بدا واضحاً أن الحراك الداخلي والعربي ومن ثم الإتصالات والمساعي الجارية من عدد من العواصم الغربية، فذلك لا زال يدور في حلقة مفرغة وهناك معلومات عن أفق مسدود حول تشكيل الحكومة العتيدة ، وهذا ما أقرّ به موفد أمين عام الجامعة العربية السفير حسام زكي عندما كشف خلال زيارته لبعض المرجعيات السياسية بأنه لمس صعوبة في توافق المعنيين بتشكيل حكومة ولا سيما من قبل الرئيس ميشال عون وسعد الحريري.
وعلى هذه الخلفية فإن لبنان ذاهب إلى المجهول في خضمّ هذه الأجواء المعقدة داخلياً وإقليمياً، وبالتالي ان تشكيل حكومة وفق المبادرة الفرنسية فهذا أمر أضحى معجزة أمام هذا الكمّ الهائل من الخلافات والإنقسامات بين المسؤولين اللبنانيين، وصولاً إلى أجواء إقليمية هي الأخرى تواجه صعوبات كبيرة عبر الصراع العربي والإيراني ومن ثم مراوحة المفاوضات الأميركية الإيرانية والتي لها صلة بالعامل الداخلي من خلال تحالف طهران مع حزب الله.
من هذا المنطلق يتوقع أن يشهد لبنان في الأيام المقبلة خضات سياسية ومساجلات وتعميق الخلافات بين المكونات السياسية، في حين أن المعلومات من جهات عديدة تؤكد على أن العقوبات التي سيفرضها الإتحاد الأوروبي على عدد من المسؤولين اللبنانيين جديّة وقريبة جداً بعدما وصل المجتمع الدولي إلى طريق مسدود في تعاطيه مع الملف اللبناني وبالتالي يمكن القول أنه ومن خلال المعطيات والمعلومات هناك استحالة لولادة الحكومة ، وقد يشهد لبنان في المرحلة القادمة أزمات متتالية وصراعاً سياسياً ودستورياً في خضم عدم ترجمة المبادرة الفرنسية والتي باتت وفق ما ينقل عن متابعين بحكم المنتهية وأقلّه في هذه المرحلة ويمكن أن تحصل تسوية ما لحل الأزمة اللبنانية من خلال توافق دولي وإقليمي.
ولكن حتى الآن ذلك غير متوفر اليوم بانتظار تبلور المفاوضات الإيرانية والأميركية وعندئذ يمكن أن تتضح معالم صورة الوضع الداخلي إنما تشكيل الحكومة يبقى في ثلاثة الإنتظار وقد يكون الخيار الراهن تفعيل حكومة تصريف الأعمال وعلى هذه الخلفية دعاها الرئيس عون إلى عقد جلسة وزارية ما يدل على اقتناعه بصعوبة تشكيل الحكومة.
Views: 2