الجيش السوداني يعلن سيطرة قوات “الدعم السريع” على الملحقية العسكرية السعودية بالخرطوم
بالتزامن مع وصول وفدها لمدينة جدة لإجراء مفاوضات.. والسعودية تؤكد اللقاء
الخرطوم ـ (أ ف ب) – (رويترز): قال الجيش السوداني، مساء اليوم الجمعة، إن قوات الدعم السريع احتلت الملحقية العسكرية السعودية بالخرطوم، وتمركزت به قوة على متن 17 عربة مسلحة.
جاء ذلك في بيان للجيش، بالتزامن مع وصول وفد من قواته وقوات الدعم السريع إلى مدينة جدة السعودية لإجراء مفاوضات، اسيتجابة لمبادرة سعودية- أمريكية.
جاء ذلك في بيان للجيش، بالتزامن مع وصول وفد من قواته وقوات الدعم السريع إلى مدينة جدة السعودية لإجراء مفاوضات، استجابة لمبادرة سعودية- أمريكية.
وقال الجيش: “تواصلت تعديات المليشيا المتمردة (يقصد قوات الدعم السريع) على البعثات الدبلوماسية بالبلاد، حيث احتلت عناصر منهم مقر الملحقية العسكرية للسفارة السعودية بحي الرياض وتمركزت به قوة على متن 17 عربة مسلحة”، دون تحديد تاريخ حدوث الواقعة.
وأضاف أن سفارة جمهورية تشاد أبلغت بمحاولة عناصر من الدعم السريع سرقة السيارة الرسمية للسفير، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك.
واتهم الجيش قوات الدعم السريع بالاستمر في خرق الهدنة، مشيرا إلى أنها عاودت اليوم الجمعة “الهجوم على سلاح الإشارة، تصدت لهم قواتنا وكبدتهم خسائر كبيرة”.
وتابع: “واصلت المليشيا المتمردة القصف العشوائي على بعض المناطق في محيط منطقة بحري ووسط الخرطوم بما فيها المناطق السكنية”.
وقال إنه “في إطار عمليات التخريب الممنهجة ونشر الفوضى بالعاصمة، قامت المليشيا المتمردة بنهب وحرق مول عفراء التجاري وكسر ونهب بنك الخرطوم بالفتيحاب”.
وأشار إلى أنه رصد “تحركات تعزيزات للمليشيا المتمردة من جنوب كردفان على متن 52 عربة مسلحة تجاوزت منطقة جبرة الشيخ، ومجموعة أخرى قادمة من إقليم النيل الأزرق على متن 38 عربة متحركة حاليا على طريق المناقل”.
واتهم الجيش “الدعم السريع” بالاستعانة بـ “عناصر ومرتزقة غير سودانيين من دول غرب أفريقيا، مما يفسر مظاهر من سلوكياتهم الغريبة على قيم وعادات الشعب السوداني من انتهاك لحرمات البيوت ونهب الممتلكات العامة والخاصة والجنوح إلى تدمير وتخريب المنشآت الحيوية بالبلاد، كما تلاحظ استخدامهم لسيارات مدنية صالون وبكاسي يشتبه أنها مسروقة من مواطنين”.
ومن جهتها أعلنت السعودية، مساء الجمعة، استعدادها لاستضافة ممثلي رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي”، لبحث التهدئة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، وفق بيان للخارجية السعودية، في ظل استمرار المواجهات المسلحة بين الجانبين بالسودان منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي.
فيما أفادت قناة “العربية” السعودية، نقلا عن مصادر لم تسمها، بمغادرة ممثلي الجيش و”الدعم السريع” السودان باتجاه جدة غربي المملكة، لـ”عقد لقاء مباشر بينهما السبت”.
وأفاد بيان الخارجية السعودية، بأن “الأمير فيصل بن فرحان تلقى اتصالا هاتفيا من بلينكن وبحثا مستجدات الأوضاع في السودان”.
وأكد الجانبان “أهمية وقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة وإنهاء العنف”.
وكشف البيان لأول مرة عن استضافة جدة لممثلي البرهان وحميدتي، مشيرا إلى أن “الجانبين بحثا مستجدات المبادرة السعودية الأمريكية الخاصة باستضافة ممثلين عن الطرفين في مدينة جدة”.
وأوضحت الخارجية السعودية أن المبادرة “تهدف لتهيئة الأرضية اللازمة للحوار لخفض مستوى التوترات هناك، بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه”.
