رقية مبروكة
التعارف تُبنى عليه أسس العلاقات الاجتماعية وضوابطها، فالعلاقة تبدأ من محيط الأسرة والقرابة ومن ثم الأصدقاء وتتسع لزملاء العمل والمعرفة العامة فهي دائرة من العلاقات تتسع كلما اتسع الشخص في علاقاته مع الآخرين ولكي يضمن أي شخص حياة صحية في علاقاته مع الآخرين عليه أن يحدد أشخاصًا مقربين له يدخلون ضمن دائرته الضيقة، أما البقية وهم من الزملاء والمعرفة العامة فتبقى الدائرة معهم غير مفتوحة بل تكون العلاقة معهم مبنية على الاحترام والتقدير وعلاقة سطحية بحيث لا نسكب بها خصوصياتنا وأسرارنا، فالغموض أفضل في دائرة علاقات العمل.
ومن هذا المنطلق نقيم علاقاتنا الاجتماعية ونتوازن في التعامل مع الآخرين، فالدائرة كلما اتسعت أكثر زادت المشاكل وهنا أقصد الشخص المندفع الذي لا يفرق بين الصاحب والزميل والقريب فتجده يعامل كل الأشخاص بوتيرة واحدة وهذا أكبر خطأ نرتكبه في تعاملنا مع الآخرين، فالأشخاص ليسوا سواسية من ناحية التربية، الأخلاق وغيرها، لذا فهمنا لدائرة العلاقات وخصوصيتها سيجنبنا الكثير من المشاكل المستقبلية ويجنبنا الإحباطات أو الصدمات حين نكتشف حقيقة بعض الأشخاص الذين أفصحنا لهم عن كل أسرارنا، لذلك لايحبذ أن يكون الشخص كتابًا مفتوحًا يقرؤه الجميع، الغموض في بعض العلاقات أمر لابد منه.
Views: 23