دينا عبد:
واقع خدمات مزرٍ يعانيه المهجرون العائدون إلى مناطق السبينة في ريف دمشق، وهي: البويضة والحجيرة والسبينة الصغرى والكبرى، حتى إن الأنقاض والردميات مازالت على جنبات الطرق والشوارع برغم عودة ما يقارب 175 ألف مهجر إليها بعد تحريرها من الإرهاب.
المواطن أبو عبدو من أبناء المنطقة تحدث عن معاناة الأهالي فيقول: منذ ما يقارب 20 يوماً ونحن من دون كهرباء، والأهالي يلجؤون إلى الاستجرار غير المشروع، ومع ذلك فإن التيار لا يلبث أن ينقطع بعد وصله بفترة قصيرة بسبب عدم توافر خزانات الكهرباء، فالضغط كبير على ما تبقى من أسلاك كهربائية.
وللمياه حكاية أخرى فمن عاد من الأهالي يحصل على المياه عن طريق الصهاريج وكل خزان يبلغ سعره 3000 ليرة برغم توافر مياه الآبار الارتوازية، ومادامت الكهرباء غير موجودة فلن يستطيع الأهالي الحصول على المياه فالضخ متوقف.
أبو عبد الله يضم صوته إلى صوت أهالي سبينة غزال ويقول: إضافة إلى عدم توافر المياه والكهرباء، فإن المدارس مهملة حتى الآن ففي حي غزال مدرسة وحيدة ولكنها غير مؤهلة، وقد تزامنت زيارتنا لمنطقة سبينة مع بدء أول يوم دراسي ولكن ما لاحظناه أن معظم التلاميذ كانوا في الشوارع، ولدى سؤالنا: لماذا لم يداوموا في المدارس كانت الإجابة بأن أقرب مدرسة تبعد عن حي سبينة غزال 4 كم وهذا يسبب مشكلة للأهالي في إرسال أبنائهم إلى البلد, مع العلم أن المدرسة موجودة في حيهم ولكنها غير مؤهلة، لذلك فإنهم يطالبون المعنيين بتأهيل المدرسة في أسرع وقت ممكن، كما تفتقر المنطقة لكشك لبيع الخبز في سبينة غزال, مع العلم -كما ذكر الأهالي- أن سبينة البلد يوجد فيها فرن ولكن بعد المنطقة جعلهم يطالبون بوجود كشك لبيع المادة.
رئيس البلدية عز الدين الشحادة أوضح لـ«تشرين» أن عودة الأهالي كانت منذ فترة قريبة، وتالياً فإن الخدمات لن تعود بين ليلة وضحاها، مقدرا عدد العائدين من الأهالي بحوالي 175 ألف عائد, وبالنسبة لوضع المياه فإننا نحتاج 15 محولة حتى نستطيع تأمين المياه وتم التواصل مع المعنيين الذين كان جوابهم بأنها غير متوافرة, مع العلم أنه تم رفع عدة كتب إلى مديرية التربية ومؤسستي الكهرباء والمياه.وأضاف الشحادة: لدينا 16 مدرسة في سبينة المؤهل منها 4 فقط، وفيما يخص المدرسة الموجودة في حي سبينة غزال فلم يرصد لها ميزانية هذا العام من أجل تأهيلها لذلك, فإنها ستؤجل للعام القادم، علماً أن المدرسة الموجودة في حي سبينة غزال تحتاج 15 مليون ليرة لتأهيلها، وعن الحلول قال الشحادة: إما أن تقوم مديرية التربية بتأهيل المدرسة أو تقوم الخدمات الفنية بإجراء كشف وتحيله إلى المحافظة لمعالجة الموضوع وإيجاد حل لهذه المعضلة.
وتابع الشحادة: في حي سبينة 10 عمال نظافة يعملون في أحياء السبينة الكبرى والصغرى وحي الشرطة وطريق الإذاعة، وجميعها تجمعات عشوائية مخالفة وكل عامل نظافة يعمل ضعف طاقته، ولكن همنا الوحيد ينصب حالياً على ترحيل الأنقاض، ونحن كبلدية لا نستطيع ترحيلها لأن إمكانات البلدية محدودة وكميات الأنقاض كبيرة جداً وتحتاج إلى آليات.
كما تواصلت «تشرين» مع مدير شركة كهرباء ريف دمشق المهندس خلدون حدى للوقوف على وضع الكهرباء في منطقة سبينة غزال فقال: سبينة واحدة من مناطق الغوطة التي تحتاج إعادة إعمار وفيما يخص وضع الكهرباء, فهناك إمكانات متاحة لدينا ولكن للأسف حجم الخسائر كبير جداً ولا يتناسب مع حجم الاعتمادات التي نُخصص بها، مشيراً إلى أنه كان يوجد في سبينة 130 مركز تحويل سابقاً، ومن خلال العمل عاد 40 مركز تحويل, مع العلم أن عدداً كبيراً من المواطنين عادوا إلى سبينة وهم بحاجة لتأمين الخدمات ولكن لا نستطيع أن نكمل العمل إلا إذا خُصصنا باعتمادات كبيرة، وفيما يخص وضع المياه, قال حدى: إن الآبار تعمل على الكهرباء فمن واجب مؤسسة المياه رفع كتاب رسمي ويتابع من قبلنا بشكل سريع.
فراز ديب حوري رئيس لجنة خدمات سبينة أشار إلى أن العمل يجري حالياً من أجل تأهيل المدارس والكهرباء ولكن الموضوع يحتاج وقتاً وتكلفة كبيرة تصل مليارات الليرات، ومنطقة سبينة بشكل عام تحتاج إعادة هيكلة، ونحن بصدد متابعة الكتب التي أرسلت إلى المحافظة من قبل رئيس البلدية.
Views: 5