منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قبل 4 أعوام وعلاقات بلاده مع الصين في شد وجذب إلا أن ذروة التوتر بين بكين وواشنطن وقعت عقب سيطرة جائحة فيروس كورونا المستجد على العالم قبل 3 أشهر مما دفع الكثيرين إلى توقع حرب باردة بين الصين وأميركا. وفي حال استمرار التوتر بين البلدين في الفترة المقبلة فهناك خمس مجالات رئيسية، التي تعد محل خلاف بين الدولتين بحسب تقرير لوكالة Bloomberg الأميركية، وهي:
التجارة
كان من المفترض أن يكون توقيع اتفاقية للعلاقات التجارية والاقتصادية في يناير/كانون الثاني الماضي بمثابة بداية جديدة للعلاقات بين الدولتين، خاصةً بعد أن صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب حينها قائلاً “إن علاقاتنا بالصين صارت في أفضل حالاتها على الإطلاق”. وتطبيقاً لبنود الاتفاقية، رفعت الصين القيود المفروضة على عدد متنوع من الصادرات الزراعية الأميركية، بما في ذلك الأبقار والدجاج، وواصلت فتح قطاعها المالي أمام الشركات الأميركية، ونشرت إرشادات تتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية.
وكانت النقطة الرئيسية في الاتفاقية هي وعود الصين بشراء المزيد من الخدمات والسلع الأميركية، لكن حتى قبل انتشار جائحة فيروس كورونا، كان المحللون يشككون في مدى واقعية هذه الأهداف. وحالياً، بعد تراجع الطلب الصيني وانخفاض حجم التصنيع والنقل الأميركي بسبب الفيروس -وتهاوي أسعار النفط والسلع الأخرى- تبدو هذه الوعود بعيدة المنال أكثر. وتتخلف الصين عن المستوى الذي تحتاج أن تصل إليه كي تحقق أهداف عام 2020.
وقال كيفين هاسيت، وهو مساعدٌ لترامب، لشبكة CNBC الأميركية، إنه بينما بدت الصين ملتزمة بالاتفاقية التجارية قبل انتشار الفيروس، تسببت الجائحة في إعادة علاقاتها بالولايات المتحدة إلى سابق عهدها، و”ارتفاع حدة التوتر مع الصين حالياً”. وتابع: “إذا تفاقم هذا التوتر، قد يؤدي الفشل في تحقيق بنود الاتفاقية إلى انهيارها”.
تايوان وهونغ كونغ
احتدم الخلاف طويل الأمد بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان خلال الأسابيع الأخيرة. ونشب الخلاف بين الجانبين بشأن ما إذا كانت تايوان تستطيع حضور اجتماع منظمة الصحة العالمية الأخير، كما وجهت الصين لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو انتقادات لإصداره بياناً يهنئ فيه رئيسة تايوان تساي إنغ ون لفوزها بفترة ولاية ثانية -مخالفاً بهذا الممارسات الأميركية السابقة. واستنكرت وزارة الدفاع الصينية تصرف بومبيو خلال الأسبوع الجاري واصفةً إياه “بأنه خطأ وخطير للغاية” وقالت إن الجيش “سيتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية سيادة الصين بحزم”. وتوعدت الخارجية الصينية بالرد، بشكلٍ منفصل. وتعتبر الصين الجزيرة، التي تخضع لنظام حكم ديمقراطي، إقليماً تابعاً لها.
في الوقت ذاته، حذر المشرعون المعارضون في هونغ كونغ من أن مكانة المدينة كمركز مالي دولي معرضة للخطر بعد أن أعلنت الصين عن خطط جوهرية للسيطرة على المعارضة عن طريق صياغة قانون جديد للأمن القومي ضمن الميثاق المنظم لحقوق المدينة. وأكد مجلس الشعب الصيني وجود خطط لتمرير قانون، يؤسس “آلية لإنفاذ القانون لضمان الأمن القومي” في هونغ كونغ دون توفير أية تفاصيل عن هذه الخطط.
