تشكل البطالة في ظل ارتفاع عدد الخريجين الأكاديميين أزمة حقيقية تعوق عجلة التنمية البشرية في المجتمعات، هذه المشكلة تمس الشباب الذي يتطلع لتولي حصته في بناء المجتمع بعد أن اجتهد لسنوات في سبيل نيل شهادة أكاديمية تؤهله لذلك تأتي هذه الأزمة في الوقت الذي تحلق فيه أسعار العقارات ومواد البناء، وتشح فيه القروض السكنية المقدمة ، فهل يشكل اللجوء إلى المشاريع الاستثمارية و الإجراءات والاستراتيجيات المتبعة في مجال عمل الشباب مخرجا من هذه الأزمة . منير محسن ـ طالب دراسات اقتصاد : برر عزوف الشباب عن إقامة مشروعاتهم الخاصة بسبب غياب الجهات الممولة لهذه المشروعات، في حين أن الشباب يقدم على أفكار جديدة وخلاقة في مجال إدارة الأعمال لكنها تذهب في مهب الريح بسبب غياب الجهة الداعمة والممولة لها ، واستبعد منير من جانب آخر إمكانية تكوين الشباب لأسرة في ظل المنافسة الشديدة التي تشهدها الوظائف في ظل رواتب محدودة، وأضاف أن الشباب يفكر في الوقت الراهن في تطوير نفسه ومواصلة دراساته العليا ليتسنى له العيش بكرامة وأيد علي بركات طالب محاسبة ما ذهب إليه منير مضيفا: أرى مستقبلا مظلما في ظل فرص وظيفية محدودة فالشباب يضطر لأن يعمل في وظائف لا تتناسب مع مؤهلاته فقط ليتسنى له العيش.وعزا ارتفاع نسب البطالة لازدياد عدد الخريجين في ظل وظائف محدودة، واشتكى في هذا الصدد من قلة التوعية في هذا الجانب إذ غالبا ما يتدافع الشباب على تخصصات بحد ذاتها مما يشكل أزمة وظيفية.وقال إن الضوابط التي تضعها الجهات الممولة مبالغ فيها لهذا لا يتمكن الشباب من اللجوء لجهة تدعم مشروعاته الخاصة.وعن المستقبل الأسري في هذا الجانب ، وتابع قائلاً . لا يمكن للشباب في ظل الوضع الحالي أن يستقل في بيت خاص فأسعار الأراضي ومواد البناء ترتفع بشكل واضح، وكل هذا يعود لصعوبة الحصول على القروض السكنية في ظل الشروط الحالية المطلوبة لإعطاء هذا النوع من القروض خاصة من جهة الفوائد المرتفعة لها في حين ترى رنا إبراهيم ـ طالبة دراسات عليا ـ آداب أن الوظائف باتت حسب الحظ ولم يعد التفوق هو الفيصل ، وأضافت أن الشباب لا يملك الدافع والثقة بالنفس لإقامة مشروعاته الخاصة وربما هذا يعود لغياب الجهة الداعمة والممولة، في حين أنه يجب أن تقدم جميع التسهيلات للمشروعات الصغيرة من اجل أن تنمو المنافسة في ظل بيئة استثمارية أما باسل فقد تكلم بطريقة المتشائم قائلا: لا يمكن للشباب أن يحقق ذاته في ظل هذه الظروف فأسعار الأراضي خيالية.. مصارف تفرض فوائد عالية… ورواتب قليلة… واحتكار لغالبية الاستثمارات وقلة في فرص التوظيف كما أبدى ماهر وهو عامل في احد الفنادق ضيقه من تدني مستوى الرواتب التي لا تحقق ولا حتى جزءاً من أحلام الشباب، وأشار إلى أن معظم المشروعات الاستثمارية لا تستقطب إلا اليسير من أعداد الشباب العاطل عن العمل، كما يرى أن معظم المشروعات السكنية الحديثة لم تشيد من اجل المواطن العادي بل شيدت لمن يملكون المال الوفير ، فالشباب لايستطيعون شراء بيت من هذه البيوت الباهظة الثمن ويبقى أمل جميع الشباب في الحصول على عيشة كريمة بتوفر فرص العمل اللائق والسكن الآمن، فالمستقبل ينتظرهم فإما أن يكون مرضيا وإما أن يكون مريرا، ويتحدد ذلك برسم الاستراتيجيات التي من شأنها حل جميع الأزمات والمشكلات المتعلقة بسوق العمل.
محمد عواد الرفاعي
Views: 11