يتوقّع وفق المعلومات من جهات ديبلوماسية فرنسية، أن يصار خلال الأيام القليلة المقبلة إلى تفعيل المساعي من أجل تبريد الأجواء اللبنانية، خوفاً من الإنزلاق باتجاهات طائفية على خلفية قضية النائب البطريركي المطران موسى الحاج، وصولاً إلى تفاعل الخلافات بين بعبدا والسراي، إضافة إلى عناوين كثيرة تضجّ بها الساحة الداخلية، ولا سيّما شلل الدولة ومؤسّساتها والعودة إلى الشارع، إضافة إلى أمور كثيرة دفعت بباريس، وفق المعلومات الديبلوماسية نفسها، إلى التدخل مع أصدقائها في لبنان. وينقل في هذا الإطار، أن اتصالات دارت من باريس إلى بكركي والفاتيكان بعدما قيل عن وجود اتصالات لبنانية مع الفاتيكان تدعوه لقطع العلاقات الديبلوماسية مع لبنان، حيث لاقت هذه الأفكار مساحة للنقاش داخل الباباوية، ولما لذلك من تداعيات مخيفة من شأنها أن تسلخ البلد عن دول وعواصم لها خصوصيات تاريخية تربطها معه عائلياً واجتماعياً وثقافياً وروحياً.
وبناءً على هذه المعطيات، علم أن هذه الإتصالات التي بقيت بعيداً عن الإعلام، ستفضي إلى التهدئة ومعالجة ما حصل بهدوء، رغم كل التشنّج الذي حصل في الأيام القليلة الماضية وعلى أكثر من خلفية وملف، في حين أن هناك اتصالات تجري مع حزبي «القوات اللبنانية» والكتائب والأحزاب المسيحية الأخرى بشكل عام، كي لا يُستغلّ التحرّك التضامني مع الديمان وسيدها من أي طرف أو جهة، باعتبار أن الوضع الداخلي «طريّ العود» وأي توتّر من شأنه أن يُشعل البلد في هذه المرحلة الإستثنائية التي يمرّ بها، لذلك هناك اتصالات جارية تصبّ بمعظمها في إطار السعي الهادف إلى سحب فتيل الإحتقان الطائفي، وترك الأمور في عهدة المرجعيات المعنية، إنما وحتى الساعة، فالمخاوف والهواجس لا زالت قائمة على غير صعيد، نظراً لما يحدث على مواقع التواصل الإجتماعي من تشويش وتصعيد وخروج عن المألوف، وذلك مسألة في غاية الخطورة على الصعيدين الطائفي والسياسي من خلال المسّ بقامات روحية ووطنية.
من هذا المنطلق، تابعت المعلومات، فإن أي منزلق في هذا التوقيت بالذات، له ارتداداته السلبية على صعيد بنية البلد وتركيبته السياسية والطائفية، إذ سبق، ومن خلال هذه الأجواء الراهنة، أن حصلت حروب وأزمات وصراعات على خلفيات وأحداث، ربما مماثلة، لما هي الحال اليوم.
في السياق، فإن الفرنسيين يقومون بدور يقترب من أن يكون مبادرةً، لجملة اعتبارات، أولها علاقتهم الوثيقة ببكركي والفاتيكان، ومن ثم قدرتهم جراء علاقتهم القديمة مع إيران، على ضبط هذا الوضع المتفجّر على الساحة اللبنانية، لأنهم على بيّنة من كل تفاصيل ما يحدث في هذا البلد، وعلى المستويات كافةً. لذلك، يُتوقّع أن يتم سحب فتيل التفجير إن بالنسبة لقضية المطران موسى الحاج، أو إعادة التواصل بين بعبدا والسراي، لا سيما، وأن هناك صداقة وعلاقة وثيقة تجمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، وباريس قادرة على إعادة التلاقي، ولكنها في الوقت عينه، تدرك أن ثمة استحالة في ما تبقى من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون لتشكيل حكومة جديدة، بمعنى أن الدور الفرنسي هو للتهدئة وتدوير الزوايا، مع اقتناع تام بأن كل الملفات الداخلية وعلى اختلافها متروكة للعهد الجديد، إنما هي تقوم بهذا الدور الديبلوماسي، من أجل تجنّب أي انفجار أمني على الساحة اللبنانية المتوتّرة والمنقسمة، ولا سيّما أن ما جرى في المنطقة من مؤتمرات وقمم في المملكة العربية السعودية وفي إيران، له انعكاساته على الداخل اللبناني، وفي الوقت عينه يقحم لبنان في أتون صراعات المحاور وتصفية الحسابات الداخلية والإقليمية
Views: 3