وتظهرُ هذه المشكلةُ من مجموعةِ أسبابٍ منها، خللٌ في الموادِ الكيميائيّةِ التي تُوصِلُ الإشارات العصبيّة إلى الدماغ، وعوامل وراثية؛ إذ إنّ إصابةَ أحد الوالدين بهذا المرضِ يزيدُ من احتماليّةِ إصابةِ الأبناءِ به، والتعرّضِ لبعضِ التسمّماتِ الخَطِرَة، وتعرّض الدّماغِ للأذى، وأيضاً قلّة عددِ ساعاتِ نومِ وراحةِ الطفل، كما أنّ تدخينَ الأُمِّ خلالَ مرحلةِ الحملِ يُعرِّضُ الطّفلَ لمشكلةِ فرطِ الحركة.
ويُصيبُ فرطُ النشاطِ والحركةِ الأطفالَ الذكورَ بنسبةٍ أعلى من الإناث، ويتمثّلُ بالحركةِ بصورةٍ دائمةٍ ومُستمرّة؛ فلا يهدأُ الطفلُ أبداً، وإنْ لَعِبَ بإحدى الألعابِ فسرعان ما يتركها ليلعبَ بلعبةٍ أُخرى.
وكما أنَّ من عواملِ الإصابةِ بهذه المشكلة، مواجهةُ الطّفلِ صعوبةً كبيرةً في الجلوسِ لتناولِ الطّعام، بالإضافةِ إلى مواجهتِهِ صعوبةً في إجابةِ الطّلباتِ البسيطة، مع إصدارِ كثيرٍ من الإزعاجِ خلالَ لَعبهِ مقارنةً بغيرهِ من الأطفال.
بالإضافةِ لمقاطعةِ الطّفلِ لحديث الآخرين وعدم القدرةِ على التوقّفِ عن الكلام، وأخذِ أغراضِ الآخرين دونَ استئذان، ودونَ الاهتمامِ بأحاسيسِهم ومشاعرِهم، ومواجهةِ صعوبةٍ كبيرةٍ في انتظارِ دوره.
ويعدُّ تعاملُ الطّفلِ مع البيئةِ المحيطةِ به بطريقةٍ سّيئةٍ، سواء أكانوا أفراداً أو أشياءَ، من دلالاتِ الإصابةِ بالمشكلةِ، وعدم القدرةِ على تكوينِ الصّداقاتِ والحفاظِ عليها، مع صعوبةِ التعاملِ معه من قِبَلِ المحيطينَ به.
وعلميّاً، يؤكّدُ خبراءُ بأنَّ من أسبابِ فرطِ النشاط، العواملُ الجينيّة التي أثبتت الدراساتُ أنَّ وجودَ تاريخٍ عائليٍّ لدى أحدِ الأبوينِ أو كِليهما، يزيدُ احتماليّةَ إصابةِ الأبناءِ بهذه المُشكلة.
كما أنَّ للعواملِ العضويِةِ كاضطراباتٍ في تخطيطِ الدّماغِ تفوقُ الأطفالَ العاديين، دورٌ في تزايدِ حركةِ الطّفل، وذكرُ بعضُ العلماءِ أنَّ سببَ النّشاطِ الزائدِ هو تلفٌ دماغيٌّ بسيطٌ.
ويشيرُ خبراءُ إلى وجودِ عواملَ نفسيّةٍ مثل الضّغوطِ النفسيّةِ التي يتعرّضُ لها الطفلُ أثناءَ نموِّه، ومنها: المشاكلُ الأسريّة، وأنماطُ التّنشئةِ والتّربيةُ الخَاطئة، بالإضافةِ إلى العواملِ البيئيّةِ مثل التعرّضِ إلى التسمّم، وردّات الفعلِ التحسُّسيّةِ لبعض أنواعِ الأطعمةِ والموادّ الصناعيّة.
ويبدأُ علاجُ فرطِ النشاطِ عندَ الطّفلِ من خلالِ تنظيمِ أوقاتِ نومِهِ واستيقاظِهِ، وضمِّ الطفلِ إلى مجموعةٍ صغيرةٍ من الطلّابِ لتلقّي الدروسِ القصيرة، وأيضاً عمل جدولٍ رياضيٍّ للطفلِ، والسّماح له بمُمارسةِ التمارينِ الرياضيّةِ التي يُريدها.
ومنها العلاجُ الغذائيّ، الذي يتركّزُ على تغييرِ النّمطِ الغذائيّ للطفل؛ وذلك بمنعِ الموادِّ المُشبَعةِ بالألوانِ الصناعيّةِ والمُنكّهاتِ الكيميائيّةِ والموادّ الحافظة، وتوجيهِ الطّفلِ إلى تناولِ الطّعامِ المفيدِ من الخضارِ، والفواكه، واللّحومِ البيضاء، والأسماك، إضافةً إلى عسلِ النّحلِ وضرورةِ دمجِهِ في غذائِهِ اليوميّ؛ لدورهِ في تخفيفِ هذا الاضطراب.
وقد يكونُ الأطفالُ كثيري الحركةِ أو مختلفينَ عن أقرانِهم دونَ أنْ يكونَ السّببُ هو فرطُ النشاطِ والحركةِ، وما يحدّدُ ذلكَ هو أنْ تكونَ مظاهرُ الحركةِ الزائدةِ مستمرّةً دائماً، وفي أيّ مكانٍ يذهبُ إليه الطّفل؛ سواء البيت، أو المدرسة، أو غيرها، ولا يُظهِرُ الطّفلُ هذه التصرّفاتِ في بيئةٍ محدّدةٍ وحسب، كما يجبُ أنْ تُظهِرَ عليه سلوكيّاتِ الحركةِ الزائدةِ لمدّةٍ لا تقلُّ عن ستّةِ أشهر قبلَ أنْ يُشخَّصَ على أنّهُ طفلٌ يعاني من فرطِ النشاط.
Views: 4