ما هي “كتائب الرضوان” التابعة لـ”حزب الله” التي تتدرّب على اقتِحامِ الجليل وتحريره؟ ولماذا كشف عنها الحزب هذه الأيّام فقط؟ وكيف جاءَ رَدُّ الفِعل الإسرائيلي العسكري على هذا الكشْف؟
عندما قُلنا في هذه الصّحيفة “رأي اليوم” أكثر من مرّةٍ بأنّ الجنوب اللبناني يستعدّ لمُواجهةٍ مع جيش الاحتِلال الإسرائيلي ربّما يكون من ضمن خططها اقتِحام مِنطقة الجليل في شمال فلسطين، والسّيطرة عليها، واتّهمنا كثيرون بالمُبالغة والتعلّق بحبالِ الوهم.
الحاج حسن حب الله، مسؤول العلاقات الفِلسطينيّة في حزب الله اللبناني قال في مُقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسيّة بثّتها اليوم “إن إسرائيل تعرف أن حسْم المعركة مع جبهة المُقاومة غير مُمكن، وهي تشعر بالرّعب من تصاعد قوّة ودور المُقاومة اللبنانيّة، وبالتّحديد من اقتِحام “فرقة الرضوان” لمِنطقة الجليل في شمال فِلسطين المُحتلّة”.
هذه هي المرّة الأولى التي يتحدّث فيها مسؤولٌ في “حزب الله” عن “كتائب الرضوان” هذه، ومهامها الجديدة، وخاصّةً تلك المُتعلّقة بتغيير قواعد الاشتِباك، وعدم الاكتِفاء بالمُواجهة بالصّواريخ والمُسيّرات مع دولة الاحتِلال، ووضع خطط جدية للدّخول البرّي، والسّيطرة على مناطق الجليل الفِلسطينيّة، وهذا ما قد يُفَسّر طلب الإدارة الأمريكيّة من حُكومة نِتنياهو وقف التّصعيد، خاصّةً في القدس المُحتلّة، خوفًا من إشعالِ فتيل المُواجهة في الجبهة الشماليّة.
المعلومات المُتوفّرة عن “كتائب الرضوان”، أحدث وحدات “حزب الله”، وربّما أكثرها خُطورةً، “شحيحة” حتّى الآن، ولكن ما هو مُتوفّر عنها يؤكّد أنّها تُشكّل تطوّرًا عسكريًّا مُهِمًّا، فهذه الوحدة تتكوّن من نُخبة النّخبة من مُقاتلي “حزب الله” ويتلقّى مُقاتليها تدريبات عسكريّة هُجوميّة على أعلى المُستويات، وعلى يَدِ خُبراء خاضوا معارك ميدانيّة تحت رايات الحزب في سورية ولبنان والعِراق، وهي مُزوّدة، حسب ما ذكرته مصادر مُطّلعة جدًّا، بأحدَث الأجهزة الإلكترونيّة والخُبراء في الحُروب السيبرانيّة، والرّغبة القويّة بالقِتال حتّى الشّهادة، ولأنّها تقوم بتنفيذ أكثر المهام سِريّةً ممّا يدفع البعض إلى تشبيهها بالوحدة الإسرائيليّة الخاصّة “أيغور”، فيما يعتبرها آخرون شبيهةً إلى حَدٍّ كبير بالقوّات الخاصّة الروسيّة “سبيتسنار”.
ad
السيّد حسن نصر الله أمين عام “حزب الله”، عندما حدّد الخُطوط الحمراء، وحذّر القادة الإسرائيليين من اختِراقها، جعل من القدس المُحتلّة ومُقدّساتها على رأسها، ولم يكن من قبيل الصّدفة أن يؤكد الحاج حب الله على هذه المعلومة في حديثه المذكور آنفًا، ويُحذّر من أيّ مساسٍ بالقدس التي قال “إنّها عُنوان أكبر من لبنان، وهي عُنوان المعركة كَكُل، ولن نترك الشّعب الفِلسطيني تأكُله الذّئاب الصهيونيّة”.
ما يُمكن أن نُضيفه إلى ما تفضّل به الحاج حب الله، وحسب معلومات دقيقة مُتوفّرة لدينا من مصادر فِلسطينيّة عالية المُستوى، أن كتيبة فِلسطينيّة مُكوّنة من عناصر قتاليّة “نخبويّة” مُنتقاة من فصائل مُقاومة موجودة في سورية ولبنان والضفّة والقِطاع، تحمل اسم “أحرار الجليل” يجري تدريبها وتسليحها حاليًّا على أعلى المُستويات لتكون “توأم” “كتائب الرضوان”.
الجِنرال الإسرائيلي المُتقاعد إسحق بريك وصف الجيش الإسرائيلي بأنّه في وضعٍ مأساويٍّ وغير جاهز للحرب، وقال في حديث لموقع “كيبا” إن هذا الجيش يشن غارات على سورية ولكنّه يتجاهل الخطر الحقيقي الذي يتمثّل في تصنيع “حزب الله” صواريخ دقيقة، ومُسيّرات مُتطوّرة ولا يجرؤ على قصفها خوفًا من رُدودِ الفِعل التي قد لا يستطيع تحمّل نتائجها.
“كتائب الرضوان” واحفظوا هذا الاسم جيّدًا، لأنّها قد تحتل العناوين الرئيسيّة في الأسابيع والأشهر المُقبلة، لأنّنا قد نرى أعلامها تُرفْرِف فوق روابي والجليل.. واللُه أعلم.
“رأي اليوم”
Views: 9