انتهاء القمّة الثلاثية بين أردوغان وزيلينسكي وغوتيريش.. الأمم المتحدة تمنح السّلام فرصة في أوكرانيا مع تزايد القلق بشأن زابوروجيا والأمين العام يدعو إلى إنهاء الحرب ويؤكد: اتفاق الحبوب “مُجرّد بداية” لجهود دبلوماسية لحلّ الأزمة الأوكرانية
لفيف/الأناضول ـ د ب ا: انتهت القمة الثلاثية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مدينة لفيف الأوكرانية، الخميس.
وقال مراسل الأناضول إن القمة الثلاثية جرت مغلقة، واستغرقت 40 دقيقة في قصر بوتوتشكي.
وحضر اللقاء من الجانب التركي وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن.
وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم الخميس حيث التقى بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في غرب أوكرانيا إن القتال القريب من محطة زابوروجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا يمكن أن يتسبب في “تشيرنوبل جديد”.
وكان الاجتماع في مدينة لفيف غربي أوكرانيا بغرض بحث سبل التوصل لاتفاق بعد حوالي ستة أشهر من غزو روسيا لأوكرانيا، لكن الخطر الوشيك بمحطة زابوروجيا هيمن عليه.
وقال اردوغان: “عبرنا عن قلقنا فيما يتعلق بالقتال الدائر حول محطة زابوروجيا للطاقة النووية. لا نريد أن نشهد تشيرنوبل جديد”.
وكان مفاعل تشيرنوبل قد شهد انفجارا نوويا ضخما في عام 1986 في أوكرانيا، التي كانت حينذاك جزءا من الاتحاد السوفيتي، الذى كانت روسيا تهيمن عليه فى ذلك الوقت .
واستهدفت تفجيرات منطقة أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا في المنطقة التي تحتلها روسيا، مع تبادل كل من موسكو وكييف الاتهامات لبعضهما البعض بالقصف.
وقال جوتيريش في مؤتمر صحفي إنه “يجب أن تكون المنطقة منزوعة السلاح”.
وأضاف أن “هناك حاجة عاجلة لاتفاق من أجل إعادة زابوروجيا لسابق عهدها كبنية تحتية مدنية خالصة ولضمان سلامة المنطقة”.
وقال: “يجب أن يسود المنطق لتجنب أي أعمال قد تهدد الوحدة المادية لمحطة الطاقة أو سلامتها أو أمنها”.
وتعارض روسيا نزع السلاح بالموقع.
وحذر جهاز الاستخبارات الحربية الأوكراني من عملية روسية محتملة في محطة زابوروجيا غدا الجمعة، بعدما تم إبلاغ العاملين هناك بالبقاء في منازلهم.
وأضاف في بيان على فيسبوك أن طاقم التشغيل فقط سوف يظل في الموقع بينما سوف يتم منع أي شخص آخر من الدخول.
وتابع البيان أن هناك مخاوف من أن القوات الروسية تصعد الموقف وتعتزم شن هجوم إرهابي عقب قصفهم للمحطة النووية. ولم يتم تقديم أي تفاصيل ولم تعلق روسيا بعد على البيان. ولم يتسن التحقق من الأمر بشكل مستقل.
وقال حاكم مقاطعة زابوروجيا الذي عينته روسيا، يفجيني باليتسكي، للتليفزيون الروسي اليوم الخميس إن الهجمات الأوكرانية تهدد بإلحاق ضرر بنظام التبريد للمفاعلات ووحدات تخزين المخلفات النووية.
لكن اردوغان وجوتيريش خلال الاجتماع في لفيف، قدما بعض الأمل بإمكانية التوصل لحل دبلوماسي للصراع الأوسع.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الدبلوماسية الأخيرة للتوسط لاتفاق مع روسيا لتصدير الحبوب العالقة لأشهر في أوكرانيا، يجب أن تكون “مجرد البداية” وأن المطلوب وجود “روح الحلول الوسط”.
وقال جوتيريش إن “الزخم الإيجابي على صعيد الغذاء يعكس انتصارا للدبلوماسية وللعمل متعدد الأطراف وللشعوب التي وجدت نفسها في خضم أزمة غلاء المعيشة وللمزارعين الأوكرانيين الكادحين”.
وقال: “لكنها مجرد البداية. وأدعو كل الأطراف لضمان تحقيق نجاح مستمر”.
من ناحية أخرى، قال اردوغان إنه مستعد للمساعدة في محاولة التوسط لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال اردوغان عقب مباحثات سابقة بين روسيا وأوكرانيا جرت في تركيا في آذار/ مارس: “نحن مستعدون للتحرك كعنصر مسهل أو وسيط نحو تحقيق هدف إحياء المفاوضات بعد المعايير التي تشكلت في إسطنبول”.
لكن يبدو أن زيلينسكي لا يميل إلى تسوية مع غزاة بلاده. وقبيل اجتماع لفيف، قام بزيارة مستشفى عسكري وقام بتقليد مقاتلين أوسمة.
وقال: “روسيا لن تنتصر في هذه الحرب. شكرا لكم على حماية الأراضي الأوكرانية”، وفقا لقناته على منصة تلجرام.
ووفقا للسلطات المحلية مع تقديم تفاصيل قليلة، شبت النيران في مخزن ذخيرة روسي في منطقة بيلجورود القريب من الحدود مع أوكرانيا اليوم الخميس.
وبعيدا أيضا عن أوكرانيا، قالت موسكو إنها نشرت 3 مقاتلات من طراز ميج31- مزودة بصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت إلى جيب كاليننجراد المطل على بحر البلطيق، في استعراض للقوة في إقليم روسي يتاخم الاتحاد الأوروبي.
وذكرت وزارة الدفاع في موسكو أن الطائرات التي تحمل صواريخ من طراز كينجال جو- سطح تتمركز في قاعدة تشكالوفسك الجوية كـ “إجراء إضافي للردع الاستراتيجي”.
ويقع كالينينجراد بين بولندا وليتوانيا عضوتي الاتحاد الأوروبي، ويبعد أكثر من ألف كيلومتر من موسكو.
وينظر إلى الاجتماع في لفيف على أنه فرصة للأمم المتحدة وتركيا للبدء في اختبار إمكانية تحقيق تسوية بين كييف وموسكو عبر المفاوضات.
وترى مصادر بالأمم المتحدة أن المباحثات بشأن وقف إطلاق نار ممكنة فقط إذا لم يكن في مقدور روسيا وأوكرانيا تحقيق المكاسب على الأرض والتراجع عن هدف الانتصار في الحرب.
غير أن أوكرانيا قالت إنها ملتزمة باستعادة كل الأراضي التي خسرتها، وذلك جزئيا لتجنب ترك المواطنين تحت رحمة المحتلين الروس.
Views: 4