ديما الخطيب
276 من قلب الشام وتحديداً من رحاب معرض «آرت هاوس» يرفع الفنان التشكيلي أسامة جحجاح صوت فنه عالياً ليبعث سلاماً من الشام إلى السيدة فيروز، عبر ست عشرة لوحةً, قدم جحجاح من خلالها أيقونة الشرق كحالة استثنائية فريدة لن يكررها التاريخ.
جحجاح اتبع أسلوب الرسم الرقمي وهو فن يشبه إلى حد كبير الرسم التقليدي على الأوراق ولكن الاختلاف أنّ الرسم الرقمي يتم من خلال الكمبيوتر والبرامج الرقمية كبرنامج الفوتوشوب والكالكورل درو، ويستخدم في الرسم الرقمي التقنيات الحديثة, حيث تستبدل الألوان المائية والألوان الصباغية المستخدمة في الرسمات التقليدية بالألوان الرقمية، لكن جحجاح لا يقف عند هذه التقنية الحديثة بل يضيف عليها من ريشته ومعاجينه، ما يضفي على اللوحة الحس التشكيلي الجميل لتخرج لوحة كولاج باذخة بالألوان والتفاصيل الدقيقة التي تحكي في كل خط منها حكاية.
حكايا فيروز لا تنتهي، ومعها يتنقل جحجاح بين قصة حياتها وعائلتها، وبين أغانيها الخالدة في الحب والشوق والفراق، وبين القضايا الكبرى التي خلدتها أبداً، البداية كانت مع لوحة الأم والابن المتمرد دوماً، فزياد ليس ابن أمه بل لطالما اختار أن يكون أباها أو ملحنها أو قائد سيمفونية التغيير في أسلوب غنائها، وفي لوحة جحجاح يقف زياد وقفة فيلسوف أو كاتب أو ربما شخصية تاريخية فريدة، يعتمر جزءاً من الآثار اللبنانية قبعةً فوق رأسه المملوء بالإبداع والأفكار المتجددة، في لوحةٍ بدت وكأنها هاربة من أحد متاحف التاريخ، زين جحجاح فيها شعر فيروز بوردة جورية فضية، لتتماهى فيها الألوان الترابية والذهبية التي تعكس الماضي الجميل لنجمة المسارح الرحبانية، والتي خلقت مدرسةً فنية متكاملة ستدرس لسنوات وسنوات.
لوحة فيروز وعاصي جانبتها لوحتان حروفيتان لأغنية واحدة ودعت فيهما فيروز عاصيها، فنقرأ صوت فيروز يصدح في لوحتين حروفيتين «معقول الفراق» و«يمحي أسامينا» وهنا يظهر الحرف كقطعة فنية تنضح بالجمال وتقدم كلمات الأغاني الفيروزية عبر إبراز جمالية الحرف العربي.
«وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان» التي غنتها فيروز دعماً للمقاومة وتحكي قصة الفدائيين الثلاثة، السوري والفلسطيني والعراقي، الذين قاموا بعملية الخالصة في وسط الكيان الصهيوني عام 1974، فرد لها جحجاح لوحة مطعّمة بحرف الواو، معتمداً الألوان الذهبية وتدرّجات الأحمر القرميدي الذي يعكس قوة وتحدياً كبيرين يشابهان كلمات الأغنية التي كتبها الشاعر اللبناني طلال حيدر في العام ذاته.
حمامة السلام مرت على معظم لوحات جحجاح، فمن أحق منها بالمرور عبر صوت فيروز الذي حمل الحب والمحبة والسلام رسالة إلى كل أنحاء العالم! كذلك فرد جحجاح لوحة للقدس عاصمة فلسطين الأبدية مشكلاً أغنية «لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي» في لوحة امتزج فيها البورتريه مع المسجد الأقصى وكلمات فيروز وألوان قوية شكلها جحجاح بهدوء وثقة أصحاب الحق.
