ذ لا بدّ أنّ البعض مّنا قد قام ودخل المستشفى؛ لزيارة أحدٍ أقاربه، أو قُدِّر له أن يكون هو المريض نفسه مما استدعى منه ذلك الذهاب إلى المستشفى؛ لتلقي العلاج أو أخذ الاستشارة الطبية، ولعلَّ معظمنا قد قام بعمل بعضٍ من الفحوصات الطبية بما يتناسب مع شكواه وكما طلب منه الطبيب المعالج، قد خضع لبعض من الإجراءات الطبية. حديثنا هنا اخترناه عن أحد هذه الإجراءات المهمة والشائع اللجوء إليها في أقسام الاستقبال والطوارئ في المستشفيات إلى حدٍ كبير. هذا الإجراء والذي يسمى بالقسطرة البولية أو كما هو معروف أيضاً بـ "قسطرة فولي". سنعرف ماهيّة هذه القسطرة، ومتى يلجأ إليها الطبيب، وفي ماذا تفيد، وما الحالات التي لا يمكن استخدامها فيها، وأشياء أخرى. القسطرة البولية القسطرة البولية هي أحد الإجراءات الطبية التي يلجأ إليها الأطباء في حالات تستدعي ذلك في المريض، فهي أن يقوم الطبيب بإدخال أنبوب مطاطي داخل مجرى البول فيعمل عمل هذا المجرى مؤقتاً، بحيث يخرج البول من خلاله وذلك لأسباب منها؛ انحباس البول وسنذكرها بالتفصيل بعد قليل، ويتم هذا الإجراء تحت بيئة معقمة ومعدة بكل الأدوات التي يحتاجها الطبيب، أيضاً يتم تعقيم المريض نفسه وذلك لتفادي، أو محاولة منع حدوث أي فرصة للالتهاب والذي قد يؤّثر سلباً على حالة المريض. هذا هو الإجراء ببساطة. أسباب إجراء القسطرة من الدواعي والمؤشّرات التي تستدعي القيام بهذا الإجراء والتحضير له فبالإمكان تقسيمها إلى دواعٍ تشخيصية وأخرى دواعٍ علاجية. أمّا عن التشخيصية فهي: متابعة وحساب معدل وكمية خروج البول وخاصة في المرضى ذوي الحالات الحرجة. جمع عينة من البول وهذه العينة نفسها بعد فحصها في المختبر تظهر الكثير من المعلومات والتي من خلالها يمكن تشخيص حالة المريض مثل الالتهابات الحادة في القنوات البولية. أخذ فكرة عن طبيعة وحالة مجرى البول العامة، وخاصة للقنوات البولية السفلية. الدواعي العلاجية: احتباس البول بحيث لا يستطيع المريض إخراج البول مما يشعره بعدم الارتياح. انسداد في مجرى البول والذي قد يكون سببه تضخم البروستاتة عند الرجال. يتم وضعه للمرضى الذين سوف يخضعون لعمليات ستُجرى لهم في المناطق القربة من القنوات البولية كـ (جراحات أمراض النساء، جراحات القولون، الجراحات البولية نفسها). معالجة حالات يظهر فيها دمٌ في البول مصحوباً بكتل دموية متجلطة. أيضاً للمرضى الذين يرقدون في الفراش، ككبار السن، والمٌقعدين. معالجة مشاكل المثانة كـ (سلس البول) وذلك بعد أن لم ينفع في حلها الأدوية والعقاقير. الأسباب منع القسطرة البولية هو مانع بات ووحيد قد يسبب حدوث صدمة أو أذى يمكن على إثْرها إصابة مجرى البول، ويمكن التعرف على ذلك من خلال الآتي: وجود قطرات من الدم على فتحة أو طرف المجرى البولي. وجود أو ملاحظة أثر كدمات واضحة على الجلد في تلك المنطقة. أمّا الأسباب النسبية لمنع القسطرة البولية: و كما قلنا فهي تختلف إن كانت مانعاً أولاً، وذلك حسب كل مريض سنفهم ذلك إن عرفناها. وجود تضيق في مجرى البول. أن يكون المريض قد خضع لعملية جراحية منذ مدة قريبة، وتكون هذه العملية الجراحية قد أجريت في المثانة أو جزءٍ من القنوات البولية. إن كان المريض في حالة من الاضطراب الشديد، بحيث يصعب السيطرة عليه أو تثبيته، ممّا يؤثّر على نجاح الإجراء نفسه. أنواع القسطرة تلك كانت