وهل ستكون فرنسا اول من يرسل طائراتها “رافال” لتعزيز زيلينسكي؟ وهل ستغير صواريخ أمريكا بعيدة المدى قواعد الاشتباك لصالح أوكرانيا؟ وكيف سترد روسيا على هذا التصعيد؟
عبد الباري عطوان
بعد ان ضمن الرئيس الاوكراني الحصول على مئات الدبابات من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، بات الآن يتطلع للحصول على طائرات مقاتلة، وصواريخ بعيدة المدى من اجل التصدي لهجوم روسي كاسح في الربيع المقبل، خاصة ان سير المعارك في الشرق والجنوب الاوكراني يسير حاليا لصالح القوات الروسية حيث سقطت مدينة سوليدار، وباتت جارتها ياخموت تشهد حاليا حرب شوارع، وهناك ترجيحات بإحتمال سقوطها في أي لحظة، واعلن متحدث باسم جماعة “فاغنر” عن قرب سقوط مدينة اخرى جديدة في ايدي قواتهم في الجنوب.
التطور الأبرز في ميدان صفقات الأسلحة الى أوكرانيا بات يتمثل في إعتماد الولايات المتحدة حزمة جديدة من المساعدات العسكرية بمقدار ملياري دولار، وتتضمن صواريخ باليستية يبلغ مداها 150 كيلومترا، أي ضعف مدى صواريخ “هيرماس” التي حصلت عليها كييف في بداية الحرب، وهذه الصواريخ ستكون قادرة على ضرب مخازن الأسلحة والاهداف الروسية في منطقة دونباس واجزاء من شبه جزيرة القرم، وباقي الأقاليم التي ضمتها موسكو.
استبعدت الولايات المتحدة وبريطانيا ارسال طائرات مقاتلة الى اوكرانيا، وخاصة من نوع “اف 16” المتطورة، بينما باتت فرنسا على استعداد لتلبية طلب أوكرانيا، في الحصول على الطائرات الأوروبية من نوع “يورو فايتر” او “رافال” الفرنسية، فوزير الدفاع الاوكراني اوليكس ريزنيكوف التقى يوم امس الثلاثاء بالرئيس ايمانويل ماكرون ونظيره الفرنسي في باريس وتم مناقشة طلب أوكرانيا بالحصول على المقاتلات ولكن دون تحديد أي أنواع معينة، وتشير العديد من المصادر الفرنسية الى استعداد الرئيس الفرنسي للتجاوب مع هذا الطلب، واعلان هذا الموقف رسميا في الأيام القليلة المقبلة.
حلف الناتو بات أكثر تورطا وبصورة علانية في الحرب الأوكرانية، وأصبحت روسيا تواجه لوحدها الدول العظمى في هذا الحلف وخاصة أمريكا زعيمته الى جانب بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، ولهذا قد يشهد الربيع المقبل مواجهات مباشرة بين هذه الدول وروسيا.
تقديم الولايات المتحدة صواريخ متوسطة المدى (150 كم) يعكس تصعيدا جديدا ومباشرا في هذه الحرب او هكذا ستفهم موسكو هذه الخطوة، على انها دعم امريكي مباشر لتمكين أوكرانيا من استعادة المناطق التي ضمتها موسكو واعتبرتها جزءا أساسيا من الأرض الروسية.
ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، حذر من “ان هذه الصواريخ الامريكية الجديدة ستفاقم من حدة الصراع، ولكنها لن تغير مجراه”، ولكن الأمر المؤكد ان روسيا لن تقف مكتوفة الايدي امام هذا التصعيد الأمريكي والغربي الذي قد يرجح الكفة الأوكرانية في هذه الحرب، ويقلص، ان لم يكن سينهي التقدم الروسي.
التجارب الامريكية والأوروبية السابقة اثبتت ان كل ما طلبته حكومة كييف من أسلحة وذخائر وصواريخ ودبابات قد حصلت عليه رغم التلكؤ والنفي، مما يعني ان هناك برنامج تسليح يجري تطبيقه بالتقسيط المريح، ولهذا لن نستبعد ان نسمع في الأيام والاشهر القليلة المقبلة، موافقة أمريكية وبريطانية وفرنسية على إرسال أحدث المقاتلات، ومن كل الأنواع، لدعم اوكرانيا، جنبا الى جنب مع منظومات الصواريخ الدفاعية الجوية، وخاصة “الباتريوت” الامريكية.
الحرب العالمية الثالثة بدأت، ونحن نعيش فصولها هذه الأيام، لكن السؤال هو حول مدى قوة احتمالات تحولها الى حرب نووية، ومتى؟
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال منذ اليوم الأول من ارسال قواته الى أوكرانيا ان عقيدة الجيش الروسي استخدام كل ما لديه من إمكانيات عسكرية، بما في ذلك من رؤوس نووية، للدفاع عن التراب الروسي، واكد هذا التوجه ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الامن القومي الاعلى الذي يتزعمه بوتين، ان الدول التي تملك رؤوسا نووية (روسيا تملك 6500 رأس نووي) لن تهزم مطلقا.
هل اقترب يوم القيامة النووي، هذا امر غير مستبعد، فالتصعيد في هذا الاتجاه حتى الآن في ظل غياب أي مفاوضات سلمية بين الدولتين العظميين المتورطتين فيه، أي روسيا وامريكا، ونحن في انتظار خطأ صغير يكون المفجر.. والله اعلم
Views: 1