تعاني الأسر المهجرة التي عادت إلى مدينة حرستا في ريف دمشق بعد أن حررت من الإرهاب نقصاً كبيراً في الخدمات الأساسية التي دمرها الإرهاب، علماً بأن الأسر العائدة باشرت أعمال التأهيل -ما أمكنها- في منازلها المدمرة وعلى نففتها الخاصة هرباً من ارتفاع أسعار إيجارات المنازل التي أرهقت كاهلهم وأملاً في تحرك المعنيين والبدء في إعادة الخدمات الأساسية كما كانت قبل الحرب.
«تشرين» زارت المدينة المحررة والتقت رئيس بلديتها عدنان الوزة الذي قال: إن عدد المواطنين العائدين إلى المدينة يقدر بنحو 40 ألف مواطن، وإن المدينة بحاجة في الدرجة الأولى إلى ترحيل الأنقاض الموجودة في الشوارع التي تزداد بشكل كبير وتتراكم ولاسيماً بعد أن بدأ الأهالي بالعودة وتأهيل منازلهم وترحيل ما في داخلها من أنقاض، مشيراً إلى أن إحدى المنظمات قامت بترحيل 90 ألف متر مكعب من الأنقاض، إضافة لذلك فقد تمت إزالة ما يقارب 75 ألف متر مكعب عن طريق مؤسسة الطرق والجسور على مرحلتين، علماً بأنه تمت مخاطبة محافظة ريف دمشق بعدة كتب لإزالة ما تبقى من الأنقاض التي تقدر بحوالي 70 ألف متر مكعب.
وأضاف الوزة: نحن ننتظر إزالة الأنقاض حتى نتمكن من المباشرة بأعمال إصلاح خطوط الصرف الصحي والبنى التحتية الأخرى المدمرة، كما أننا نعاني نقصاً كبيراً في عمال النظافة ولا يوجد إلا مكب واحد مخصص لرمي النفايات، ولفت الوزة إلى أن المخبز الآلي الوحيد في المدينة معطل ويتم تأمين الخبز عن طريق مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك التي منحت أشخاصاً ذوي إعاقة موافقات لتوزيع المادة للأهالي كخطوة لتأمين فرصة عمل لهم، موضحاً أنه في فترة سابقة كان هناك مخبز متنقل يخدم الأهالي، ولكن عند دخول منظمة الهلال الأحمر التي عملت على تقديم الخبز مجاناً، حينها أحجم عدد كبير من الأهالي عن شراء الخبز وأصبحوا يحصلون عليه مجاناً وتالياً انتقل المخبز المتنقل إلى منطقة أخرى أكثر ازدحاماً، مع العلم بأن هناك مخبزين خاصين في المدينة، ولكن لم يعودا للخدمة بعد.
وفيما يخص وضع الكهرباء ذكر الوزة أنه قبل الأزمة كان يخدم المدينة 167 مركز تحويل بقي منها 11 مركزاً، وتالياً نحن بحاجة لمراكز كهرباء جديدة لكون العدد الموجود لا يقدم الخدمة الكافية للمواطنين العائدين وقد تم التواصل مع المعنيين في وزارة الكهرباء من أجل إصلاح وتأهيل عدد من مراكز التحويل.
وقال الوزة: لدينا 9 مدارس جاهزة مؤمنة بالمقاعد وما تحتاجه العملية التدريسية، وبالرغم من كل ذلك، فإن المدينة لا تزال بحاجة إلى تأهيل مدارس أخرى تكون قريبة من سكن بعض الطلاب الذين يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مدرسة، فالمواصلات غير مؤمنة بالشكل المطلوب. وفيما يخص النقل والمواصلات فقد عاد ما يقارب 50 سرفيساً للعمل.
بدوره المهندس فضل الدين مهنا -مدير الشؤون الفنية في الشركة العامة للمخابز أكد أن هناك مراسلات مع لجنة إعادة الأعمار من أجل تخصيص الاعتماد حتى نتمكن من إعادة تأهيل مخبز مدينة حرستا.
وفيما يخص حاجة الأهالي لفرن متنقل أوضح مهنا أنه يمكن إرسال كتاب عن طريق المحافظة من أجل تأمين الفرن لتأمين حاجة الأهالي مع العلم أن فرع الريف يتابع الموضوع من خلال الأكشاك و المعتمدين.
من جهته المهندس خلدون حدى -مدير شركة كهرباء ريف دمشق قال: عندما يتم توافر اعتماد إعادة الأعمار سوف تعود مراكز تحويل الكهرباء إلى عملها، مبيناً أن خسائر قطاع الكهرباء في الغوطة نتيجة الاعتداءات الإرهابية تقدر بحوالي 257 مليار ليرة، مشيراً الى أن ورشات الكهرباء تعمل على تنفيذ عدد من الأعمال لتحسين واقع التغذية في مدينة حرستا ضمن الإمكانات المخصصة للشركة.
Views: 12