خاص – فاطمة عمراني
شائعات تهدم دول وأخرى تتسبب بجرائم قتل، تنتشر كالنار في الهشيم ما بين ليلة وضحاها على مواقع التواصل الاجتماعي.
حيث باتت تلك المواقع “أرضاً خصبة” لنشر تلك الشائعات لتوافرها لدى الجميع، فبلغ عدد المستخدمين النشطين يومياً فقط على موقع فيسبوك نحو 1.4 مليار مستخدم، بحسب أحدث احصائية رسمية نشرها الموقع لعام 2018.
موقع “داماس بوست” قام بتجربة لرصد مدى تأثير تلك الشائعات على رواد مواقع التواصل الاجتماعي من السوريين، حيث تعمدنا نشر خبر من الأخبار المنتشرة على “السوشال ميديا”.
الفكرة انطلقت من حوار جرى بيني وبين زميلتي في قسم السوشال ميديا في الموقع، عن أهمية الموازنة ما بين المصداقية في الخبر والـ “تريند” في الوسائل الإعلامية.
حوارنا انتهى بتجربة نشر “بوست” متداول بكثرة على الفيسبوك مؤخراً، حيث راهنت زميلتي على أن البوست سيحصد تفاعلاً كبيراً بغض النظر عن صحته، ولأن “الخبر أمانة” أصررت أنا على رأيي بأهمية مصداقية الخبر التي يجب أن تكون ألف باء الصحافة.
انتقينا الخبر بحيث يكون غير قابل للتحقق بسهولة من قبل الجمهور السوري، بالإضافة لكونه غير مؤذ ولن يسبب “بلبلة” بين المتابعين.
مضمون البوست كان كالتالي:
“صنفت ورقة 500 ليرة القديمة، ضمن أجمل أوراق النقد في العالم، وذلك حسب
موقع (best of banknotes)، وقد نشر الموقع مقالاً تحدث فيه عن جمال العملة
السورية والتي يزينها رسم الآلهة عشتار وهي تطعم طفلين، كما أن العملة تعود
للعام 1992”.
وعلى ما يبدو زميلتي كسبت الرهان، حيث كان هذا الخبر الأكثر تفاعلاً على صفحة الموقع على “فيسبوك” خلال 24 ساعة!
وتفاعل الجمهور مع الخبر بإعجاب رافقته تعليقات تغدق المديح على العملة السورية وجمالها، فيما استذكر آخرون قيمتها الشرائية قبل الحرب.
نظرية زميلتي وبالرغم من عدم اقتناعي بها، إلا أنها كانت الأكثر واقعية، فاليوم تستخدم أجهزة الاستخبارات الدولية وسائل التواصل الاجتماعي لهدم الدولة من خلال نشر الشائعات بدلاً عن تحريك الجيوش، وذلك لنجاحها في تحقيق الهدف دون طلقة رصاص واحدة.
كل يوم، نصادف العشرات من هذه الأخبار والمعلومات التي لن نستطيع بطبيعة الحال التأكد من مصداقيتها، وهذا الخبر السابق لا يعدو كونه مجرد مثال عنها فقط.
يذكر أن وسائل إعلام محلية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي كانت قد تداولت خبراً مفاده أن موقع (best of banknotes) المتخصص بالأوراق النقدية، صنف فئتين قديمتين من العملة السورية بين أجمل العملات على مستوى العالم.
وأوضحت تلك الوسائل والصفحات أن الموقع اختار الأوراق النقدية السورية من فئتي 500 ليرة و10 ليرات ضمن قوائمه لأجمل العملات، لتميزهما من حيث التصميم والشكل.
بالعودة لموقع (best of banknotes)، تبين أن الموقع لا يتدخل في تقييم صور الأوراق النقدية الموجودة عليه، بل أن التقييم يتم عن طريق الزوار فقط، ولم تحصل العملات السورية على أية مراتب في استفتاء الموقع لأجمل 10 عملات في العالم.
كما يعرف الموقع عن نفسه بأنه مساحة لجامعي الأوراق النقدية هدفه الأساسي هو التعرف على العالم سواء من خلال الفن، التاريخ، الجغرافيا، الثقافة، أو الدين ، فإن لكل ورقة نقدية قصة ترويها.
ويضم الموقع في قسم المعرض الخاص به نماذج لأوراق مالية من مختلف دول العالم، مصنفة بحسب الترتيب الهجائي لاسم الدولة، ولم يدرج في ذلك القسم سوى الفئتين المذكورتين من العملة السورية اللتين حصلتا على تقييمات من 11 مستخدماً فقط
Views: 13