راما دياب – دمشق.
بدأت كظاهرة وتحولت لمهنة تجارية مريحة ومربحة في الآونة الأخيرة….
التسول إحدى الآفات التي تواجدت منذ القدم وزاد انتشارها مؤخرا بعد الحرب الظالمة التي تعرض لها بلدنا بأساليب وأشكال جديدة تندرج تحت مسمى الاستعطاف وكسب الناس بطرق عديدة لها وقعها على قلوبهم ابتداء من طريقة القصاصات الورقية واللافتات التي يكتب عليها (مريض سرطان بحاجة لدواء وعلاج، متضرر زلزال فقد بيته، متضرر حرب فقد أمواله انتهاء لأشكال جديدة للتسول والطلب كمن يطلب مبالغ محددة باستعمال دعوات وألفاظ مشجعة.
فلا يكاد يخلو حي أو شارع من ثلاثة لأربعة متسولين على الأقل يوزعون على المناطق بإشراف منظمين وأشخاص مسؤولين عن هؤلاء المتسولين حيث يتقاضون نسب محددة مما يجمعه هؤلاء المتسولون.
فلا تقتصر هذه الظاهرة على جنس وفئة عمرية معينة، إذ يمارسها الكبير والصغير من كلا الجنسين كما أنها “عادة مكتسبة يكتسبها الفرد من محيطه الاجتماعي (من أهل وأصدقاء) حسب ما أفادتنا به الأخصائية الاجتماعية شيرين خليل درويش”، والبعض يطلب حسب المتفق عليه مع الجهة المسؤولة عنه.
ولكن الجديد بالأمر بأن هذه الظاهرة لم تعد مقتصرة على المحتاج للمال فحسب نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية التي شهدتها البلاد وإنما أصبحت تزاول كمهنة في ظل عدم توافر فرص عمل لهؤلاء الأفراد ولعدم ملاحقتهم قانونيا من قبل الجهات المختصة المعنية بمكافحة هذه الظاهرة.
وبرأي الأخصائية “درويش” “بأن التسول ظاهرة اجتماعية مسيئة وتعرض صاحبها للإهانة والذل، كما أن بعض الأهالي هم من يدفعون أولادهم لامتهان هذه الظاهرة لسهولة كسب وجمع المال وتعتبر هذه الطريقة من أسوأ حالات التسول لأنها تعود الأطفال على كسب المال دون تعب وقبول الإهانة”.
وتضيف الأخصائية الاجتماعية “بأن الحل البديل للتسول والحد من انتشار هذه الظاهرة أن يكون هناك تعاون بين الغني والفقير وتوفير فرص عمل حسب الأولوية للفئات غير القادرة على تأمين مستوى معيشي كريم بالتعاون مع جمعيات مختصة بتقديم المعونات ودعم الفقير بشكل مدروس.
وتؤكد الأخصائية “على أهمية تقديم النصيحة للمتسول مع عدم تعريضه للإهانة والنهر.
ومع هذا الانتشار الواسع لهذه الظاهرة لم يعد الفرد قادر على التمييز بين المتسول المحتاج والذي يمتهنها كمهنة تجارية.
Views: 29