قلق في إسرائيل بعد توتر العلاقة مع روسيا.. هل تراجع موسكو سياسية “السماء المفتوحة ” أمام تل أبيب في سورية.. وهل شرعت القوات السورية وحلفاؤها بإعادة التموضع بناء على تغير في قواعد الاشتباك.. هل تغامر إسرائيل بعدوان على سورية في ظل هذه الظروف؟
بيروت ـ “راي اليوم” ـ كمال خلف:
تسود في الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية حالة من القلق والترقب بشأن احتمالات تغيير في قواعد الاشتباك في السماء السورية، خاصة بعد توتر العلاقة بين تل ابيب وموسكو على خلفية تصويت إسرائيل الى جانب الولايات المتحدة على قرار تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتصريحات وزير الخارجية يائير لبيد، التي اتهم فيها روسيا بارتكاب جرائم حرب. تلك مواقف كانت سببا لغضب روسي، تبعه تحركات وتصريحات صادرة عن موسكو ضد إسرائيل.
وفي الشق الدبلوماسي قامت الخارجية الروسية الاثنين الماضي باستدعاء السفير الإٍسرائيلي في موسكو أليكس بن تسفي للمثول أمامها، واجرى الرئيس فلاديمير بوتين محادثة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما علقت موسكو على موقف إسرائيل في مجلس حقوق الإنسان بانه محاولة سيئة لاستغلال الوضع في أوكرانيا من أجل صرف انتباه المجتمع الدولي عن واحدة من أطول الاحتلالات التي لم ينتهي بعد”.
الغضب الذي عبرت عنه روسيا دبلوماسيا وحتى الموقف المؤيد للفلسطينيين ليس هو مكن القلق الإسرائيلي، انما العين الإسرائيلية فقط الان على السماء السورية، والتعاون الروسي السوري الميداني على الأرض السورية.
وتتحسب تل ابيب لتغيير بات محتملا جدا لقواعد الاشتباك، وتخشى من مفاجآت في الطريق عند اول عدوان جديد تشنه على اهداف في سورية. وكانت موسكو طوال السنوات الماضية تغض الطرف عن الغارات الإسرائيلية المتكررة على سورية وفق تفاهمات ميدانية بين الجانبين، لطالما اثارت حفيظة واستياء حلفاء روسيا السوريين والإيرانيين.
وفي هذا الاتجاه نشرت صحيفة “هآرتس” محذرة من قيام القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا، بالاستقرار في قواعد القوات الروسية التي بدأت تغادر سوريا متجهة إلى أوكرانيا. وعبرت الصحيفة عن القلق من أن روسيا بدات بمراجعة سياسة السماء المفتوحة الممنوحة لإسرائيل حسب الصحيفة . واذا ما صدقت بعض التقارير التي تتحدث عن حصول ذلك بالفعل وان القوات السورية وحلفاءها في الميدان شرعوا بالفعل بعملية إعادة تموضع ميداني، فان ذلك يعني ان موسكو جادة في تدفيع إسرائيل ثمن مواقفها المنحازة للولايات المتحدة في الشأن الاوكراني، وان المرحلة السابقة التي سمحت لإسرائيل تنفيذ غاراتها بشكل متكرر على سورية قد انتهت واغلق الباب . ومن اجل التأكد من ذلك، لابد اختبار ذلك ميدانيا ، ولكن هل تغامر إسرائيل بعدوان على سورية في ظل هذه الظروف المتغيرة وفي ضوء التوتر في علاقتها مع روسيا .
الحكومة الإسرائيلية الحالية كانت قد ادركت بوقت مبكر من الحرب في أوكرانيا مثل هذه المحاذير، ووفق ذلك قررت الصمت والوقوف على الحياد، واخذ دور الوسيط بين كييف وموسكو، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد في تصريحات نشرتها صحيفة معاريف ، إن هناك عدّة اعتبارات تتخذها بلاده في تعاملها مع الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومن هذه الاعتبارات اتخاذ موقف الحياد لعدم تعرّض طياريها لاستهداف روسي. وقال لابيد بشكل مباشر” يجب أن نمنع احتمال إسقاط أي طيار إسرائيلي في سورية وأسره”.
الا ان هذا الوضع لم يستمر مع الضغوط الامريكية والغربية على الحكومة الإسرائيلية .
وكان مسؤولون إسرائيليون قد عبروا عن قلقهم من أن العقوبات الأميركية على روسيا، رداً على العملية الروسية في اوكرانيا قد تؤدي إلى أضرار بمصالح اسرائيل الأمنية في سوريا.
وحذر مسؤولون أمنيون في تل ابيب من أن “علاقات إسرائيل الوثيقة مع الولايات المتحدة قد تعرّض تنسيقها مع موسكو للخطر فيما يتعلّق بعملياتها في سورية.
الأيام المقبلة بلا شك سوف تكشف ان كان هناك أي تغييرات طرأت على هذا التنسيق مع روسيا فوق سورية، والاختبار الميداني هو وحده من سيحمل الأجوبة.
Views: 3