وأعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة أن أعداد القتلى في جباليا غير ثابتة، أكثر من ٤٠٠ بين قتيل وجريح بحسب وزارة الصحة الفلسطينية غالبيتهم من النساء والأطفال حصيلة قصف بـ ٦ أطنانٍ من القنابل التي أطلقها الجيش الإسرائيلي على مخيم جباليا الذي يبلغ عدد سكانه ١١٦ ألف نسمة، في أقل من ساعة، أما الدمار الشامل فقد طال حيّاً بأكمله.
يعتبر مخيم جباليا أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في القطاع، يقع شمال شرق مدينة غزة على مساحة ١.٤ كيلومتر مربع، أنشأته وكالة “الأونروا” عام ١٩٤٨، وسكنه حينها ٣٥ ألف فلسطيني ممن هجّروا من مدنهم وقراهم جنوب فلسطين مثل اللد والرملة، ويافا وبئر السبع. ومع مرور السنوات ازداد عدد سكانه واتخذت بيوته نمطاً متلاصقاً وطوابق إضافية بسبب صغر مساحته. وهي ليست المرة الأولى التي تدمر فيه الغارات الاسرائيلية أحياء المخيم، ففي ثالث أيام هذه الحرب، استهدف القصف منطقة سوق ترنس ما أوقع عشرات الضحايا معظمهم من الأطفال.
انطلقت من جباليا الانتفاضة الفلسطينية الأولى “انتفاضة الحجارة” في أواخر العام ١٩٨٧, ويُعد المخيم من أقرب المخيمات إلى معبر “إيريز” المنفذ الوحيد لسكان غزة إلى اسرائيل، كما اشتهر بأنه أحد مراكز المقاومة الفلسطينية حيث أُطلقت منه مراراً صواريخ باتجاه المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
وقامت إسرائيل بترحيل ما يقرب من 975 عائلة من سكان المخيم عام 1970، إلى مشروع بيت لاهيا والنزلة المتاخم لحدود المخيم؛ وفي العام 1971 عملت على هدم وإزالة ما يزيد عن 3600 غرفة تسكنها 1173 عائلة، أصبحت من دون مأوى؛ بدعوى توسيع طرق المخيم؛ لتسمح بدخول سياراتها العسكرية بسهولة لتعقب عناصر المقاومة.
وتشرف وكالة “الأونروا” بالتنسيق مع السلطة الوطنية على مختلف الخدمات الغوثية والاجتماعية المقدمة لسكان المخيم، الذين تسبب الحصار على غزة بجعل حياتهم أكثر صعوبة فيه. وارتفعت معدلات البطالة بصورة كبيرة وقليل من العائلات تستطيع إعالة نفسها. وعلى مدار السنين، أصبحت نسبة كبيرة من السكان، تعتمد على المساعدات الغذائية والنقدية التي تقدمها “الأونروا” لتغطية احتياجات الغذاء الأساسية. وتشكل النظافة الأساسية أيضاً مصدر قلق كبير في المخيم، حيث 90% من المياه غير صالحة للاستهلاك البشري.
مجازر سابقة في مخيم جباليا
تعرّض المخيم لعدد من المجازر وعمليات القصف أبرزها عام 2002، حيث ألقت طائرة حربية إسرائيلية قنبلة تزن أكثر من طن على منزل مؤسس “كتائب القسام” صلاح شحادة الذي كان يعتبر من أهم الشخصيات في تاريخ النضال المسلح للشعب الفلسطيني، بعدما كان متوارياً عن الأنظار عقب خروجه من السجون الاسرائيلية عام 2000. وأدى القصف إلى مقتله مع 18 شخصاً بينهم زوجته وثلاثة من أطفاله، ومرافقه القيادي في “كتائب القسام” زاهر نصار.
وفي العام 2004، كانت مجزرة “عملية أيام الندم”، التي اعتبرت إسرائيل أن الهدف منها محاولة منع إطلاق الصواريخ من شمال القطاع على مستوطنة “سديروت” الاسرائيلية. استمر القصف ١٧ يوماً وأدى إلى مصرع أكثر من 100 فلسطيني، وتشريد أكثر من 600 آخرين، بالاضافة إلى خسائر مادية تجاوزت الـ 3 ملايين دولار بحسب تقرير “الأونروا”.
وفي العام 2005، استهدفت إسرائيل عرضاً عسكرياً نظّمته “حماس” في مخيم جباليا بـ4 صواريخ، ما أسفر عن مقتل 19 شخصاً على الأقل، وإصابة نحو 80 آخرين.
واغتالت اسرائيل عام 2009 القيادي البارز في حركة “حماس” نزار ريان، وهو عالم في علم الحديث الشريف، وعضو المكتب السياسي للحركة، في غارة جوية على منزله أدت الى استشهاده مع زوجاته الأربع وأحد عشر من أبنائه، الذين تتراوح أعمارهم ما بين العامين والاثني عشر عاماً.
وقصفت إسرائيل عام 2014 مدرسة تابعة لـ “الأونروا” ما أودى بحياة 16 شخصاً
Views: 31