ينقل، وفق المعطيات من عائدين من الخارج بأن لبنان دخل في عنق الزجاجة، ولا مجال في هذه المرحلة للخروج من الأزمات الداخلية سياسياً واقتصادياً، ولو بالحد الأدنى من خلال المساعي الداخلية، وحيث يشير سفير أوروبي سابق في لبنان، إلى أن الذين زاروه من قبل موفدين أوروبيين في الآونة الأخيرة، وفي طليعتهم مستشار الرئيس إيمانويل ماكرون السفير باتريك دوريل، صُدموا بما وصل إليه البلد من حالة اهتراء لا مثيل لها في تاريخ لبنان المعاصر، وخصوصاً على المستويات الإقتصادية والمالية، لا بل أن التقرير الذي حمله معه دوريل، يعتبر فيه لبنان بلداً مفلساً، أو إذا صح التعبير منكوباً، نظراً لانهيار مؤسّساته وكل ما يمتّ لمرافق الدولة بصلة، وبناءً عليه، فإن مسألة انتخاب الرئيس بدأت تُصوَّب حول كيفية إدارته للوضع، أي أن لا يكون رئيس لإدارة الأزمة، بمعنى أن يحظى بدعم من الدول المعنية بالملف اللبناني كي يحصل على المساعدات المالية وسواها، والنهوض بالدولة من خلال إعادة هيكلة إداراتها ومؤسساتها، وحتى الآن المسألة وفق المتابعين للحراك الدولي والعربي، إنما تتمثل بكيفية حصول لبنان على المساعدات، أي أن يكون هناك خط متوازٍ لعلاقة الرئيس العتيد وقدرته على التناغم مع هذه الدول. وفي هذا المجال، يؤكد بعض النواب المتابعين لحراك السفراء الخمسة، والذي سيشمل مروحة واسعة من اللقاءات والإتصالات مع الجهات اللبنانية الفاعلة، أنه لم يصار حتى الآن إلى التوافق على أي صيغة أو إسم يمكن البناء عليه لمرشح رئاسي توافقي، وذلك مرده إلى أن هناك هوة كبيرة بين الأطراف السياسية اللبنانية، دون أن يخفي التباينات الحاصلة بين الدول التي شاركت في لقاء باريس، إنما ذلك لا يعني الخلاف العميق، بل ما يمكن حسمه أنهم يوافقون على أي إسم يحظى بإجماع القوى اللبنانية.
وفي السياق عينه، تشير المعلومات من أكثر من جهة متابعة، إلى أن التسوية باتت جدية، وليس هناك أي صدقية لما ينقل بأن الشغور الرئاسي سيستمر أشهراً، وربما أكثر من ذلك، بدليل، ووفق مرجع سياسي بارز، بأن فرنسا ما كانت لتحتضن لقاء الدول الخمس لولا إدراكها بعد الإتصالات التي أجراها الرئيس ماكرون مع زعماء هذه الدول، بأن هذا اللقاء سيؤدي إلى تسوية تنتج التوافق على رئيس للجمهورية اللبنانية، وهذا ما ألمحت إليه السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، التي زارت منفردة بعض المرجعيات الرئاسية والسياسية، وكشفت أن لقاء باريس كان إيجابياً خلافاً لما وصفه البعض بالفاشل، أو أنه لم يؤدِّ إلى أي نتيجة، وقالت أن هناك إجماعاً من الدول الخمس على أن ينتخب الرئيس في وقت قريب، ولم تحدِّد الوقت الذي سيستغرقه الإنتخاب، إنما قالت أن الوضع في لبنان لا يحتمل، ولهذه الغاية ستلمسون مدى الجدية والجهود التي تُبذل، وحيث يواكبها ويتابعها الرئيس ماكرون شخصياً، لأنه لن يقبل بأن ينهار لبنان، وإذا استمرت أوضاعه على ما هي عليه، فذلك يعني خسارة هذا البلد الذي يعني لفرنسا الكثير تعددياً وثقافياً، وهو ضرورة في هذه المنطقة من العالم، ولا يمكن بقاء الأمور دون رئيس للجمهورية، ولم تكشف غريو في أي من لقاءاتها الإسم الذي تم تداوله بين المشاركين في لقاء باريس، أو أنه تم التوافق على مرشح معين، إنما أكدت المؤكد بأن هناك خطوات أكثر من حاسمة في حال لم ينصاع أي طرف للتسوية التي لن تستغرق وقتاً طويلاً لنضوجها، إنما هناك توجه لوضع الأمور في نصابها خلال الأسابيع المقبلة، بعدما تكونت لدى السفراء الخمسة خلال جولاتهم معطيات وأجواء حول آرائهم وأفكارهم إزاء الإسم المرشح القادر على النهوض بالبلد، ومن هو القادر على التعاطي مع الجميع في الداخل والخارج، وهذه نقطة أساسية تم التداول بها مع المعنيين من رؤساء ومرجعيات السياسية
Views: 2