تتمثل أكثر إسهامات سقراط أهميةً في الفكر الغربي في منهج الجدل والتداول القائم عن طريق الحوار وهو المنهج المعروف أيضاً بالمنهج السقراطي وقد قام سقراط بتطبيقه في دراسة مفاهيم أخلاقية أساسية مثل الخير والعدالة، وكان أفلاطون أول من وصف المنهج السقراطي في “الحوارات السقراطية” فلحل مشكلة ما قد يتم تحليلها إلى مجموعة من الأسئلة والتي تعمل إجاباتها تدريجياً على الوصول إلى الحل المنشود ويتجلى تأثير هذا المنهج بشدة اليوم في استخدام المنهج العلمي والذي لا تكون مرحلة الافتراض أول مراحله، ويعد تطوير هذا المنهج وتوظيفه من أبرز الإسهامات المستمرة لـسقراط كما أنه شكل عاملاً رئيسياً في ارتداء سقراط لعباءة مؤسس الفلسفة السياسية أو علم الأخلاق أو الفلسفة الأخلاقية وفي تميزه كأبرز الشخصيات في كل الموضوعات الرئيسية المتعلقة بالفلسفة الغربية..
ويتجلى توضيح استخدام المنهج السقراطي بطرح مجموعة من الأسئلة لمساعدة شخص أو مجموعة من الأشخاص على تحديد قناعاتهم الأساسية ومدى معارفهم من حيث إن المنهج السقراطي هو منهج قائم على التخلص من الافتراضات والذي يكون بالعثور على الافتراضات الجيدة عن طريق تحديد الافتراضات غير الجيدة والتي تؤدي إلى التناقضات ثم التخلص منها وقد تم تصميم هذا المنهج بحيث يجبر المرء على مراجعة قناعاته وتحديد مدى صحتها..
وفي الواقع قال سقراط ذات مرة: “أعرف أنكم لن تصدقوني ولكن أبرز صور التفوق الإنساني هي مساءلة الذات ومساءلة الآخرين”.
Views: 6