في مثل هذا اليوم من كل عام يرحل عام ويطلُّ عام ، ونحن على مقربة من شروق شمس العام الجديد مبشراً بفجرٍ جديدٍ يتسامى في ربوع بلادنا يملأ قلوبنا أملاًٌ ،و يزفُّ لنا تباشير غدٍ مشرق ، ورغم ان جراحنا مازالت تنزف وعيوننا مازالت تدمع ، يلوح في الافق أمل واعدُ فيضمِّدُ بعضَ هذه الجراح ويخفف من فداحةالخسائر التي طالت كل بيت من بيوتنا بشكل او بآخر ، وفي غمرة هذه المشاعر فإنني اعتقد جازماً بأنه لا مناص أمامنا إلاّ ان نقسوا على أنفسنا وان نتمرد على ذاتنا ونبدِّل الكراهية لبعضناالى محبة ومودة ، والشعور بالثأر الى المسامحة والتسامح ، والأنانية الى إيثار وكرم وعطاء ، لأنَّ التحديات التي تواجهنا كأمة ووطن هي اكبر مما يعتقد ويتصور البعض ، وانَّ إلقاء المسؤولية على الغير ليس إِلَّا هروبباًوتنصلاً من المشاركة في حملها،. – كما انَّ مشاعر الحقد والاخذ بالثأر لن يزيدنا إلاّ بعدد الأيتام والأرامل والثكالى وعدد طوابير المهاجرين من خيرة شباب الوطن في الوقت الذي نحن والوطن احوج ما نكون لكل واحد منهم. – وإنَّ الأعداد الهائلة لمخلفات الحرب المجنونة من مئات آلاف الطلبةٍ الذين فقدوا مدارسهم وعشرات الآلاف من ضحايا تجار الحروب والمخدرات وعصابات الدعارة والبغاء التي تنخر عرى المجتمع والأمة ،تضع كل واحد منا امام مسؤلية ٍ وطنية ودينيةٍ وأخلاقيةٍ للمشاركة في العلاج وتناول الدواء. وأرجو الا أُفهم بأني أُنظِّر ُ على احد أو ألقي درساً ، إنما رسالتي هذه هي مجرد نداء استغاثة في وقت قل فيه المغيثون وصرخة ألمٍ في عالمٍ كثُرَ فيه القساة والطغاة ، علَّها تجد من يسمع الألم قبل ان نصل الى الوقت الذي لاينفعنا فيه الندم. -انَّ الاكتفاء بترديد الدعاء وراء حضرة الإمام وسماحة اصحاب العمائم بكل الوانها بأن ينصرنا الله ويفرِّج عن البلاد والعباد هو ضرب من الخيال والجنون ،وأضغاث احلام لن تتحقق اذا لم تتصافح أيدينا ، وتتحابب قلوبنا وتتسامح ، رغم أهمية الدعاء وضرورته . وفِي الختام و نحن على عتبة باب العام الجديد و سوريةَ تفرشُ الارض نصراً والسماء مجداً ،ومن اعماق قلبي أتمنى لكل من يسكن في بلاد العرب وغيرها عاماً مليئاً بالسعادة ورغد العيش ومفعماً بالمحبة والمودة ، عاماً يعمُّ فيه السلام والأمن والأمان في كل مكان ، وأرجو الله ان يمنَّ علينا بسمان السنين بعد العجاف، وان يرزقنا بسنابل خضرٍ ملأى بالرزق اًًلوفير والخير الكثير والمطر الغدير وكل عام وبيوتكم عامرةٌ بالحبِّ والسعادة.
Views: 7