أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أننا “نمر بأوضاع حساسة ودقيقة وأن هذا يتطلب الكلام بمسؤولية، مذكراً بخطابه السابق حول عفوية الحراك الشعبي، قائلاً “أنا أكثر واحد احترمته”.
وفي كلمة له تطرق فيها الى التطورات الأخيرة قال: “إذا شارك حزب الله في الحراك سيتخذ مساراً آخر ومن مصلحة الحراك أن يبقى بعيداً عن الأحزاب، إلا أن بعض الأبواق والإعلام الخليجي حاولت القول من اليوم الأول أنه تم تهديد المتظاهرين”.
وشدد على أن الحراك حقق حتى الآن إيجابيات يجب المحافظة عليها إذ فرض على الحكومة أن تقر موازنة بلا ضرائب ولا رسوم، كما صدرت ورقة الاصلاحات المهمة جدا وغير المسبوقة”.
ووصف السيد نصرالله الورقة الإصلاحية بالخطوة المتقدمة جداً، لافتاً إلى أن البعض يسخفها ما يخلق بعض الشبهات، ومؤكداً على “أن هذه الورقة ليست وعوداً بل هي للتنفيذ ولن تكون حبراً على ورق، والحكومة مصممة على تنفيذ قراراتها ضمن المهل الزمنية المحددة”.
ورأى أنه من أهم القوانين التي طرحت هي استعادة الاموال المنهوبة ومشروع قانون عدم التهرب الضريبي ومكافحة الفساد.
ولفت الى ان الحراك كان له تأثير كبير على المسؤولين، كما أعادت هذه التجرية الثقة والأمل للناس بأنفسهم، وأوجد مناخاً ممتازاً في البلد يفتح الباب أمام القوى السياسية في مواجهة الفساد وجريئة في ذلك ومن جملة هؤلاء الجادين حزب الله”.
وفي السياق قال السيد نصرالله إن حزب الله سيدفع مع القوى الأخرى في الاسراع بإقرار قانون مكافحة الفساد ورفع السرية المصرفية ورفع الحصانة واستعادة الاموال المنهوبة.
وحول كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي توجه بها الى اللبنانيين يوم أمس أشار السيد نصرالله إلى أن الرئيس عون فتح الباب أمام الحراك للحوار والنقاش في عناوين عديدة، لكن بعض وسائل الاعلام عملت على تحريف كلامه”، مشدداً على أن الحل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في المؤسسات والسلطة، وأن الفراغ إذا حصل في ظلّ الوضع الاقتصادي المأزوم والتوترات في البلد والاقليم سيؤدي الى الفوضى والانهيار، وقد يؤدي الى عدم دفع الرواتب وخلل أمني وحرب أهلية إذا كان هناك من يحضّر لها”.
وكرر القول “إننا لا نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا انتخابات نيابية مبكرة”.
وأضاف “نحن نحمي البلد من الفراغ الذي سيؤدي في حال حدث الى الفوضى والانهيار وننظر الى أبعد من البعيد، وديننا واخلاقنا يوجب علينا حماية اولادنا وأهلنا بالمقاومة بالدماء والأموال والسياسة، وأن ندفع ضريبة ذلك”، مبيناً “أن ندفع ضريبة حماية البلد سياسياً أهون من ضريبة دفع الدم”.
وقال: “اي حلّ يجب ان يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ لان الفراغ سيؤدي الى الفوضى والانهيار واننا منفتحون على اي نقاش مع الرئيس عون ولكن ليس على قاعدة الفراغ لانه سيكون قاتلاً”.
ونصح السيد المتظاهرين باختيار ممثلين وقيادة لهم وتحديد مطالبهم والمفاوضة تحت ضغط الشعب والاحتجاج بايجابية” .
وحول قطع الطرقات اعتبر السيد أنه من وسائل الاحتجاج المدني، مندداً بما يحدث على بعضها من حواجز وإذلال وطلب الهوية و”الخوات”، ومؤكداً أن الناس تريد فتح الطرقات وعلى المتظاهرين أن يبادروا بفتحها”.
وأشار السيد نصر الله: إلى أن البعض يثير مناخات في البلد أن بعض القوى السياسية تدفع الجيش لاطلاق النار على المتظاهرين وهذا كذب وتضليل وعارٍ تماماً عن الصحة، مؤكداً “أن حزب الله يرفض أن يطلق الجيش النار على المتظاهرين بل المطلوب حمايتهم لأننا عانينا من ذلك في أيلول وحي السلم والمشرفية، وأن الدولة تتحمل مسؤوليتها اذا حصل أي اعتداء على الاملاك والناس”، لافتاً الى أن ليس المطلوب من الجيش فك المتظاهرين في الميادين والساحات بل حمايتهم فقط وان الجيش اللبناني والقوى الامنية لا يجوز ان تطلق النار على احد وعلى الدولة تحمل مسؤولياتها”.
وحول عفوية الحراك أوضح السيد نصر الله أن ما بدأ عفوياً بدون تدخل أحزاب بنسبة كبيرة، لم يعد كذلك اليوم، وأن هذا الحراك بنشاطه اليومي وشعاراته لم يعد حركة شعبية عفوية، بل هناك تمويل واضح له من قبل أحزاب معينة وجهات مختلفة معروفة بشخصياتها، وأن هناك قيادة للحراك غير ظاهرة وغير معلنة.
وتابع السيد نصرالله: “المطالب التي يتم رفعها اليوم ليست مطالب الفقراء، بل هناك جهة من الحراك تقوم باعداد ورقة للطلب من مجلس الأمن الدولي إخضاع لبنان للفصل السابع، ويتم استخدام بعض الساحات للتصويب على سلاح المقاومة”.
وأشار إلى أن من بين المجموعات التي تقود الحراك فئة وطنية وصادقة وفئة أخرى تضم أحزاباً سياسية معروفة كانت في السلطة وهناك تجمعات وفئات ترتبط بسفارات أجنبية، وأن هناك من يبحث عن ثأر سياسي وتصفية حسابات، مشدداً على أن الثورات الشعبية عادة تقدّم خيارات واضحة وبدائل واضحة، داعياً من يعتبر نفسه قيادياً في الحراك الى المبادرة نحو القضاء لكشف سريته المصرفية.
ورأى السيد نصر الله أن الوضع في لبنان دخل في دائرة الاستهداف الاقليمي والذي يوظّف جهات داخلية، مؤكداً أنه يعبر عن ذلك من خشيته وخوفه على البلاد لا المقاومة.
واعتبر ان رفض الحوار مع رئيس الجمهورية يعني وجود استهداف سياسي للبلد وعناصر قوته.
ودعا نصرالله جمهور المقاومة الى ترك الساحات لانه على حد تعبيره ليس هناك مصلحة من وجود جمهور المقاومة في ساحات الحراك وسنراقب ونحن قادرون على الدفاع عن المقاومة.
وشدد نصرالله على اننا “نسعى الى فتح كل ابواب الحوار والتفاوض ونحن مع المعالجات الهادئة واحترم خيارات الحلفاء وادعوهم بعد درس الاوضاع لاتخاذ القرار المناسب”.
Views: 6