يتساءل كثيرون عما إذا كانت معركة تحرير إدلب ستكون أمراً أصعب أو أسهل من معارك التحرير السابقة التي خاضها الجيش السوري.
واضح من خلال استقراء دقيق للمعارك السابقة، ولما يحدث الآن في معارك على جبهة إدلب، وما حققه الجيش السوري حتى الآن، وما ينتظر أن يحدث في غضون الأيام والأسابيع القليلة المقبلة أنّ معركة إدلب ستكون، من حيث المدة الزمنية، أطول من معارك تحرير الغوطة الشرقية والمنطقة الجنوبية، ولكنها لن تكون أطول وأصعب من معارك تحرير محيط حلب وأحيائها الشرقية، وتحرير مدينة دير الزور وكبرى المدن الأخرى في المحافظة.
معركة الغوطة لم تستغرق أكثر من شهر واحد، ومعركة المنطقة الجنوبية كذلك،
ولهذا يمكن الاستنتاج أنّ تحرير إدلب سوف يستغرق وقتاً أطول من تحرير هاتين
المنطقتين. لكن تحرير الأحياء الشرقية من مدينة حلب، والذي تمّ على ثلاث
مراحل، استغرق وقتاً لن يكون وقت تحرير إدلب أطول منه، لا سيما أنّ الأوضاع
متشابهة، إذ أنّ خطوط الإمداد للإرهابيين كانت مفتوحة من تركيا مثلما هو
الحال في إدلب والشاهد على ذلك الهجوم على الكليات.
المرحلة الأولى من تحرير أحياء حلب الشرقية بدأت عندما قام الجيش العربي
السوري بتوسيع نطاق فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء وتحرير مزارع الملاح
وصولاً إلى مخيم حندرات. وقطع طرق إمداد الإرهابيين في الأحياء الشرقية من
شمال حلب. بعد ذلك ومع استعداد الجيش السوري لبدء المرحلة الثانية شنّت
الجماعات الإرهابية هجوماً على الكليات واستولت عليها، عندها بدأت المرحلة
الثانية التي انتهت بقطع اتصال الجماعات الإرهابية بين أحياء حلب الشرقية
والأحياء الغربية التي تسيطر عليها مثل بستان القصر والأنصار والشيخ سعيد،
وأحياء أخرى، من جنوب حلب، وعندما أحكم الجيش السوري حصار الجماعات
الإرهابية في الأحياء الشرقية، لم تستغرق عملية تحرير هذه الأحياء أكثر من
أسبوعين، ولكن عملية تحرير أحياء حلب الشرقية بمراحلها الثلاث استغرقت
وقتاً طويلاً يتجاوز الأربعة أشهر، والأرجح أنّ معركة تحرير إدلب سوف تشبه
من نواحي كثيرة، سواء المدة الزمنية، أو التدخلات والدعم التركي للإرهابيين
معركة حلب، ولن تستغرق وقتاً أطول من ذلك، إذ أنه وبعد أن يسيطر الجيش
السوري على مثلث مورك كفرزيتا خان شيخون وهو قائم الآن، وتحرير كباني
والتلال المحيطة بها في ريف اللاذقية، فإنّ أفق إعادة إدلب إلى كنف الدولة
السورية سلماً أو حرباً لن تستغرق فترة طويلة، والأرجح أن يكون السيناريو
في النهاية يشبه سيناريو المنطقة الجنوبية، حيث يتمّ التعامل مع جيوب
النصرة المتبقية مثلما تمّ التعامل مع داعش في حوض اليرموك.
البناء
Views: 5