من ازمة الى اخرى يكاد اللبناني يتنفس ازمات، فلا الدواء موجود وقطاع الصيدلة يئن رافعاً الصوت ومعه المواطن المتنقل بين الصيدليات بحثاً عن ادوية كمن يفتش عن ابرة في كومة قش، اما البنزين فتحتاج تعبئته للاصطفاف ساعات امام محطات الوقود وهيهات ان تحظى باكثر من ليترات معدودة، فيما السلع الغذائية باتت اسعارها مضروبة باربعة على مقياس الدولار الاميركي الاخذ بالتصاعد على حساب الليرة اللبنانية التي تتدهور يوماً بعد يوم من دون افق ملموس لوقف هذا الانحدار او الحد منه.
اما جديد الازمات فمتآت من قديمها الموضوع الشائك الذي سيبقى وصمة فشل ذريع ورمزاً للهدر والفساد وغياب خطة شاملة لقطاع راكم مديونية الدولة وانهك المواطن بفاتورتين يدفعهما من اللحم الحي والا العتمة الشاملة ستكون له بالمرصاد وهي آتية حتماً بعد البشارة التي زفتها بالامس مؤسسة كهرباء لبنان حول ان ساعات التقنين ستزداد وصولا الى العتمة الشاملة في حال طرأت اعطال على الشبكة بعدما تعذر تفريغ حمولات ناقلات الفيول بسبب عدم فتح اعتماداتها المستندية اللازمة.
ازمة وراء ازمة والمواطن لا حول له ولا قوة ويصرف وقته وما تبقى في جيبه متنقلاً بين الصيدليات والسوبرماركات ومحطات الوقود مخزناً الادوية والبنزين والسلع الغذائية خوفاً من الآتي الأعظم في ظل تقاعس المسؤولين عن ايجاد حل او وضع خطة تبشر بان الحل ممكن… ولكن ماذا عن اولئك الذين لا يملكون ترف التخزين وكيف يعيشون ويؤمنون ثمن الادوية والعيش اليومي وفاتورتي الكهرباء والماء وهذه ابسط مقومات الحياة…هل من يسأل؟.
Views: 1