راما دياب- دمشق
تعد الألعاب الإلكترونية جزءا من التطور التكنولوجي الحديث الذي أتاحته شبكات الإنترنيت والثقافة الجديدة التي جاءت بها ثورة المعلوماتية والثورة الرقمية
حتى أصبحت هذه الألعاب جزءا لا يتجزأ من حياة الأطفال والمراهقين في عصرنا الحالي إذ تقدم تجربة ترفيهية تساعد الطفل في تنمية مهاراته المختلفة وتنمية التفكير والإبداع ومهارات الذكاء من خلال بعض الألعاب التفاعلية التي يتم طرحها على شبكات الإنترنيت والأجهزة الذكية.
تعرف الألعاب الإلكترونية بأنها ألعاب رقمية وأنشطة تستخدم الإلكترونيات لابتكار نظام تفاعلي يمكن اللاعب من اللعب من خلاله باستخدام أي جهاز إلكتروني متخصص كأجهزة الهواتف المحمولة وأجهزة التلفاز، كما يمكن تشغيل هذه الألعاب عبر الشبكات التي تعتمد على وجود خوادم خاصة والتي يمكن الوصول إليها من خلال شبكات الإنترنيت حيث تسمح تلك الخوادم للمستخدمين بممارسة اللعب وحدهم أو مع أشخاص آخرين.
تاريخ صناعة الألعاب الإلكترونية:
بدأت صناعة الألعاب الإلكترونية في نهايات القرن العشرين عام 1981 حتى انتشرت بسرعة هائلة في العالم وأصبحت تشغل حيزا من حياة الطفل والمراهق اليومية.
فعلى الرغم من أهمية الألعاب الإلكترونية ودورها الإيجابي في تحسين مهارات الفرد الإبداعية والتفكير النقدي والمهارات الإدراكية وتنمية مهارات التواصل مع الآخرين ومساعدة الطفل والمراهق على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصحيحة يبقى الجدل مستمر بين العلماء والأخصائيين حول تأثيرات الألعاب الإلكترونية بين إيجابية وسلبية.
وبرأي الدكتورة منال الشيخ الأخصائية في الإرشاد النفسي في حوار لصحيفة البلاد “إن الألعاب الإلكترونية تشكل مخزون معرفي يرتبط بفهم الطفل وتفكيره، إذ تعتبر هذه الألعاب رياضة فكرية حركية تساعد الطفل على النمو الذكائي كما تعتبر أداة من أدوات تعلم التفكير، تشجع الطفل والمراهق على نمو المنطق واكتساب المهارات المعرفية بطريقة ممتعة فلم تعد مجرد ألعاب تتحرك بين أيديهم بل أصبح الأطفال والمراهقين متأثرين ومرتبطين بها كثيرا.
وتضيف “الشيخ” بأنه أثناء ممارسة اللعب تحدث عملية تفاعلية بين الطفل وألعابه المفضلة تحصل نتيجة إيقاع الحركة السريعة واللون والصوت والمؤثرات الأخرى الأمر الذي يزيد من تعلقه بها إلى درجة الإدمان وهنا تبدأ الألعاب الإلكترونية بترك بصمات واضحة على ملامح شخصية الطفل والمراهق حتى يفقد إحساسه بالوقت ويبتعد عن أهله ويضحي بساعات نومه وأكله ويمتنع عن دراسته”.
وأما عن التأثيرات السلبية للألعاب الإلكترونية التي تولد لدى الطفل والمراهق مشاعر سلبية مرضية تمنعه من التركيز فقد ذكرت الدكتورة منال الشيخ “بأن الألعاب الإلكترونية تجعل الطفل عدواني وانطوائي وتثير انفعالاته العصبية وتغير سلوكه ومبادئه التربوية والأخلاقية”.
وتؤكد “الشيخ بأن الألعاب الإلكترونية “قد نالت اهتمام المستخدمين والباحثين الذين ينظرون إليها بطريقة جدية لربطها بمتغيرات أخرى”.
فالألعاب الإلكترونية برأي الدكتورة منال “ليست مجرد تسلية بل أنها وسيلة إعلامية تتضمن رسائل مشّفرة ومرّمزة يهدف المرسل من خلالها إلى تحقيق أهداف وغايات متنوعة منها ما هو ثقافي ومنها ما هو سياسي وديني”.
ومن الجدير بالذكر: أن بعض الألعاب الإلكترونية تؤدي بوصول بعض الأطفال والمراهقين أحيانا إلى الانتحار بسبب الضغط النفسي الشديد الذي تلحقه بالطفل والمراهق مما يستدعي في بعض الحالات مراجعة الطبيب النفسي.
Views: 35