معظم الأسباب التي يلجأ إليها الطبيب لاستخدام هذه القسطرة البولية، فضلاً عن هذا فإنّ هناك معايير تحكم كم من الوقت يجب إبقاء القسطرة موصولة بالمريض، ومتى يتم فكها. هناك بعض الاعتبارات، فبشكل عام تقسم القسطرة إلى نوعين: القسطرة قصيرة الأمد: تكون للمرضى الذين يخضعون لعمليات، فبعد العملية يتم إزالته. أيضاً، لمن يعانون من احتباس لسبب بسيط، فإنّه بعد معالجة السبب يمكن إزالته. القسطرة البولية طويلة الأمد: يتم وضعها للمرضى الذين يحتاجونها بشكل شبه دائم كالمقعدين، وكبار السن الذين يصعب عليهم الذهاب إلى المرحاض مراتٍ عديدة خلال اليوم. إنّ للقسطرة البولية أكثر من استخدام لذلك يجب الانتباه هنا إلى أنّه في بعض الحالات تكون إحدى هذه المشاكل أو الدواعي موجودة في المريض، لكن لا يمكن للطبيب أنْ يقوم بها، إذ إنّ هناك بعض الموانع للقيام بالقسطرة البولية، وهذه الموانع منها المطلق أي أياً كانت حالة المريض ومهما كانت حادة وحرجة فإنّه من الممنوع القيام بها، ومنها ما هو النسبي أي حسب كل مريض فهو يختلف عن غيره. الآلية هنا سوف نذكر وبشكل سريع عن كيفية إجراء هذه القسطرة وتركيبها في المريض، ربما يكون الواحد منّا على علم بمثل هكذا إجراء جيداً جداً له، كمعرفة عامة أولاً، وكإفادة غيرنا أو أنفسنا إن تعرضنا لها يوماً ما. يقوم الطبيب وبمساعدة الممرض بتجهيز وتحضير المعدات اللزمة من (الأنبوب المسمى بأنبوب فولي)، ويتم اختياره على حسب قطره وهذا يعتمد على عمر المريض، محلول معقم، قفازات معقمة، قطن وشاش، كيس خاص لتجميع البول فيه مادة لزجة؛ لتسهيل تمرير الأنبوب. يقوم الطبيب بالتعريف عن نفسه وشرح الإجراء بشكل واضح للمريض وأخذ موافقته. تغطية المريض وكشف المنطقة التي يتم العمل فيها فقط. تعقيم المنطقة المحيطة بشكل جيد. حقن مخدر موضعي في مجرى البول وذلك حتى لا يشعر المريض بأي أذى أو ألمْ أثناء إدخال الأنبوب. إدخال الأنبوب وبشكل سلس وبرفق. ننتظر قليلاً إلى أن نلاحظ البول يخرج من خلال الأنبوب، وهذا يعني أنه تم الوصول إلى المكان المطلوب. حقن كمية من الماء في الأنبوب؛ وذلك لنفخ بالون صغير في الجهة الأخرى من الأنبوب والتي الآن داخل المثانة، هذا البالون يمنع خروج الأنبوب منها. يقوم الطبيب الآن بتوصيل كيس جمع البول في نهاية الأنبوب ومن ثم تثبيت الأنبوب الخارجي على رجل المريض بلاصق ولذلك لتثبيته. يقوم الطبيب في النهاية تدوين المعلومات المهمة على الكيس وهي "اسم المريض، ووقت وتاريخ قيامه بالإجراء، ووكمية البول الأولى التي تم جمعها". تغطية المريض وشكره، وإعادة جمع المعدات والتخلص منها. ملاحظة: بالطبع هناك بعض الفروق التشريحية بين الإناث والذكور والتي يجب على الطبيب أخذها بعين الاعتبار عند إجراء القسطرة. لا يسعنا في هذا المقال إلّا الإشارة إلى أن هذه الخطوة يقدم عليها المريض والأطباء سواء في جميع الحالات لسبب واحد وهو الحصول على سير طبيعي لكافة أجهزة جسم الإنسان، فالجسم كله يعمل سوياً، فإن كان هناك ضعفاً في أحد أجزائه فإنه يلقي الضرر على سائر أعضاء الجسم، وبهذا لا يعود المريض يستطيع التصرف بطبيعية مطلقة، فيحتاج للعلاج المؤدي للراحة. هذه كانت معلومات نعتبرها مهمة، من الجيد معرفتها والتعرف على مثل هذه الإجراءات، والتي ندعو الله أن يجنبنا المرض، ويرزقنا السلامة والصحة أجمعين
Views: 0