راما دياب- البلاد
مع التقدم العلمي والتكنولوجي الذي اكتسح مجالات الحياة بأكملها وخاصة المجال الطبي الذي بدأ بتطوير آلية ترميم الأعضاء وتصنيع الأنسجة الحيوية المأخوذة من الخلايا الجذعية لدى الإنسان للحد من حدوث إعاقات جسدية وإصلاح الأعضاء والأنسجة التالفة بالاعتماد على تقنيات الهندسة الحيوية الحديثة.
تعرف هندسة الأنسجة الحيوية بأنها أحد مجالات الهندسة الطبية التي تركز على إصلاح أو صيانة أو تحسين أو استبدال أنواع مختلفة من الأنسجة البيولوجية من خلال استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات بما في ذلك الخلايا والهندسة وعلوم المواد، بالإضافة إلى العوامل البيوكيميائية والفيزيائية الكيميائية المناسبة.
تنطوي آلية عمل هذه الأنسجة على وضع الخلايا على سقالات الأنسجة من أجل تكوين أنسجة جديدة قابلة للحياة لغرض طبي كاستبدال نسيج أو عضو مصاب بعضو مطابق لحاجة المريض وحالته الصحية.
آلاف المرضى في أنحاء العالم يتوفون كل عام وهم في انتظار عمليات جراحية لاستبدال النسج والأعضاء المصابة ومن هنا تأتي الحاجة لاستخدام تقنيات هندسة الأنسجة الحيوية في العلاجات المستقبلية.
وبرأي المهندس الطبي مجد الدقاق لصحيفة البلاد ” أن هندسة الأنسجة تقنية ناشئة تقوم بإعادة تشكيل النسيج من ذاته من خلال تطعيمه بطعوم ذاتية مختلفة من جسم الإنسان، وبإعادة توجيه الخلايا الجذعية لكي تكون خلايا مفيدة للطب التجديدي”.
ويضيف المهندس ” أن الأنسجة تلعب دورا حيويا ومتناميا في العلاج الطبي التجديدي وهي تمثل واحدة من أكثر المجالات إثارة في الطب الحديث وتهدف إلى تطوير أساليب وتقنيات لإصلاح أو استبدال أنسجة الجسم التالفة أو المريضة ”
وعن الدور الذي تلعبه هندسة الأنسجة في العلاجات الحيوية المستقبلية يؤكد الدقاق” أن الهندسة الحيوية تقوم بإصلاح واستبدال الأنسجة المتضررة من خلال استخدام هياكل وأوساط حيوية مصممة خصيصا لهذا الغرض، كما تقوم بتحفيز النمو الذاتي للأنسجة حيث تسعى إلى تحفيز الجسم على إصلاح نفسه من خلال تنشيط الآليات الطبيعية للشفاء والتجديد باستخدام عوامل النمو والخلايا الجذعية”.
ويتابع المهندس مجد حديثه لصحيفة البلاد ” أن هذه الهندسة تقوم أيضا بدور تطوير بدائل للترقيع والزراعة ونمذجة الأمراض واختبار العقاقير قبل الانتقال للتجارب السريرية”
ويضيف المهندس مجد الدقاق ” أن هندسة الأنسجة تمثل حقلا مليئا بالأمل للعديد من المرضى بإمكانياتها لإحداث ثورة في الطب التجديدي وتحسين جودة الحياة للأفراد الذين يعانون من الأمراض والإصابات الواسعة”.
ومن الجدير بالذكر أن العلماء يدرسون إمكانية استخدام تقنية المغزل الكهربائي لتجديد الخلايا والأنسجة والأوعية الدموية.
Views: 74