- الاتفاق السعودي الإيراني
- انتخاب رئيس الجمهورية
- بكركي
- رياض سلامة
- سليمان فرنجيه
- سوريا
- قصر بعبدا
- نبيه بري
- وليد بخاري
لا يبدو من مناخ الانتخابات الرئاسية أن الرئيس نبيه بري سيدعو الى جلسة انتخاب في القريب العاجل، وسيودّع اللبنانيون أيار على الأرجح من دون أن يشاهدوا رئيساً في قصر بعبدا وسيجبرون على التعايش مع هذا الستاتيكو القاتل في أكثر الحقول مع اتساع الخلافات بين الكتل غير القادرة على تخطي كل هذه الألغام والمناكفات المفتوحة. ويجري التعويل عند أكثر من فريق على حلول موعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في تموز المقبل والعمل على تدارك حدوث شغور في هذا المنصب الحسّاس وعلى رأسهم بكركي بوضع الجميع أمام مسؤولياتهم وتوجّه النواب الى ساحة النجمة وتأمين نصاب تلك الجلسة المنتظرة حيث تلوّح كتل بالتعطيل لعدم وصول عدد النواب الى 86 في القاعة العامة. ولم يحسم بري الرد من الآن على إقدام الحكومة على تعيين حاكم البنك المركزي على أساس اعتقاده أن من حق رئيس الجمهورية المقبل أن تكون له كلمته في هذا الموقع مع انسحابه على الاسم الذي سيحلّ على رأس قيادة الجيش أيضاً. وأن قبوله بحلول ضابط مسيحي بالوكالة في موقع مديرية الأمن العام على أهميته يختلف عن حال الحاكمية. ولا يميل “التيار الوطني الحر” الى تعيين حاكم جديد حيث لا يعترف النائب جبران باسيل بكل ما تقدم عليه الحكومة ويفضّل تعيين حارس قضائي على رأس هذه المؤسسة الى حين انتخاب رئيس الجمهورية. وإذا تأخرت هذه العملية فإن المؤسسات الكبرى ستتهاوى الواحدة تلو الاخرى بفعل ارتفاع منسوب العناد وعدم دخول الافرقاء في أي تسويات تنقذ البلد.
وفي موازاة ذلك كثرت في الآونة الأخيرة الأصوات التي تطالب بري بالدعوة الى تعيين جلسة انتخاب وهي تعرف سلفاً أن نتيجتها الآن ستكون على غرار حال سابقاتها فضلاً عن عدم حسم اسم مرشحها، ولا سيما من طرف جبهة المعارضة غير القادرة على خوض معركتها بمرشح واحد حتى الذين كانوا يقترعون للنائب ميشال معوض أثبتوا أنهم لا يقدرون على الاستمرار في مشوار ترشيحه ولن تعاود مجموعة لا بأس بها انتخابه وفي مقدمها كتلة “اللقاء الديموقراطي” التي ترك لها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خيار من تفضّله مرشحاً على أن يتحمّل رئيسها النائب تيمور جنبلاط مسؤولياته. ولم تبد الكتلة الى اليوم حماستها حيال ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجيه. ولا يحبذ رئيس المجلس استعادة مشهدية الجلسات الانتخابية الـ11 التي لم تكن مجدية وسادتها الكثير من الفصول الهزلية وعدم احترام مقاربة التعاطي مع انتخاب رئيس الجمهورية.
وبعد الموقف الذي اتخذه السفير السعودي وليد بخاري يرى رئيس المجلس و”حزب الله” أن تقدماً قد لُمس من المملكة بقولها إنها لا تضع فيتو في وجه مرشحهما فرنجيه، الأمر الذي يؤدي الى خلق جرعة من الاطمئنان عند “الثنائي” الذي لا يزال يتمسك بترشيح الرجل. ولم يختلف مضمون كلام بخاري عما قاله وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وفي زحمة المساحات المتباعدة بين الأفرقاء حيال انتخابات الرئاسة والصرخات المتتالية والعظات التي يطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي حيال تحذيراته من الفراغ المفتوح في رئاسة الجمهورية تلقى بري لائحة من بكركي تحمل مجموعة من الأسماء على أن يختار ثلاثة منهم لتعمل الكنيسة المارونية بعد ذلك على تسويقها مع الكتل النيابية الأخرى والنزول بها الى البرلمان. وكان ردّ رئيس المجلس بأن مرشحه هو فرنجيه ويعود الى التذكير بما سمعه من السفيرة الأميركية دوروثي شيا بأن بلادها لا تعارض وصول فرنجيه. وعند سؤاله بأن شيا من موقعها الديبلوماسي لا تستطيع أن تقول إن دولتها ترفض انتخاب رئيس “تيار المرده”؟
يجيب بري بأن واشنطن لا تضع فيتو حيال فرنجيه شأن الرياض. ولا يقول إن المواصفات التي تتوفر في فرنجيه غير متوفرة عند مرشحين آخرين مع إشارته في رد على استفسار إلى أنه لا مشكلة مع قائد الجيش العماد جوزف عون لكنه يعتقد أن ثمة صعوبات تعترض طريقه لتعديل الدستور وضرورة توفر 86 نائباً لتحقيق هذا الامر. ولا يزال يتساءل عن الاسباب التي دفعت أفرقاء الى عدم تلبية دعوته للمشاركة في طاولة الحوار التي كان قد دعا إليها قبل إعلان تأييده فرنجيه. ولا يعترض على الاتصالات التي يقوم بها نائب رئيس المجلس الياس بوصعب ولا على المساعي التي يقوم بها النائب غسان سكاف حيث يضعها كلها في خانة المحاولات على أساس أنه كان من الأسلم جلوس رؤساء الكتل الى طاولة واحدة ودخولها في حوار حيال الاستحقاق الرئاسي قبل أشهر والتعويض عن خسارة كل هذا الوقت حيث إن البعض لا يريد حصول الانتخابات الرئاسية حيث يعتقد هؤلاء أن بقاء البلد على هذه المشهدية يصب في حسابات مصالحهم الخاصة.
من جهة أخرى يتوقف رئيس المجلس عند جهات لبنانية لا ترى أو بالأحرى لا تعترف بكل هذه التغييرات والتطورات السياسية والديبلوماسية على مستوى العلاقات بين دول الإقليم، ولا سيما بعد الاتفاق السعودي-الإيراني والتقارب العربي حيال سوريا التي استعادت مقعدها في جامعة الدول العربية. ويرى بري أن الذين لا يقرؤون كل هذه الوقائع هم على غرار الذين يقولون “إن الأرنب يأكل الثلج وإن الدليل عندهم أن لونها أبيض”.
Views: 13