبدو ان الوسيط القطري إستطاع تأمين ما تسميه أوساط في فصائل المقاومة الفلسطينية بضمانة أمريكية حازمة لإلتزام الجانب الاسرائيلي باي صفقة يوافق عليها الوفد الاسرائيلي الذي يصل الدوحة بعد العرض الاخير لحركة حماس والذي قدم ماتصفه قيادات في الحركة بسقف التنازلات الممكن او التنازل الصفري بمعنى ان فصائل المقاومة لا يمكنها التقدم باي عرض جديد خلافا للعرض الذي قدم علنا منذ أربعة ايام وامتدحته الادارة الأمريكية عبر الأمن القومي والناطق باسمه جون كيربي.
أوساط فصائل المقاومة إعتبرت بان ذهاب الوسيط القطري وعودته بضمانة أمريكية وبعد 3 اسابيع مع امكانية ان تشترك شخصيات أممية تمثل الامم المتحدة كشاهد على الاتفاق وليس كطرف ضامن هو الخطوة الذي دفعت بعد عدة ايام من التشاور قيادة المقاومة للعرض الأخير.
وهو عرض وصف من جهة مصادر في حماس بانه النقطة الأخيرة التي يمكن التواصل معها.
ومع ذلك إعتذرت حماس مسبقا من الوسيطين القطري والمصري عن التقدم باي عروض جديدة او تقديم اي تنازلات وابلغت ضمنا بان كتائب وفصائل المقاومة داخل غزة و بالرغم من همجية العدوان وعمليات القتل الجماعية والحصار والتجويع الا انها جاهزة لخوض حرب الإستنزاف طويلة لعدة أشهر اذا ما قررت الحكومة اليمنية في اسرائيل استمرار العدوان وخصوصا إذا هاجمت رفح.
والمعنى هنا ان ما وصف بانه تنازلات او صيغة إمتدحتها الإدارة الأمريكية من جهة حماس والمقاومة هو بمثابة جدار التنازل الاخير.
وتحديدا في مسالة الإنسحاب وضمانة إدخال المساعدات والوصول الى نقطة وقف إطلاق النار.
ومع ان المقاومة كانت قد قررت بانها ستواصل العمل مع المفاوضين والوسطاء ولن تغلق الباب اطلاقا امام خيار التفاوض الا ان الصيغة التي اقترحت مؤخرا تم اقرارها بتأكيد له علاقة بجاهزية كتائب المقاومة المسلحة والعسكرية لاي حرب إستنزاف قادمة مع الرد على التصعيد بالتصعيد.
وهي اشارة فهم منها الاسرائيليون بان تقويض حركة حماس عسكريا لا يزال خيارا بعيد المنال وكذلك تقويض سلسلة الكتائب العسكرية التي تتحالف مع حماس في مواجهات ميدانية يوميه.
ومن المرجح ان العملية المصورة لكتائب القسام في منطقة حي الزهراء وسط قطاع غزة و على حواف الشارع الذي اقامته لتقسيم القطاع سلطات الاحتلال الاسرائيلية كانت ايضا رسالة ميدانية وبالنار توحي بان كتائب المقاومة لا تزال بعافيتها .
هو ما قاله المحلل العسكري والاستراتيجي الاردني البارز الفريق قاصد محمود لقناة الجزيره فجر الأحد عندما إعتبر ان العملية الاخيرة التي انتهت باستهداف اربع آليات اسرائيلية كبيرة على الخط الفاصل في حدود الزهراء وسط غزة هي رسالة بالنيران والرصاص تؤشر على ان الجاهزية للمقاومة مستمرة وعلى ان فصائل المقاومة لا تزال برأي الجنرال محمود بما أسماه حالة العافية القتالية.
ويعني ذلك ان اسئلة الميدان تحاول تعزيز حالة التموقع التي جلس فيها المفوض السياسي لحركة حماس وفصائل المقاومة بخصوص العودة لمسار التفاوض والصفقة وسط التفاعلات الحادة في الداخل الاسرائيلي وحالة حماس وتشجيع غير مسبوقة من الادارة الامريكية توحي ضمنا بان حركة حماس قدمت تنازلات وهي التراجع التام عن فكرة الإنسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من كامل قطاع غزة.
وعدم وضع الشروط لعودة النازحين بصورة جماعية وبصرف النظر عن أعمارهم الى شمالي القطاع.
وبنفس الوقت لم تعد حماس بموجب ما عرض مؤخرا تشترط وقفا شاملا لإطلاق النار بل قامت ببرمجة ذكية سياسيا توحي بانها معنية بإنجاز صفقة ولكن ليس على حساب الخروج من المعادلة العسكرية تماما.
والمعنى هنا ان حماس اعادت برمجة مسالة الوقف الشامل لإطلاق النار ونقلته بضمانة الوسطاء الثلاثة المصري والقطري و الأمريكي الى مرحلة تالية من انجاز الترتيب والصفقة.
Views: 120