منذ بدء عهد الرئيس العماد ميشال عون، تشكَّلت حكومتان برئاسة الرئيس سعد الحريري: الأولى قال عنها الرئيس عون: “هذه ليست حكومة العهد الأولى” لأنها انبثقت من قانون انتخابي لم يكن الرئيس عون مقتنعًا به.
والثانية جاءت بعد انتخابات نيابية كانت الأولى في العهد.
الجامع المشترك بين الحكومتين هو الأفكار المشتركة في البيانين الوزاريين للحكومتين، ومَن يعود إلى هذين البيانين يجد أن فيهما “أفكارًا إقتصادية” لو طُبِّقت لَما وصلنا إلى هنا.
ما هي مناسبة هذا الكلام؟
المناسبة أن الحكومة عكفت على وضع ورقة إصلاح إقتصادية لامتصاص نقمة الشارع وإخراج “شعب الإنتفاضة” من الأرض.
ولكن مهلًا، لماذا لم تتفتَّقْ عبقريتكُم الإقتصادية قبل ثلاث سنوات، تاريخ البيان الوزاري الأول، وقبل سنة، تاريخ البيان الوزاري الثاني؟
“بٌعتُم الناس حكي” ولكن حين جاء أوان السَداد بدأ الشعب بالمحاسبة.
هل في اعتقادكم ان المشكلة هي في النقص في الأوراق الإصلاحية؟
بالتأكيد لا، الناس حفظوا عن ظهر قلب كل وعودكم:
كم من المرات تحدثتم عن تخفيض معاشات الوزراء والنواب؟
ماذا كانت النتيجة؟ لا شيء.
كم من المرات تحدثتم عن خفض آلاف الموظفين في القطاع العام؟
ماذا كانت النتيجة؟ المزيد من التوظيف.
كم من المرات تحدثتم عن خفض فاتورة المحروقات للكهرباء من خلال الاستيراد من دولة الى دولة؟
ماذا كانت النتيجة؟ استمرار “كارتيل استيراد المحروقات” في مراكمة ارباحهم.
كم من المرات تحدثتم عن ضبط معابر التهريب، برًا ومرفاً ومطارًا؟
ماذا كانت النتيجة؟ البضاعة المهرَّبة تملأ الأسواق.
كم مرة تحدثتم عن وقف احتكار استيراد الأدوية لخفض فاتورة الدواء على المواطن؟
ماذا كانت النتيجة؟ الوكلاء الحصريون ما زالوا حصريين ويحتكرون الإستيراد.
كم مرة تحدثتم عن إلغاء المديريات والمصالح والمؤسسات التي لا تعمل لأنه لم يعد لها أي جدوى، وعددها بالعشرات؟
ماذا كانت النتيجة؟ لم تُلغَ أي مديرية أو مصلحة أو مؤسسة.
كم مرة تحدثتم عن التلزيمات بالمناقصات؟
ماذا كانت النتيجة؟ تلزيمات التراضي “على مد عينك والنظر”.
***
من فضلكم أيها الناس الطيبون لا تعطوا صورة مغايرة بالاراكيل والرقص وشرب المحرمات وإذا أمكن عدم إستعمال الالفاظ النابية هذا ليس من شيمكم واخلاقكم وإن كنا نئن جوعاً وقهراً.
***
وبأقل من 72 ساعة هبطت النخوة من السلطة التنفيذية وحدثت “المعجزة الورقية” مع إطراء رئيس الحكومة للانتفاضة الشعبية المحقة.
بند واحد على سبيل المثال يستحق الذكر هو صرف 35 مليار دولار منذ عقود على الكهرباء وبسحرٍ ساحر وببنود الورقة الإصلاحية، وبشهر واحد ننعم 24/24 بالنور.
ومن كثافة هطول الاصلاحات والتغييرات “بضربة واحدة”.
شعبُ لبنانَ الأصيلِ الذكي عديمُ الثقةِ بأهل السلطة.
حمى اللهُ وطنَنَا، وأبقى الوحدةَ بين أبناءِ الشعب الواحد.
نجّنا يا ربُّ من تأخيرِ سنوات للمبادرة إلى نبذ الهدر والفساد والفاسدين
Views: 3