أضحت بديلة عن أسواقنا، كونها منتشرة في كل زمان ومكان، وتبيع جميع المواد والسلع، بدءاً من المواد الغذائية والاستهلاكية والمنظفات والأدوات الكهربائية ومواد التجميل والألبسة، وكل ما يخطر بالبال. البسطات والأكشاك غير المرخصة التي تنتشر في شوارعنا وبشكل واسع، وهذا ليس جديداً، ولكن قد تكون الظروف الحالية ساهمت في زيادة أعدادها، وذلك بسبب غلاء الأسعار أولاً، حيث وجد فيها المواطن أسعاراً تناسبه إلى حد ما قياساً للأسواق، وبعضها الآخر وجد فيها فرصة عمل، ولا سيما من الذين هُجّروا من منازلهم وبيوتهم، وبعيداً عن الاعتراضات حول هذه البسطات من قبل أصحاب المحال الذين رأوا فيها منافساً حقيقياً لهم رغم عشوائيتها، أو من المواطنين لإشغالها الأرصفة، وإعاقة حركة المرور للسيارات والمواطنين، نرى إقبالاً عليها مع وجود من هو غير مقتنع بها، ولا بكل ما تبيعه، فهل المواد التي تبيعها البسطات صالحة، وذات جودة عالية، وهل توجد رقابة عليها، وما أسباب أسعارها المنخفضة؟.
الثقة هي الأساس
مريم مصطفى، تقول: المهم أن نجد سلعاً ومواد بأسعار معقولة بعد أن ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، صحيح قد تكون بعض السلع أقل جودة كالألبسة، وأقل فعالية كالمنظفات، ولكنها تؤدي الغرض، ففي ظل الأسعار الحالية لم نعد نبحث عن الجودة، عدا عن أن المواد حتى في المحال العادية باتت أقل جودة، اشترِ كل شيء منها باستثناء المواد الغذائية.
أحمد نايف، قال: المهم عدم شراء المواد الغذائية من هذه البسطات، حيث يخشى أن تكون منتهية الصلاحية، الأمر الذي يؤدي إلى أمراض، ولكن بقية المواد نشتريها، وهي في الغالب جيدة، وأسعارها مناسبة.
باسمة موظفة، قالت: لا بد من البسطات بعد الارتفاع الكبير بأسعار جميع المواد، والجميل أننا نجد كل شيء، وكل ما نحتاجه فيها، ولكن ما يزعج في الشراء من البسطات أن ما يشتريه المواطن لا يرد ولا يبدل، وأحياناً لا نجد البسطة في مكانها، يجب الابتعاد عنها، وقمعها كظاهرة، كما أنه يوجد مواطنون يشترون من هذه البسطات، ويرون فيها ملاذاً لهم هرباً من الغلاء الفاحش، ويرى آخرون أن كل ما تبيعه هذه البسطات هي بضائع مقلدة، وغير صحية، ومعرضة لأشعة الشمس، ويجب الابتعاد عنها مهما رخصت الأسعار.. تقول سهيلة خضر: مهما انخفضت الأسعار في هذه البسطات، لا أفكر أبداً بشراء أية سلعة غذائية، أو غيرها لأنني غير مقتنعة بالمواد الموجودة على هذه البسطات، ونتمنى قمع هذه الظاهرة، وإن كان لابد من وجودها، فيجب مراقبتها، وتحديد أماكن مخصصة لها بدلاً من إشغالها الأرصفة، وانتشارها بشكل عشوائي، وإعاقتها لحركة المارة، لأن كل ما يباع غير صالح، وماحدث مع صديقتي جعلني أبتعد عنها، حيث اشترت نظارة شمسية أدت إلى إصابة بعينها نتيجة استخدامها، وكذلك كمال وجود، فإنه لا يرغب بالشراء من هذه البسطات، وذلك بعد تجربة يقول: فكرت إحدى المرات بشراء مسحوق للغسالة بعد أن لفت انتباهي سعره، ولكن نتيجة استخدامه تعطلت الغسالة، وتبيّن أن كميات من الملح مخلوطة معه من أجل الوزن، عدا عن التلاعب بتاريخ الصلاحية للمعلبات، وعلب الجبنة، ومواد التجميل، وغيرها، هذا ما قاله المواطنون، أما أصحاب البسطات فماذا يقولون؟.
مصدر رزق
محمد كناكري قال: البسطة مصدر رزقي الوحيد لا يمكن أن أستغني عنها، فوضعي الصحي والمادي لا يسمح بالعمل بأية مهنة أخرى، وهذا حال العديد ممن يعملون على البسطات، وما يشجعنا على توسيع رقعة أعمالنا، وتكبير البسطة، وزيادة أصناف المواد المباعة عليها، هو تحول العديد من المواطنين للشراء منها بسبب الارتفاع المتوالي للأسعار، مازن سعدي يبيع الألبسة على بسطة منذ ثلاث سنوات، أكد لنا أن الألبسة ذات نوعية جيدة، واشتراها من المحال حيث تعاقد معها لترويج بضائعها، وتابع قوله: لا يمكن التعميم، فكما أنه يوجد من يغش في المواد التي يبيعها، هناك من يعمل بشكل نظامي، لأنه يهتم بسمعته، وكسب الزبائن، ولدى سؤاله عن الأسعار وسبب انخفاضها قال: بعض الأشخاص يكتفون بالربح القليل حتى يعمل بشكل أكبر، أيضاً أصحاب البسطات لا يدفعون الضرائب، ولا أي رسوم أو كهرباء خلاف المحال الذين يحسبون كل هذا من ثمن القطعة!.
مصادرة المواد
مدير حماية المستهلك فيوزارة التجارة الداخلية علي الخطيب يقول: ضبوطات كثيرة نظمناها، وعملنا على مصادرة كل المواد وإتلافها، وكذلك تابعنا شكاوى عديدة من المواطنين الذين تعرّضوا للغش، ولكن للأسف هذه الظاهرة لا يمكن القضاء عليها وقمعها بشكل نهائي، وذلك لأن أصحاب البسطات يتنقلون من مكانهم بشكل سريع، ونتوجه إلى المواطنين بنصيحتهم بعدم الشراء من هذه البسطات، لأن موادها مغشوشة ومزورة ومقلّدة للبضائع النظامية!.
ونحن نقول:
ما نتمناه فعلاً من الجهات الرقابية تكثيف جهودها في هذا الإطار لقمع الغش، ومنع خداع المواطن والتلاعب عليه من خلال المتابعة اليومية لكل ما هو معروض، ولاسيما في الظروف الراهنة، حيث كثرت وتعددت أساليب الغش
البلاد. عبد الرحمن جاويش
Views: 5