نتنياهو بموسكو- تقرير روسيّ يعتمده الإعلام العبريّ: المُقاتلات الروسيّة منعت الاثنين الماضي إسرائيل من تنفيّذ عدوانٍ بسوريّة ويؤكّد أنّ الحادث تعبير عن سخط الروس من نشاط الكيان السلبيّ
الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
تحت عنوان روسيا منعت عدوانًا إسرائيليًا في سوريّة، كتب اليوم الخميس المُحلِّل العسكريّ في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أليكس فيشمان، كتب بتساؤلٍ: هل صحيح أنّ روسيا منعت من مُقاتلاتٍ تابعةٍ لسلاح الجوّ الإسرائيليّ من مُهاجمة أهدافٍ بالقرب من ضواحي العاصمة السوريّة، دمشق؟ وتابع قائلاً إنّ هذا ما ورد في تقريرٍ لموقع انترنيت روسيٍّ مختّصٌ في شؤون الملاحة الجويّة (آفيا برو)، والذي بحسب المُحلِّل الإسرائيليّ يُكثِر من نشر التقارير حول ما أسماه نشاط سلاح الجوّ الإسرائيليّ في الأجواء السوريّة، على حدّ تعبيره.
وتابع فيشمان قائلاً إنّه بحسب الموقع الروسيّ، ففي التاسع من شهر أيلول (سبتمبر) الجاري، أيْ يوم الاثنين الماضي، قامت طائرات روسيّة من طراز سوخوي 35 بالإقلاع من مطار (حميميم) بسوريّة واتجهّت بسرعةٍ إلى جنوب الدولة السوريّة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه بحسب المصادر التي اعتمد عليها الموقع الروسيّ فإنّ الطائرات الروسيّة أقلعت من قواعدها عندما تبينّ لها أنّ الطائرات الإسرائيليّة من سلاح الجوّ دخلت الأجواء السوريّة بهدف تنفيذ عدوانٍ على أهدافٍ تقع في ضواحي العاصمة، دمشق، وتحديدًا الهجوم على المنطقة التي تمّ منها إطلاق صواريخ باتجاه كيان الاحتلال الإسرائيليّ قبل عدّة ساعاتٍ من محاولة تنفيذ العدوان الإسرائيليّ. ولفت المُحلِّل الإسرائيليّ إلى أنّ الموقع الروسيّ لم يتطرّق في تقريره الحصريّ إلى الـ”لقاء” الذي تمّ في الأجواء السوريّة بين المُقاتلات الروسيّة والإسرائيليّة.
وأشارت الصحيفة العبريّة في تقريرها إلى أنّه في صباح يوم الاثنين نفسه، أيْ التاسع من الشهر الجاري، أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيليّ، الجنرال رونين مانيليس، أنّ ميليشيات مؤيّدةٍ لإيران قامت في ساعات الصباح البكرة من يوم الاثنين بإطلاق عدّة قذائف باتجاه الأراضي الإسرائيليّة، وأنّ القذائف سقطت في نهاية المطاف في الأراضي السوريّة، ولفت المُحلِّل إلى أنّه في البيان الرسميّ الذي أصدره الناطق العسكريّ لم يتّم التطرّق إلى ردّ فعلٍ إسرائيليٍّ على إطلاق القذائف من سوريّة باتجاه الأراضي الإسرائيليّة، مُضيفًا أنّ الناطق العسكريّ قال في معرض ردّه على سؤال الصحيفة عن اعتراض المُقاتلات الروسيّة لطائرات سلاح الجوّ الإسرائيليّ، قال إنّ الحادث ليس معروفًا له، على حدّ تعبيره.
وخلُص المُحلِّل الإسرائيليّ إلى القول إنّه إذا كان الخبر صحيحًا، حول اعتراض الطائرات الروسيّة للطائرات الإسرائيليّة، فإنّ ذلك بمثابة رسالة روسيّة حادّة كالموس من موسكو لتل أبيب مفادها أنّ الكرملين يرى في النشاط الإسرائيليّ في سوريّة بأنّه سلبيًا، ويُساهِم إلى حدٍّ كبيرٍ في تثبيت واستقرار النظام السوريّ بقيادة الرئيس د. بشّار الأسد، كما قال المُحلِّل الإسرائيليّ.
إلى ذلك، وفي خطوةٍ اعتبرها جميع المُحلِّلين والخبراء في كيان الاحتلال الإسرائيليّ بأنّها جاءت ضمن المعركة الانتخابيّة التي يخوضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بهدف إعادة انتخابه والتملّص من السجن لعدّة سنواتٍ، والذي ينتظره بسبب تورّطه بتهم فسادٍ واحتيال وخيانة الأمانة وتلقي الرشاوى، وصل نتنياهو صباح اليوم الخميس إلى موسكو في زيارةٍ خاطفةٍ، حيث سيجتمِع إلى الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتن.
وبحسب المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب، كما أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، فإنّ نتنياهو سيُناقِش مع بوتن الوضع في سوريّة، حيثُ ستتركّز المُحادثات بين الزعيمين على توثيق منظومة التنسيق الأمنيّ بين الجيشين الروسيّ والإسرائيليّ في بلاد الشام ومنع الحوادث الجويّة بينهما، على حدّ تعبير المصادر في تل أبيب، التي أشارت في الوقت عينه إلى أنّ وزارة الخارجيّة الروسيّة اعتبرت أمس إعلان نتنياهو قراره بضمّ غور الأردن وشمال البحر الميّت للسيادة الإسرائيليّة عامِلاً إضافيًا في توتير الأجواء والتصعيد في المنطقة، كما قالت الخارجيّة الروسيّة في بيانها الرسميّ.
Views: 5