ومطلع مايو/ أيار الجاري، أعلن عضو مجلس السيادة السوداني شمس الدين الكباشي حضور “محادثات مباشرة” في مدينة جدة السعودية لبحث هدنة بالبلاد، بمشاركة ممثلين عن حميدتي، وذلك في تصريحات لقناة “القاهرة الإخبارية” (خاصة).
وكشف أنه “كان هناك حديث غير مباشر (بين الجيش والدعم السريع) من عدة أيام وتم الاتفاق أن تنقل هذه المحادثات عبر مبادرة سعودية أمريكية إلى مباشرة في جدة ولن نتحدث هناك إلا على نقطة واحدة هي الهدنة والعمل الإنساني وربما نطور ذلك”، دون توضيح أكثر.
وساهم التنسيق السعودي الأمريكي، في إقرار أكثر من هدنة بالسودان، شهدت “خروقات”، وفق اتهامات متبادلة عن المسؤولية عن ذلك.
وفي وقت سابق أعلن الجيش السوداني مساء الجمعة إرسال مفاوضين الى جدة لبحث وقف إطلاق النار، فيما أبدى برنامج الأغذية العالمي خشيته من أن يعاني 19 مليون شخص الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة في السودان بسبب النزاع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال الجيش في بيان نشر على صفحته على فيسبوك “في إطار المبادرة السعودية-الأميركية التي تم طرحها منذ بداية الأزمة، غادر الى جدة مساء اليوم (الجمعة) وفد القوات المسلحة السودانية لمناقشة التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدها”.
ولم يصدر اي رد فعل رسمي بعد عن قوات الدعم السريع.
الأمم المتحدة أطلقت من جانبها جرس إنذار بشأن الوضع الانساني. ونقل نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أن برنامج الأغذية “يتوقع أن عدد الأشخاص الذين يعانون فقدانا حادا في الأمن الغذائي في السودان سيرتفع ما بين مليونين و2,5 مليون شخص. هذا سيرفع العدد الإجمالي (لهؤلاء الأشخاص) الى 19 مليونا في الفترة بين الأشهر الثلاثة والستة المقبلة في حال استمر النزاع الحالي”.
وأعلن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عقد اجتماع طارئ حول الوضع في السودان في 11 ايار/مايو. وقال المجلس في بيان إن هذا الاجتماع الطارىء يأتي بناء على طلب رسمي مشترك تقدمت به المملكة المتحدة والنروج والولايات المتحدة وألمانيا مساء الجمعة وحظي بتأييد 52 دولة حتى الآن.
على الأرض، تواصلت المعارك الجمعة رغم الهدنة التي تعهّد القائدان العسكريان اللذان يتنازعان السلطة الالتزام بها، ورغم التهديدات الأميركية بفرض عقوبات.
ولليوم الـ21 على التوالي، تواصلت الضربات الجوية والتفجيرات في عدد من أحياء الخرطوم لاسيما في محيط المطار على الرغم من وعود بهدنة، بحسب ما أفاد شهود وكالة فرانس برس.
ومنذ 15 نيسان/أبريل، أسفر القتال بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلّح وأحداثه (إيه سي إل إي دي).
ومن بين القتلى أطفال “بأعداد كبيرة”، بحسب الأمم المتّحدة، في بلد يقلّ فيه عمر 49 بالمئة من السكّان عن 18 عاماً.
وأشارت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة “يونيسف ” الجمعة إلى تقارير تفيد بسقوط سبعة أطفال كلّ ساعة بين قتيل وجريح.
وأضافت المنظمّة الأممية أنّها تلّقت تقارير من شريك موثوق به – لم تتحقّق منها الأمم المتّحدة بشكل مستقلّ بعد – تفيد بأنّ 190 طفلاً قُتلوا و1700 آخرين أصيبوا بجروح خلال الأيام الأحد عشر الاولى فقط من القتال.
والخميس، أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ “المأساة… يجب أن تنتهي”، ملوّحاً بفرض عقوبات على “الأفراد الذين يهدّدون السلام”، لكن من دون أن يسمّي أحداً.
والسودان الدولة التي يبلغ عدد سكّانها 45 مليون نسمة، خرج في العام 2020 من عقدين من العقوبات الأميركية التي فُرضت على الدكتاتورية العسكرية الإسلامية للجنرال عمر البشير الذي أطاح به الجيش تحت ضغط الشارع في العام 2019، بعد بقائه ثلاثين عاماً في السلطة.
