الشاعر عمرأبو ريشة من شعراء سورية المجددين البارزين ..ولدعام 1910 عمل سفيراً لسورية في عدة دول(الأرجنتين –البرازيل –السعودية-الهند…) ..دواوينه بيت وبيتان- نساء – كاجوراو ) وله مجموعة قصائد باسم حب وله عدة مسرحيات ….توفي عام 1990
قصيدة في السعودية وفي حضرة الملك فيصل عندما كان سفيرا هناك
أنـا فـي مـوئل الـنبوة يا دنيا***** أؤدي فــرائـض الأيــمـان
أســأل الـنفس خـاشعا أتـرى***** طـهرت بـردي من لوثة الأدران
كـم صـلاة صـليت لم يتجاوز***** قــدس آيـاتها حـدود لـساني!
كـم صـيام عـانيت جوعي فيه***** ونـسيت الـجياع مـن إخواني!
كـم رجمت الشيطان والقلب مني***** مـرهق فـي حـبائل الشيطان!
رب عـفوا إن عشت ديني ألفاظا *****عـجـافا ولـم أعـشه مـعاني
أنـا مـن أمـة تـجوس حـماها *****جاهلياتها بــلا اسـتـئذان
مـزقـت شـملنا شـعائر شـتى***** وقـيـادات طغمة عـبـدان
مـرنتنا عـلى الـهزيمة والجبن***** وبـعض الـحياة بـعض مـران
فـاسـتكنا لا بــارك الله فـي***** صـبر ذلـيل ولا بـكاء جـبان
يا بن عـبد العزيز وانتفض العز *****وأصـغى وقـال : مـن ناداني ؟
قـلت : ذاك الـجريح في القدس***** في سيناء في الضفتين في الجولان
*****
ومن قصيدته ( أمتي ) الذي قالها بعد النكبة 1948 :
أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق خجلا من أمسك المنصرم
أين دنياك التي أوحت إلى وتري كل يتيم النغم
كم تخطيت على أصدائه ملعب العز ومغنى الشمم
اسمعي نوح الحزانى واطربي وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها تتفانى في خسيس المغنم
أمتي كم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصنم
لايلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدوَّ الغنم
*****
يتميز عمر أبو ريشة دائماً في قصائده ببيت المفاجأة ، وهو وضعه في نهاية القصيدة
بيتاً يفاجئك، وصفاً أو حساً أو غير ذلك.. ولتقرأ مثلاً قصيدته (هؤلاء) التي يقول فيها
تتساءلين.. علام يحيا هؤلاء الأشقياء
المتعبون ودربهم قفرٌ ومرماهم هباء
الذاهلون الواجمون أمام نعش الكبرياء
الصابرون على الجراح المطرقون على الحياء
أنستهم الأيامُ، ما ضحكُ الحياة وما البكاء
أزرت بدنياهم ولم تترك لهم فيها رجاء
تتساءلين.. وكيف أعلم ما يرون على البقاء؟!
إمضي لشأنك.. اسكتي.. أنا واحدٌ من هؤلاء
وثـبت تـستقربُ الـنجم مجالا * وتـهادت تـسحب الذيل اختيالا
وحـيـالي غـادةٌ تـلعبُ فـي * شـعرها المائجِ غُـنجاً ودلالا
طـلـعةٌ ريـّا وشـيءٌ بـاهرٌ * أجـمالٌ؟ جـلَّ ان يُـسْمَى جمالا
فـتـبسمتُ لـهـا فـابـتسمت * وأجـالت فـيَّ ألحاظاً كسالى
وتـجـاذبنا الأحـاديـث فـما انـ * ـخفضت حِسا ولا سَفّت خيالا
كـل حـرفٍ زَلَّ عَـن مِرْشَفِها * نَـثَرَ الـطيبَ يـميناً وشِـمالا
أتكلم ما ذا أتكلم
أقلامي جف عليها الدم
ولهاتي سالت في المأتم
أتكلم ؟ هل أحمل في صدري أسرار
أخشى أن تفشى أو تكتم
إني لا احمل غير العار
في الدرب الموحش والمبهم
إني غنيت إلى الآلام فكيف عليها أتألم
أتكلم ، أعرفني شبحا لا ظل له فوق الأرض
في الهدأة من غصص الذكرى
يتساءل بعضي عن بعض
فأغض واختصر الآلام وأمسك بالريح وأمضي
وصيتة لزوجتة :
رفـيقتي لا تـخبري إخوتي *** كيف الردى كيف علي اعتدى
إن يـسألوا عني وقد راعهم *** أن أبـصروا هيكلي الموصدا
لا تـقلقي لا تـطرقي خشعة *** لا تـسمحي للحزن أن يولدا
قـولي لـهم سافر قولي لهم *** إن لـه فـي كـوكب موعدا
Visits: 2