Smiley face Smiley face Smiley face

الجولان سوري ويبقى سوريا رغم انف نتنياهو


قال رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء، ان الكيان الاسرائيلي المحتل للجولان السوري سيحتفظ به الى الأبد، وذلك في رد على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي امتنع خلالها عن تأييد الاعتراف بـ”سيادة” هذا الكيان اللقيط عليه.الرد الاسرائيلي على بلينكن والذي جاء على لسان نتنياهو يشبه الى حد ما كذبة ساذجة هزيلة اطلقها ترامب وصدقها نتنياهو دون المرور بالشرعية الدولية التي لم تقر باي اعتراف ولو ضمني لنفع الكيان الاسرائيلي في هذا الصدد.

الولايات المتحدة من جانبها لها سياسة ثابتة في ما يخص المنطقة وهي تجانب الصواب الفلسطيني وتميل كفتها الى جانب الاحتلال باعتباره الوجود الفاقد لاي شرعية دولية ومن مهامه رعاية المصالح  الاميركية في المنطقة الحبلى والمتخمة بالبترول الرخيص.

الولايات المتحدة.. أمن “اسرائيل” أولا..

من هنا فان الموقف الاميركي لن يتزحزح يوما لصالح اصحاب الارض الشرعيين ولارضهم المغتصبة بقوة السلاح فلسطين، ويأخذ بالدرجة الاولى رعاية المصالح الاسرائيلية وايضا المصالح الاميركية، وذلك ما المح اليه وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن بقوله في مقابلة تلفزيونية مع شبكة (سي إن إن) الأميركية الإثنين، إن الجولان “مهم جدا لأمن إسرائيل” لكن “المسائل القانونية شيء آخر”، رغم تلاعبه بالالفاظ بزعمه “أن دعم الولايات المتحدة لسيطرة إسرائيل على الجولان ليس ثابتا”.

الى ذلك، قال الخبير الاستراتيجي السوري العميد هيثم حسون: ان “التصريحات الأمريكية المتناقضة تعبر عن مزاج لدى الإدارة الجديدة لتغيير الانطباع العام الذي كان سائدا في مرحلة ترامب والمتمثل في إنهاء أي مسعى سياسي يمكن أن يبدأ من أجل إيجاد حلول لقضايا شائكة وصعبة”، موضحا بان “الموقف الأمريكي من الجولان قد يكون نوعا من الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهذا لا يعني تغيرا في الموقف الأمريكي الداعم لـ”إسرائيل” بشكل مطلق، وإنما يعني العودة لاعتبار القرارات الدولية مرجعية ولكن ضمن حدود ما يؤمن مصالح “إسرائيل”.

الجولان.. نبذة تأريخية

والجولان السوري منطقة جغرافية استراتيجية تطل على شمال الاراضي الفلسطينية المحتلة والمتاخمة ايضا لحدود لبنان والأردن ولطالما طالبت سوريا بعودتها بعد احتلالها من قبل الكيان الاسرائيلي في حرب عام 1967 خلال عدوانها على الدول العربية في الخامس من حزيران عام 1967 وعملت منذ اليوم الأول لاحتلاله على تغيير معالمه الجغرافية والديمغرافية، من خلال تدمير قراه ومزارعه، وإقامة المستوطنات وتشجيع الاستيطان، وتهجير سكانه والتلاعب بآثاره من خلال عمليات التنقيب والحفريات.

كما بسط الاحتلال الاسرائيلي سيطرته الكاملة على مصادر الجولان المائية كافة (التي تمثل 14% من مخزون سوريا المائي قبل 4 حزيران 1967) وقام هذا الكيان اللقيط بزرع الألغام في المناطق الزراعية وحول المناطق المأهولة بالسكان، وحول الكثير من المواقع والقرى إلى مواقع عسكرية.

بعد حرب السادس من تشرين الأول عام 1973 وحرب الاستنزاف التي تلتها، وقعت سوريا وكيان “إسرائيل” على اتفاقية فك الاشتباك عام 1974 والتي تمت بموجبها إعادة مدينة القنيطرة إلى السيادة السورية بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية بعملية تدمير همجية كاملة للمدينة.

الكنيست وقانون ضم الجولان الملغى امميا

في 14 كانون الأول 1981 أقر الكنيست الإسرائيلي ما يسمى بـ “قانون الجولان” وهو قرار ضم الجولان حيث تم بموجبه “فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على الجولان”، غير ان مجلس الأمن الدولي رد بسرعة على الخطوة الإسرائيلية عندما اتخذ قراره رقم 497 بتاريخ 17 كانون الأول 1981 والذي اعتبر فيه أن قرار “إسرائيل” بضم الجولان لاغياً وباطلاً وليس له أي أثر قانوني على الصعيد الدولي. وطالب مجلس الأمن “إسرائيل” بإلغاء ذلك القرار فوراً.

كما صدرت عشرات القرارات من الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان التي تؤكد على بطلان قرار ضم الجولان وتطالب كيان “إسرائيل” بإنهاء احتلاله له، إلا أن الاحتلال وكالعادة لم ينفذ أياً من تلك القرارات، كما لم ينفذ القرارات الأخرى كافة المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي بسبب حماية بعض الدول لهذا الكيان ومنها بصورة رئيسة الولايات المتحدة التي تقتضي مصالحها بقاء هذا الكيان خلافاً للقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة.

ترامب.. وهب الأمير ما لا يملك

لم يلق الاحتلال الاسرائيلي للجولان اعترافا دوليا، غير ان الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب (وهب ما لايملك، مخالفا بذلك القوى العالمية بالاعتراف بسيادة الكيان الاسرائيلي على الجولان في عام 2019.

وقال بلينكن أمس الاثنين، إن السيطرة على الجولان، التي تطل على شمال الكيان الاسرائيلي والمتاخمة أيضا لحدود لبنان والأردن “لها أهمية حقيقية لأمن إسرائيل” لكنه تحدث بحذر فيما يتعلق بالاعتراف بسيادة هذا الكيان عليها.

وقال لمحطة (سي.إن.إن) التلفزيونية “المسائل القانونية شيء آخر وبمرور الوقت إذا تغير الوضع في سوريا، فهذا شيء نبحثه، لكننا لسنا قريبين من ذلك بأي حال”.

وقد سارع رئيس وزراء حكومة الاحتلال للرد على تصريح بلينكن بقوله للصحفيين اليوم الثلاثاء، “لقد قالوا إنهم يبحثون ذلك- لكنني بحثته بالفعل. فيما يخصني، ستظل هضبة الجولان إلى الأبد جزءا من كيان “إسرائيل”، جزءا خاضعا للسيادة (الفاقدة لاي شرعية وبكل الموازين الدولية)” حسب مزاعمه الوقحة.

قناة العالم الاخبارية

Views: 0

ADVERTISEMENT

ذات صلة ، مقالات

التالي