أمريكا وحُلفاؤها اغتيال عمران خان.. ولهذه الأسباب أيضًا نقف في خندقه ونُطالب بدعمه في وجْه المُؤامرة الداخليّة والخارجيّة
يتعرّض رئيس الوزراء الباكستاني المُنتَخب عمران خان وحزبه “الإنصاف” إلى حملاتِ قمعٍ وإرهابٍ سياسيّ وتهديدات بالقتل غير مسبوقة من قِبَل تحالف الفساد الحاكم المدعوم بالجيش الباكستاني الخاضِع بالكامل للنّفوذ الأمريكي وإملاءاته، ومن غير المُستَبعد أن يتعرّض خان إلى عمليّة اغتيال في أيّ لحظةٍ، أُسوَةً بقادةٍ باكستانيين سابقين، أمثال بينظير بوتو والجنرال ضياء الحق.
الولايات المتحدة أعلنت الحرب على عمران خان مُنذ أن وصل إلى السّلطة بعد فوزه في الانتخابات البرلمانيّة، وتفوّقه بسبب شعبيّته الطّاغية على الأحزاب الإقطاعيّة السياسيّة الأُخرى، وأبرزها حزب نواز شريف وشقيقه ووريثه شهباز شريف، رئيس الوزراء الحالي، لأنه أعلن الحرب على الفساد، وتصدّى للغزو الأمريكيّ في أفغانستان، ورفض أن يُقاتل المُعارضة الأفغانيّة الطالبانيّة للاحتِلال تحت لواء الإدارة الأمريكيّة، مثلما رفض الالتِزام بالحِصار الأمريكيّ على إيران وعزّز الانضِمام إلى المحور الصيني الحليف الاستراتيجيّ لبلاده.
الجِنرال الباكستاني السابق قمر جاويد المُتقاعد حاليًّا هو الذي تزعّم الانقلاب الذي أطاحَ بخان العام الماضي، وجاء بحُكومةٍ فاسدةٍ بقِيادة شهباز شريف، وبتعليماتٍ أمريكيّةٍ مُباشرة، ومن المُؤسف أن القائد الجديد للجيش الجِنرال عاصم منير يسير على الخُطى نفسها، وأرسل قوّاته لاقتِحام منزل خان بعد حصارٍ مُكثّفٍ وتفتيشه، وإرهاب زوجته وأطفاله، والادّعاء بأنّه وجد مخزن أسلحة فيه لإضافة تُهمة جديدة تُضاف إلى 94 تُهمةٍ أُخرى مُوجّهةٍ ضدّه أمام محاكم الدّولة الفاسدة.
إنهم يُريدون إدانته، ولو في واحدةٍ منها فقط، وجميعها مُفبركة، من أجل منعه من خوض الانتِخابات المُقبلة في تشرين ثاني (نوفمبر) المُقبل، لأنّه سيفوز فيها حتمًا، وفقًا لمُعظم استِطلاعات الرأي، والمُضيّ قُدُمًا في مُحاربته للفساد واجتِثاثه وإصلاح النظام السياسي الباكستاني، والانتصار للفُقراء الذين يُجسّدون الأغلبيّة السّاحقة في البلاد.
ad
التّجويع هو السّياسة الأمريكيّة المُتّبعة ضدّ جميع الدّول والحُكومات التي تقول “لا” لواشنطن وإملاءاتها، وجرى تطبيق هذه السّياسة مُنذ اليوم الأوّل لوصول خان إلى السّلطة، حيث أوقفت الإدارة الأمريكيّة مُعظم مُساعداتها لباكستان التي تزيد عن مِلياريّ دولار سنويًّا، ومن المُؤسف أن حُلفاء واشنطن العرب، أغلقوا كُلّ استِغاثاته، وأداروا وجههم إلى النّاحية الأُخرى، وبتعليماتٍ أمريكيّة.
عمران خان سيعود إلى قِيادة بلاده عبر صناديق الاقتراع، وبأصواتِ عشرات الملايين من أنصاره ومُؤيّديه، وأيّ مُحاولةٍ لاعتقاله بتُهمٍ مُلفّقةٍ، أو قتله، سيُؤدّي إلى انفجارِ ثورةٍ شعبيّةٍ كُبرى وحالة من عدم الاستِقرار في مُختلف رُبوع باكستان، والمَسيرات المِليونيّة التي قادَها إلى العاصمة إسلام أباد أحد الأدلّة في هذا المِضمار.
نُساند عمران خان في هذه الصّحيفة “رأي اليوم” لأنّه انحازَ إلى شعبه، ورفض الإملاءات الأمريكيّة، وواصل حربه ضدّ الفساد، والأهم من ذلك بالنّسبة إلينا، ونحن الذين نعرفه عن قُرب عندما كانَ طالبًا في جامعة أكسفورد، رفضه لكُلّ الضّغوط ومن ثمّ الإغراءات لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتِلال الإسرائيلي، ووقوفه في خندق دعم الشّعب الفِلسطيني وقضيّته العادلة.
هذا الرّجل الزّاهد في حياة القُصور وبذخها، ورفض أن يركب الطّائرة الرئاسيّة وأمر ببيعها وتحويل ثمنها إلى خزينة الدّولة، ورفض الإقامة في القصر الرئاسي الباذخ، وسرّح أكثر من 500 من خَدَمِهِ، وفضّل الإقامة في بيتٍ مُتواضعٍ، هذا الرّجل الذي أحبّ فِلسطين ودعم مُقاومتها يستحقّ الدّعم والمُساندة.
“رأي اليوم”
Views: 3