وفي بداية الشهر الجاري، مايو/أيار، أخّر بومبيو إصدار تقرير مرتقب عن الحكم الذاتي في هونغ كونغ، الذي شكل أساساً للامتيازات التجارية الخاصة، التي ساعدت لوقتٍ طويل في تعزيز مكانة المدينة كمركز مالي رائد. وتستعد المدينة لصيفٍ آخر من الاضطرابات المحتملة وسط ارتفاع الاحتجاجات المعارضة لتزايد النفوذ الصيني بها.
التكنولوجيا
على مدار السنوات القليلة الماضية، فرضت الإدارة الأميركية عقوبات متكررة على شركات التكنولوجيا الصينية مثل شركتي هواوي تكنولوجيز، وزد تي إي لخرقها العقوبات الأميركية، ووضعتهم على قائمتها السوداء متهمةً إياهم بتهديد الأمن الأميركي.
وضمن خطواتها الأخيرة، قالت وزارة التجارة الأميركية، يوم الجمعة الماضي 15 مايو/أيار، إنها ستطالب أي شركة أجنبية، مصنعة للشرائح الإلكترونية وتستخدم التكنولوجيا الأميركية، أن تحصل على ترخيص قبل أن تتمكن من بيع منتجاتها للشركات بما في ذلك شركة هواوي، وغيرها من شركات التكنولوجيا الصينية بما فيها، SenseTime Group Ltd وMegvii Technology Ltd.
في المقابل، قالت وزارة التجارية الصينية إن الإجراءات الأميركية تتعارض مع القوانين الجديدة وإنها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن حقوق ومصالح الشركات الصينية. من جانبها، حذرت شركة هواوي من أن القيود الأخيرة سيكون لها أثار “مرعبة على أسعار” المنتجات في قطاع التكنولوجيا العالمي.
فيروس كورونا
تبادلت الدولتان اتهامات لاذعة بشأن كيفية التعامل مع تفشي فيروس كورونا. وكان الهجوم الأخير ممثلاً في توجيه ترامب أصابع الاتهام للرئيس الصيني شي جين بينغ، بعد إرسال خطابٍ يوم الإثنين الماضي، 18 مايو/أيار، لمنظمة الصحة العالمية، التي يتهمها ترامب بأنها مقربة للغاية من الصين.
وكانت تغريدات ترامب ضمن وابل الهجوم الأميركي الأخير، الذي شمل تلميحات بأن الفيروس تسرب من مختبر في وسط مدينة ووهان الصينية. وشن دبلوماسيون ووسائل إعلام صينية حملتهم الخاصة للدفاع ضد المزاعم التي تفيد بأن بكين هي المسؤولة عن جائحة كورونا وأنها ضللت العالم، محاولين إثارة الشكوك بشأن ما إذا كانت الإصابات الأولى للفيروس قد ظهرت في ووهان، وحتى التمليح بأن الجيش الأمريكي هو من نشر الفيروس في المدينة.
العلاقات المالية
حتى بعد أن ضمنت الاتفاقية التجارية للشركات الأمريكية إمكانية الوصول إلى الاقتصاد الصيني بدرجةٍ أكبر، تتطلع الولايات المتحدة إلى زيادة سيطرتها على العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين. وقال مسؤول أميركي لوكالة Reuters في بداية الشهر الجاري إن الولايات المتحدة تكثف جهودها لتقليص اعتماد سلسلة العروض الخاصة بها على الصين.
خلال هذا الأسبوع، وافق مجلس الشيوخ على قانون قد يؤدي إلى شطب الشركات الصينية المدرجة في البورصة الأميركية. وأرجأ برنامج مدخرات تقاعد تابع لموظفين فيدراليين خطةً لضخ استثمارات في أسهم صينية نتيجة لضغوط إدارة ترامب وبعض النواب في الكونغرس.
Views: 5