تحت العنوان أعلاه، كتبت صحيفة “أوراسيا ديلي” حول أفول زمن التفوق الأميركي في التكنولوجيات العسكرية العالية، وكون القدرة على الابتكار باتت متاحة أمام الجميع.
وجاء في المقال: لسنوات عديدة، اعتمد الغرب على التفوق في الجودة وليس في كمية المعدات العسكرية. حدد هذا المبدأ توازن القوى العالمي. فمنذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، اتبعت الولايات المتحدة وحلفاؤها “استراتيجية التعادل” فيما يتعلق بالاتحاد السوفيتي. وفقا لهذه الاستراتيجية، تمت معادلة تفوق الكتلة الشرقية عدديا، من خلال أجهزة استشعار عن بعد، وأسلحة عالية الدقة وأنظمة توجيه أكثر تطوراً. الآن، كل شيء يتغير، وفقا لكاتب العمود، مايكل هاس، في صحيفة Neue Züricher Zeitung السويسرية.
رأت الولايات المتحدة وحلفاؤها أن المنظومات الحربية عالية التقنية يمكن أن تشل العدو سريعا من دون تكبد خسائر كبيرة. كدليل، استشهد الأميركيون بحرب الخليج 1991، فعندها لم يستطع الجيش العراقي، المسلح وفقًا للنموذج السوفيتي، الصمود أمام التحالف الذي قادته الولايات المتحدة.
وكما لاحظ هاس، فتفوق القوات الأميركية وحلفائها تكنولوجيا منذ ذلك الحين لم يعد قابلا للجدل. ومع ذلك، ففي رأي الصحفي السويسري، في السنوات العشر القادمة، ينبغي أن يكون الغرب مستعدا لفقدان محتمل للصدارة التكنولوجية: فلدى الصين مقدمات لتكون على مستوى الغرب في مجالات مهمة.
إذا
فقدت الولايات المتحدة موقعها القيادي، فإن عواقب بعيدة المدى تنتظر
النظام العالمي بأسره. والسبب وراء فقدان القيادة لا يكمن في أن المنافسين
سوف يقومون بنسخ التكنولوجيا، إنما في تغيير حافز الابتكار، ما أتاح تحدي
الغرب، كما جاء في الصحيفة السويسرية. يعتمد الجيل الحالي من التكنولوجيا
العسكرية على ابتكارات سلمية من شركات تكنولوجية خاصة. كما يتم نشر المعرفة
النظرية اللازمة على نطاق واسع، ويجري تدريسها في الجامعات ونشرها في
المجلات. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الطرق القانونية لاكتساب
المعرفة العملية، عن طريق شرائها أو الحصول على ترخيص أو استحواذ شركات أو
إنشاء مشاريع مشتركة معها.
تلاحظ الصحيفة أن سرقة الملكية الفكرية، في
عصر نقل التكنولوجيا على مستوى العالم، ليست الطريقة الوحيدة للاقتراب من
الريادة التكنولوجية. وهكذا، يجري اكتساب مهارة استخدام التكنولوجيات
الجديدة بشكل متزايد، ما يخلق عند مستخدميها أرضية لتحديثها.
المثال الأكثر وضوحا هنا هو الصين. والهند وماليزيا وفيتنام والبرازيل يمكن أن تتبع المسار نفسه. ويلاحظ هاس أن روسيا تعمل على تطوير بيئة ابتكارية
Views: 8