فيروز التي غنت للشام وبردى، وكانت أغنيتها «خبطة قدمكم» كلمة السر لبدء حرب النصر عام 1973، وكرسها جحجاح كأيقونة للسلام والمحبة، والمقاومة والحب، كما بدت في لوحات أخرى كأنثى حالمة في ضوء القمر وعلى شط البحر، واستعان الفنان بالحروفيات في معظم اللوحات «يا ويل عيوني.. كيف بتندهلك» و«يا مصور عبابي ومصور بقلبي» بطريقة أنيقة غير مقحمة أضافت إلى اللوحة المزيد من الموسيقا التي عزفت على أوتار القلب مع أغانيها الصادحة في المعرض، ليختتم جحجاح معرضه بلوحة الموناليزيا الفيروزية، والتي استبدل فيها الفنان وجه الموناليزا بوجه فيروز الأليف المحبب، من دون أن ينسى أن يُظهر في خلفية اللوحة جزءاً من آثار بعلبك وأرزة لبنان الخالدة كفيروزها التي أصبحت جزءاً من حضارة لبنان العريقة.
يُتهم جحجاح بأنه يختار السهل في صنع لوحاته، وأن أعماله ليست فناً تشكيلياً بالمطلق، خصوصاً أنه يعتمد أدوات وتقنيات حديثة، إلا أن الفنانين الذين زاروا المعرض أكدوا أن فن الطباعة ورسم الديجيتال معترف به في العالم، وإن لم يكن مستنداً إلى تراث فني سوري أصيل، إلا أن تدخل جحجاح باللوحة والمزج بين الديجيتال والزيت والأكريليك في عمل فني واحد ميز أعماله عن بقية الفنانين العاملين في الأسلوب ذاته -حسب الفنان عماد كسحوت -الذي أشار إلى أن الفن مفتوح والديجيتال فن في النهاية والاستفادة من التقنيات الحديثة مهمة ما دامت تنتج شيئاً جميلاً مرحباً به: «الفنان الذي يستمر في البحث يقف في رأيي على الطريق الصحيح، وهذا البحث سيوصله حتماً إلى نتائج أفضل، وفي رأيي يجب أن نقف دائماً إلى جانب الفنان لا في وجهه، وأن نفسح له المجال ليقدم الأفضل».
تجربة جيدة والتشكيل السوري بحاجة إلى مثل هذه القفزات حسب الفنان أحمد زينة: «اللوحة التي ترسم بطريقة الديجيتال ثم يضيف الفنان عليها من ريشته، موجودة في العالم ولها تقييم هام، ولكن في سورية هناك نقص في هذه التجارب، أعتقد أننا بحاجة إلى مثل هذه التجارب، وكل فنان له رؤية، فتجربة سارة شما قريبة من تجربة جحجاح، لكن من دون التدخل في اللوحة أو إضافة الألوان الزيتية والمعاجين كما يفعل
جحجاح اتبع أسلوب الرسم الرقمي وهو فن يشبه إلى حد كبير الرسم التقليدي على الأوراق ولكن الاختلاف أنّ الرسم الرقمي يتم من خلال الكمبيوتر والبرامج الرقمية كبرنامج الفوتوشوب والكالكورل درو، ويستخدم في الرسم الرقمي التقنيات الحديثة, حيث تستبدل الألوان المائية والألوان الصباغية المستخدمة في الرسمات التقليدية بالألوان الرقمية، لكن جحجاح لا يقف عند هذه التقنية الحديثة بل يضيف عليها من ريشته ومعاجينه، ما يضفي على اللوحة الحس التشكيلي الجميل لتخرج لوحة كولاج باذخة بالألوان والتفاصيل الدقيقة التي تحكي في كل خط منها حكاية.
حكايا فيروز لا تنتهي، ومعها يتنقل جحجاح بين قصة حياتها وعائلتها، وبين أغانيها الخالدة في الحب والشوق والفراق، وبين القضايا الكبرى التي خلدتها أبداً، البداية كانت مع لوحة الأم والابن المتمرد دوماً، فزياد ليس ابن أمه بل لطالما اختار أن يكون أباها أو ملحنها أو قائد سيمفونية التغيير في أسلوب غنائها، وفي لوحة جحجاح يقف زياد وقفة فيلسوف أو كاتب أو ربما شخصية تاريخية فريدة، يعتمر جزءاً من الآثار اللبنانية قبعةً فوق رأسه المملوء بالإبداع والأفكار المتجددة، في لوحةٍ بدت وكأنها هاربة من أحد متاحف التاريخ، زين جحجاح فيها شعر فيروز بوردة جورية فضية، لتتماهى فيها الألوان الترابية والذهبية التي تعكس الماضي الجميل لنجمة المسارح الرحبانية، والتي خلقت مدرسةً فنية متكاملة ستدرس لسنوات وسنوات.