وفي 2021 أطاح البرهان ودقلو معاً في انقلاب شركاءهما المدنيين بعدما تقاسما السلطة معهم منذ سقوط البشير. لكن سرعان ما ظهرت خلافات بين الجنرالين وتصاعدت حدّتها، ومن أبرز أسبابها شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
ومنذ ذلك الحين، لا يبدو أنّ شيئاً قادر على التوفيق بين الرجلين اللذين يتبادلان الاتهامات بشأن انتهاك الهدنات المتتالية.
وخلافا للجيش السوداني، لم تؤكد قوات الدعم السريع ما أعلنه جنوب السودان الأربعاء من أنّها والجيش وافقا على وقف لإطلاق النار لمدة سبعة أيام يستمر حتى 11 الجاري.
وأعلنت قوات الدعم السريع الجمعة أنّها وافقت على هدنة لمدة ثلاثة أيام فقط تمت مناقشتها في إطار وساطة أميركية-سعودية.
– معارك “طويلة الأمد” –
توقعت رئيسة الاستخبارات الأميركية أفريل هاينز معارك “طويلة الأمد” لأنّ “الطرفين يعتقدان أنّ بإمكان كلّ منهما الانتصار عسكرياً وليست لديهما دوافع تُذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات”.
وأسفر القتال عن إصابة أكثر من خمسة آلاف شخص بجروح وتشريد ما لا يقلّ عن 335 ألف شخص وإجبار 115 ألفاً آخرين على النزوح، وفقاً للأمم المتحدة التي تطلب 402 مليون يورو لمساعدة السودان الذي يعدّ واحدة من أفقر دول العالم.
وأوضحت الأمم المتحدة أنّ “أكثر من 56 ألف شخص عبروا في الثالث من أيار/مايو” إلى مصر، مضيفة أنّ “أكثر من 12 ألف شخص” عبروا إلى إثيوبيا و”30 ألف شخص إلى تشاد”.
وكانت أفضال عبد الرحيم تنتظر لتعبر إلى مصر.
وقالت لفرانس برس “عندما بدأت الحرب بالقصف والضربات الجوية، غادرنا منازلنا ولجأنا إلى وادي حلفا”، آخر بلدة قبل الحدود المصرية حيث يحتشد آلاف السودانيين الفارين من الحرب.
وفي دارفور غرباً على الحدود مع تشاد، تمّ تسليح مدنيين للمشاركة في الاشتباكات بين الجنود وقوات الدعم السريع ومقاتلين قبليين ومتمرّدين، وفقاً للأمم المتحدة.
– “حلول إفريقية” –
في هذا الإقليم الذي شهد حرباً دامية بدأت العام 2003 بين نظام البشير ومتمرّدين ينتمون الى أقليّات إتنية، لفت المجلس النروجي للاجئين الى سقوط “191 قتيلاً على الأقلّ واحتراق عشرات المنازل ونزوح الآلاف” فضلاً عن تعرّض مكاتبه للنهب.
وأفاد شهود عيان الخميس عن اشتباكات في الأُبيّض التي تقع على بُعد 300 كيلومتر جنوب العاصمة.
ووصل 30 طنّاً إضافية من المساعدات الجمعة إلى مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلّت نسبياً في منأى عن أعمال العنف.
وتسعى الأمم المتحدة ومنظّمات غير حكومية أخرى إلى التفاوض بشأن ايصال هذه الشحنات إلى الخرطوم ودارفور، حيث تعرّضت المستشفيات والمخزونات الإنسانية للنهب والقصف.
وفي وقت تتكثف المبادرات الدبلوماسية في إفريقيا والشرق الأوسط، قال الجيش إنه اختار الاقتراح الذي تقدّمت به الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (ايغاد) بسبب الحاجة إلى “حلول إفريقية لمشاكل القارّة”، مرحّباً في الوقت ذاته بالوساطات الأميركية والسعودية.
وكان مبعوث البرهان موجوداً في أديس أبابا الخميس. كما أعلنت القاهرة أنّها تحدثت عبر الهاتف إلى القائدين المتحاربين.
وتعقد الجامعة العربية في القاهرة الأحد اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية ستخصّص أحدهما لبحث الحرب في السودان، بحسبما قال لوكالة فرانس برس دبلوماسي رفيع المستوى
Views: 6