لا
تشبه زيارة وزير الزراعة حسن اللقيس الاخيرة الى سوريا ما سبقها من زيارات
لمسؤولين لبنانيين من حلفاء دمشق ومن وزراء الحكومة لا في الشكل ولا في
المضمون، فوزير الزراعة عاد مزهوا بخبر ووعد من رئاسة الحكومة السورية بخفض
كلفة العبور على الشاحنات اللبنانية التي تمر الى الدول العربية من المعبر
السوري.
في المضمون اتت الزيارة مثمرة على الاقل بالنسبة الى التجار
اللبنانيين، اما في الشكل، فان الزيارة لم تثر اعتراضات كما فعلت زيارة
وزير النازحين صالح الغريب عندما تشكلت الحكومة ولا تزال تردداتها قائمة
حتى اليوم.
فاللقيس وفق اوساط سياسية كان وضع رئيس الحكومة في اجواء
خطوته الى دمشق والمسائل التي سيطرحها وهو الى حد ما استحصل على الضوء
الاخضر من الحريري في هذا الشأن وهكذا تم تفادي القطوع الذي حصل مع زيارة
الغريب وحصلت الزيارة بدون خضات واتى مردودها ايجابيا على الساحة اللبنانية
وجرت اشاعة مناخات ايجابية اقل ما يقال فيها انها كسرت جدار المقاطعة
المضر بالمصلحة الاقتصادية للبلدين كما تقول اوساط مواكبة للخطوة واثمرت
تفيضا لتكلفة مرور الشاحنات لتسهيل تصدير المحاصيل.
في القراءة
السياسية فان الخطوة تجاوزت الى حد ما الحاجز السياسي وان كانت محادثات
وزير الزراعة كانت لجوانب تقنية واقتصادية، ولكن ما قام به وزير الزراعة
يمكن ان يكون مقدمة لعبور سياسيين آخرين في اطار ملفات اخرى الى دمشق.
وتقول الاوساط ان حلفاء دمشق لا يحتاجون الى جواز سفر او بطاقة عبور فطريق
الشام مفتوحة امام مواكب الحلفاء وبطاقات تسهيل المرور صالحة في كل الاوقات
ولكن الجانب الرسمي لا يمكن بعد كما تقول الاوساط ان يخطو في هذا الاتجاه
قبل تحضير الارضية و الاتفاق الداخلي واسقاط الفيتوات القائمة والمتاريس
بين الطرف الممانع للتطبيع والتواصل مع دمشق والفريق الداعم لها، مع اضافة
التحذيرات الغربية والعقوبات الاميركية.
يعتبر حلفاء دمشق ان زيارة
رئيس الجمهورية الى سوريا مطروحة في اي وقت، على اعتبار ان رئيس الجمهورية
يعطي ملف النازحين الاولوية وهو يحمل هواجس التوطين وعبء الازمة الاقتصادية
في لقاءاته الدولية وسبق واكد رئيس الجمهورية انه لن يقبل ان يمر عهده من
دون عودة النازحين.
يعتبر التيار الوطني الحر ان قضية النازحين تشكل
خطرا وجوديا وهذا بحد ذاته يشكل العامل والدافع الاكبر للتواصل مع دمشق
لتحقيق اختراق في ملف النزوح بعد ان تبين ان القرار الدولي متخذ بابقاء
النازحين في اماكن نزوحهم ، الدافع الاضافي لاقامة تواصل مع دمشق هو في
اطار ما يعرف بثلاثية موسكو وبيروت ودمشق.
في مقاربة التيار فان
التواصل سيحصل عاجلا ام آجلا لتنسيق العودة وهناك ما يشبه التنسيق غير
المباشر عبر قنوات ومن خلال شخصيات رسمية سورية وحلفاء لدمشق، ولكن مقابل
الدوافع الكبيرة للتيار في شأن العودة ثمة عوائق واندفاعة التيار تبدو الى
حد خاضعة لقيود وتوازنات دقيقة، اذ لا يرغب بفتح جبهات داخلية اضافية
وحماية التسوية السياسية مع رئيس الحكومة وعدم تعريضها لاتنكاسات.
مع
ذلك يؤكد حلفاء دمشق ومواكبين لاتصالات ان هناك مفاجآت جديدة في ملف
التواصل والانفتاح على دمشق سوف تتضح في الفترة المقبلة وبعد الانتهاء من
فكفكة الملفات الداخلية
Views: 10