أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة تناول فيها آخر المستجدات بعد صدور نتائج الإنتخابات النيابية أن العنوان الأول هو الشكر لكل الذين شاركوا بالانتخابات خصوصًا للذين أعطوا أصواتهم للمقـاومة وحلفائها، والشكر الخاص للمرضى الذين لم يمنعهم مرضهم من الحضور على الكرسي للادلاء بصوته، ولكل الأجهزة الرسمية والمسؤولين والقوى الأمنية والقضاة الذين ساهموا في ادارة العملية الانتخابية.
واضاف : أقول لهذا الجمهور الوفي لقد أمنتم شبكة الأمان السياسية والشعبية المطلوبة للمقاومة وسلاحها مقابل الاستهداف المعلن والواضح، معتبرًا أنه رغم كل التهديد والتهويل لتخاف الناس وتتراجع لم يؤد الى نتيجة، والحضور الكبير في المهرجانات الثلاثة كان جوابًا، والحضور الكبير يوم الاقتراع كان جوابًا.. والنتائج التي صدرت كانت جوابًا أيضًا.
واعتبر أن هذا الانجاز يأتي بعد هجمة اعلامية ونفسية كبيرة علينا وعلى حلفاء المقــاومة والضغوط الاقتصادية وافتعال الأزمات، لافتًا الى أن النتائج الكبيرة تعطي رسائل قوية حول التمسك بالمقــاومة والمعادلة الذهبية والدولة العادلة والقادرة والاصلاحات والسلم الأهلي والعيش الواحد وأولوية معالجة الأزمات الحياتية والاقتصادية.
ورأى أن حجم الأزمات الموجودة بالبلد المالية والنقدية والاقتصادية والحياتية لا يستطيع فريق لوحده علاجها حتى لو حصل على الأكثرية، واليوم نحن أمام مجموعة كتل نيابية وقوى سياسية ونواب جدد ونواب مستقلين. قد تكون مصلحة لبنان والشعب اللبناني هو في الا يحصل هذا الفريق على أكثرية ولا ذاك، إذ لا يوجد فريق سياسي اليوم بالبلد يستطيع الادعاء أن الأغلبية النيابية معه، والى الآن كل الناس المعتبرين والمحترمين والموضوعيين لم يدّع أحد هذا الادعاء.
وقال إن ما حصل بخصوص الانتخابات والطائفة السنية الكريمة موضوع مهم جدًا ويحتاج الى مقاربة هادئة ومسؤولة ودقيقة يبنى عليها.
واعتبر أن حجم الأزمات الموجودة بالبلد المالية والنقدية والاقتصادية والحياتية لا يستطيع فريق لوحده علاجها حتى لو حصل على الأكثرية، وأنه عندما لا تكون الأكثرية عند أحد يعني الكل مسؤول ولا يجوز لأحد التخلي عن المسؤولية.. أهون شيء المعارضة والتنظير ولا كلفة لها، داعيًا الى تهدئة السجالات السياسية.
وحول أزمة الوقود والغذاء في البلد، اعتبر السيد نصر الله أن العالم كله ذاهب الى أزمة الوقود الذي ارتفع سعره، والقمح ارتفع سعره وهناك أمور قد تنقطع من الأسواق، نستطيع أن نساجل لسنوات واذا تعتقدون أننا بدفاعنا عن المقاومة وسلاحها سنكل أو نمل ونستسلم فهذه خيالات لكن السجالات لا توصل الى مكان، لافتًا الى أن هذه التجربة التي مرت فيها عبر كثيرة والكل يجري مراجعة لأدائه العملي وتحلفاته وخطابه وأدائه.
وأضاف أنه انكشفت الأكاذيب من قبل الانتخابات، إذ كانت التهمة لكل فريقنا السياسي وبنسبة أعلى للتيار الوطني الحر وبنسبة أقل لحزب الله وحركة أمل بأن فريقنا لا يريد اجراء الانتخابات، و الكذبة الثانية هي اجراء الانتخابات في ظل السـلاح.. عام 2005 وعام 2009 اجريت انتخابات وأخذتم الانتخابات في ظل السـلاح واليوم عام 2022 أنتم تحتفلون بنتائج انتخابات في ظل السلاح.. أما آن لهذه الكذبة وهذا الكذاب أن يخجل؟.
وفيما خص كذبة الاحتلال الايراني قال: رأينا السفيرة الأميركية تجول على مراكز الاقتراع والسفارة الاميركية تشكل لوائح والسفير السعودي كان أنشط ماكينة انتخابية في لبنان، معتبرًا أن الازمات لا تعالج الا من خلال الشراكة والتعاون بمعزل من الخصومات.. فلنذهب الى نقاط الاتفاق والتعاون.
وتابع السيد نصرالله أن أصوات لائحة الأمل والوفاء في بعلبك الهرمل والجنوب الثالثة وفي الزهراني صيدا وصور ومرشح الثنائي في زحلة طلعوا أكثر من نص مليون صوت، متسائلاً: هل أنت الذي ليس لديك سوى كم الف صوت تتكلم باسم الشعب اللبناني؟
وأضاف أنه بعد الانتخابات هل من أحد يحمل أكبر نسبة بالمسؤولية عن الأزمات الحالية ويأخذ دعمًا من السفارات ويشكل لوائح ويدعمها في كل لبنان ولم يحصّل الا نائبان أو ثلاثة يخرج ليقول الشعب اللبناني لفظ المقاومة في الانتخابات.. ما هذه الوقاحة؟!
وأردف: يمكن القول أن عدد النواب لأي جهة يعبر عن الخيارات الشعبية والارادة الشعبية في حالة واحدة هي أن يكون قانون الانتخاب على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة وخارج القيد الطائفي وبتمثيل نسبي وشباب وصبايا الـ18 ينتخبون.
ورأى أن توزيع الدوائر تم بهذا الشكل غير العلمي لأنها تقص وتلزق وفق مصالح بعض الزعماء السياسيين، لافتًا الى أن المغالطة هي الخلط بين الحجم الشعبي وعدد النواب.. وهذا في لبنان غير صحيح لأن النظام الانتخابي والسياسي طائفي والأسوأ أن تقسيم الدوائر الانتخابية لا تقسم على معيار علمي بل لا معيار في التوزيع.
وقال: بمعزل عن ما ستؤول اليه الاستحقاقات القادمة سنعمل على كل ما وعدنا به وسنحضر أكثر ونكون معًا من خلال وجودنا بالدولة أو من خلال مؤسساتنا الذاتية كما كان الحال منذ 40 عامًا لن نبخل بشيء خصوصًا على الذين لم يبخلوا علينا بشيء.
وشدد على أصدقائنا الذين لم يوفقوا للفوز الموقف السليم هو ما أعلنتموه والمقعد النيابي هو أحد مواقع النضال وليس كل الجبهة.. اعتبروا أننا وبقية أصدقائنا الذي نجحوا نمثلكم والى جانبكم وسويًا نخدم شعبنا وقضيتنا.
ودعا كل المناصرين الى عدم الإحتفالات ومظاهر الفرح لأن هناك طرقات أو أحياء أو مدن مجاورة الذهاب اليها بهذه الطريقة ستشكل استفزازًا ونحن نريد الهدوء، محذرًا من إطلاق النار في الهواء، ومشدّدًا على تطبيق قرار الحزب في فصل أي أخ يثبت إقدامه على إطلاق النار لأنه محرم شرعًا.
Views: 2