مماطلة أم تهرب، يرى المحللون انه لايمكن قراءة تهديدات أردوغان بالقيام بعمل عسكري جديد في شمال سوريا سوى في هذا المسار، فمن الواضح من التصريحات الروسية (بعد قمة بوتين – اردوغان) ان بوتين أخبر أردوغان ضرورة عمل تركيا بالتزاماتها في إدلب وكذلك عرض اردوغان الاخطار الامنية التي تواجهها تركيا نتيجة تحركات الجماعات الكردية لكن ماذا كانت النتيجة.
النتيجة التي صدرت عن قمة سوتشي بوتين- اردوغان بقيت طي الكتمان وان كان الطرفان قالا انها إيجابية لكن ما حصل بعد هذا رغم كل ما قدمه المحللون من إحتمالات لم ينطبق على الوصف “ايجابية” فروسيا مضت في تصريحاتها بعد القمة بالتأكيد على عدم قبول استمرار الوجود الارهابي في إدلب وهاهو أردوغان يلمح الى توسع عسكري تركي محتمل في الشمال السوري وعدم القبول بالهجمات و “الاستفزازات” كما أسماها والتي تصدر من الشمال السوري.
وهنا يضع أردوغان شروطا او تباطؤا جديدا، بحسب المحللين، في تنفيذ التزامات تركيا حول إدلب، لكن السؤال هو لماذا لا يقبل أردوغان الانسحاب من سوريا وترك حل قضية إدلب كشأن داخلي، وفي حال أعادت الدولة السورية سيطرتها على ما تبقى من أراضيها ألن تضبط بالضرورة حدودها مع تركيا ليس لضمان أمن تركيا فحسب بل لضمان أمنها كدولة واذا كانت مشكلة أردوغان مع الجماعات الكردية في سوريا فلماذا لا يتفاهم أردوغان مع الامريكان الذين يدعمون هؤلاء الاكراد؟
تعنت أردوغان في الحالة السورية يضع الحلول ضمن “دائرة مفرغة” لاتوصل أحدا إلى نتيجة، وان كانت مخاوف أردوغان منطقية حول امن بلاده القومي، فعدم قبوله بالحلول وإصراره على إدخال بلاده في دوامة صراع عسكري عبر دعم متطرفين في بلد آخر يبدو الابعد عن المنطق في حال استثنينا “وجود نية تركية لعدم الانسحاب من سوريا” وهو ما نفاه أردوغان عندما قال ان بلاده لا تنوي البقاء على الأراضي السورية “إلى الأبد”، وأنها ستنسحب بمجرد التوصل إلى حل مستدام للأزمة، لكن يقول المحللون ان الحل الذي يبتغيه أردوغان هو حل على حساب سوريا ولصالح تركيا وإلا فلماذا استمرار دعم المجموعات المسلحة في سوريا والطرق على انغام التهديد الكردي تارة وموجات النزوح من إدلب الى أوروبا تارة أخرى.
دوامة الحل السياسي على طريقة أردوغان لا تنفع لا تركيا وبالطبع لاتنفع سوريا ومن الافضل المضي نحو حل واقعي وبدلا من الوقوف عقدة في وجه الحل يمكن لتركيا دفع المسلحين للدخول في مفاوضات سياسية قد تفضي الى حلول معقولة بدل التشديد على الحلول العسكرية، فتراجع الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد في مقابل الدولار، بالتزامن مع تهديدات أردوغان الجديدة حول شمال سوريا بالتأكيد ليس في صالح الشعب التركي خاصة في ظل أزمة كورونا التي يعيشها العالم، وخسارة تركيا السياحة كأحد أهم مواردها من القطع الاجنبي.
العالم – وكالات
Views: 7