لوحة فيروز وعاصي جانبتها لوحتان حروفيتان لأغنية واحدة ودعت فيهما فيروز عاصيها، فنقرأ صوت فيروز يصدح في لوحتين حروفيتين «معقول الفراق» و«يمحي أسامينا» وهنا يظهر الحرف كقطعة فنية تنضح بالجمال وتقدم كلمات الأغاني الفيروزية عبر إبراز جمالية الحرف العربي.
«وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان» التي غنتها فيروز دعماً للمقاومة وتحكي قصة الفدائيين الثلاثة، السوري والفلسطيني والعراقي، الذين قاموا بعملية الخالصة في وسط الكيان الصهيوني عام 1974، فرد لها جحجاح لوحة مطعّمة بحرف الواو، معتمداً الألوان الذهبية وتدرّجات الأحمر القرميدي الذي يعكس قوة وتحدياً كبيرين يشابهان كلمات الأغنية التي كتبها الشاعر اللبناني طلال حيدر في العام ذاته.
حمامة السلام مرت على معظم لوحات جحجاح، فمن أحق منها بالمرور عبر صوت فيروز الذي حمل الحب والمحبة والسلام رسالة إلى كل أنحاء العالم! كذلك فرد جحجاح لوحة للقدس عاصمة فلسطين الأبدية مشكلاً أغنية «لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي» في لوحة امتزج فيها البورتريه مع المسجد الأقصى وكلمات فيروز وألوان قوية شكلها جحجاح بهدوء وثقة أصحاب الحق.
فيروز التي غنت للشام وبردى، وكانت أغنيتها «خبطة قدمكم» كلمة السر لبدء حرب النصر عام 1973، وكرسها جحجاح كأيقونة للسلام والمحبة، والمقاومة والحب، كما بدت في لوحات أخرى كأنثى حالمة في ضوء القمر وعلى شط البحر، واستعان الفنان بالحروفيات في معظم اللوحات «يا ويل عيوني.. كيف بتندهلك» و«يا مصور عبابي ومصور بقلبي» بطريقة أنيقة غير مقحمة أضافت إلى اللوحة المزيد من الموسيقا التي عزفت على أوتار القلب مع أغانيها الصادحة في المعرض، ليختتم جحجاح معرضه بلوحة الموناليزيا الفيروزية، والتي استبدل فيها الفنان وجه الموناليزا بوجه فيروز الأليف المحبب، من دون أن ينسى أن يُظهر في خلفية اللوحة جزءاً من آثار بعلبك وأرزة لبنان الخالدة كفيروزها التي أصبحت جزءاً من حضارة لبنان العريقة.
يُتهم جحجاح بأنه يختار السهل في صنع لوحاته، وأن أعماله ليست فناً تشكيلياً بالمطلق، خصوصاً أنه يعتمد أدوات وتقنيات حديثة، إلا أن الفنانين الذين زاروا المعرض أكدوا أن فن الطباعة ورسم الديجيتال معترف به في العالم، وإن لم يكن مستنداً إلى تراث فني سوري أصيل، إلا أن تدخل جحجاح باللوحة والمزج بين الديجيتال والزيت والأكريليك في عمل فني واحد ميز أعماله عن بقية الفنانين العاملين في الأسلوب ذاته -حسب الفنان عماد كسحوت -الذي أشار إلى أن الفن مفتوح والديجيتال فن في النهاية والاستفادة من التقنيات الحديثة مهمة ما دامت تنتج شيئاً جميلاً مرحباً به: «الفنان الذي يستمر في البحث يقف في رأيي على الطريق الصحيح، وهذا البحث سيوصله حتماً إلى نتائج أفضل، وفي رأيي يجب أن نقف دائماً إلى جانب الفنان لا في وجهه، وأن نفسح له المجال ليقدم الأفضل».
تجربة جيدة والتشكيل السوري بحاجة إلى مثل هذه القفزات حسب الفنان أحمد زينة: «اللوحة التي ترسم بطريقة الديجيتال ثم يضيف الفنان عليها من ريشته، موجودة في العالم ولها تقييم هام، ولكن في سورية هناك نقص في هذه التجارب، أعتقد أننا بحاجة إلى مثل هذه التجارب، وكل فنان له رؤية، فتجربة سارة شما قريبة من تجربة جحجاح، لكن من دون التدخل في اللوحة أو إضافة الألوان الزيتية والمعاجين كما يفعل
Views: 2